وطن– نجح باحثون في تحديد “جهاز استشعار” مسؤول عن إيقاف خلايا سرطان الثدي السرطانية في الدماغ، ما يفتح الطريق أمام البحث عن علاجات مخصصة لمنع تطور النقائل الدماغية.
يعتبر الانبثاث أو ما يعرف بالنقائل السرطانية، بأنه سلسلة معقدة من الخطوات التي تغادر فيها الخلايا السرطانية موقعَ الورم الأصلي، وتهاجر إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الأوعية اللمفاوية أو الأوعية الدموية أو الانتشار المباشر إلى جزء آخر من الجسم، بحسب تقرير لمجلة “فيمينا” الفرنسية.
لماذا يصاب الرجال بالسرطان أكثر من النساء؟ دراسة جديدة تحل اللغز
وهذا ليس سرطانًا آخر ولكن السرطان الأصلي انتشر. لذلك عادة ما يقول الأطباء في بعض الحالات، إن السرطان انتشر في كامل الجسم. وعلى سبيل المثال، عندما ينتشر سرطان القولون إلى الكبد، فإن الخلايا السرطانية في الكبد تعتبر نفسها خلايا سرطان القولون. لكن لماذا ينتقل سرطان الثدي إلى الدماغ والرئتين والكبد والعظام، ولا ينتقل إلى شحمة الأذن أو إصبع القدم الكبير مثلاً؟
بناءً على هذا السؤال، توصّل باحثون من معهد جامعة لوفان للبحوث التجريبية والسريرية، إلى اكتشاف واعد لمنع تطور نقائل سرطان الثدي، الذي يعتبر النوع الأكثر شيوعًا في فرنسا، والذي يمثّل السبب الرئيسي في موت النساء، بحسب ما ترجمته “وطن“.
للتذكير، تحتوي خلايانا على الميتوكوندريا، وهي أجزاء مُهِمَّة من الخلايا، لأنها تأخُذ المواد الغذائية وتصنع الطاقة التي يُمكِن أن تستخدمها باقي الخلية.
هل الهواتف المحمولة تسبب السرطان؟ دراسة تجيب
ازدياد فرص التعافي
وفقًا لنظرية هؤلاء الباحثين، فإن كل خلية سرطانية منتشرة لها تفضيلاتها الأيضية (أو الغذائية)، الأمر الذي يحفّز استعمارها للعضو، ولهذا السبب لا يتأثر بعضها ببعضٍ أبدًا. لماذا؟ للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام الباحثون بإعادة إنتاج نموذج لسرطان الثدي البشري في الفئران، والذي سمح لهم بتحديد البروتين الذي يعمل كمستشعر للخلية السرطانية لتتوقف وتغزو الدماغ.
والنتيجة، بدون هذا المستشعر (بروتين Cox7b)، لا تتوقف الخلايا السرطانية في الدماغ، وبالتالي لا تتطور إلى نقائل الدماغ. نتيجة لذلك، يتم تجنب النقائل الدماغية، بحسب الفريق العلمي.
من خلال الكشف عن هذا المستشعر، تمكّن الباحثون لاحقًا من تحديد الإستراتيجية التي تنفّذها الخلايا السرطانية لاستعمار أعضاء معينة على وجه الخصوص (وليس غيرها)، وبالتالي إنشاء النقائل. ستكون الخطوة التالية هي اختبار هذه الإستراتيجية على أنواع أخرى من السرطان (الكبد والرئة وما إلى ذلك)، والأعضاء المستهدفة الأخرى.
اختراع ثوري…الخبراء يجدون طريقة لاكتشاف السرطانات وأمراض القلب
ومع ذلك، فإن التحدي كبير لأن مستشعر الهوية “Cox7b” يبدو للأسف أنه من الصعب استهدافه في العلاج المضاد للسرطان. ومع ذلك، فإن هذا الاكتشاف له أهمية كبيرة، لأن فهم هذه الآلية الجديدة يمكن أن يجعل من تنظيم اكتشاف عائلات أجهزة الاستشعار، أو حتى في النهاية العثور على أهداف قابلة للاستغلال مُحتملة.
سيكون الاهتمام بعد ذلك كبيرًا لأنه حسب العلماء، من خلال منع حدوث النقائل، يمكن استخدام العلاجات الاستشفائية لفترة أطول، وبالتالي ستزداد فرص الشفاء. وتجدر الإشارة إلى أن الطب لديه ترسانة واسعة بشكل متزايد لمكافحة سرطان الثدي النقيلي.
ووفقًا للمعهد الوطني للسرطان-INCa، فإن علاج سرطان الثدي الرئيسي هو أمر نظامي ويعتمد على الأدوية: أدوية العلاج الكيميائي، وربما العلاج الموجّه، أو العلاج الهرموني عندما يكون الورم حساسًا للهرمونات. في بعض الحالات، يتم الجمع بين الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج بالدواء.