الرئيسية » تقارير » طبول الحرب تقرع.. اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل على صفيح ساخن

طبول الحرب تقرع.. اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل على صفيح ساخن

وطن – يمضي ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، نحو تصعيد خطير، وذلك بعد رفض الملاحظات التي قدمتها بيروت على مسودة الاتفاق الذي قدّمه الوسيط الأمريكي والذي كان قد حظي بموافقة من تل أبيب.

جلسة عاصفة للمجلس الوزاري

المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في تل أبيب، عقد جلسة استمرت ثلاث ساعات ونصف ساعة، خُصصت للبحث في الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، كما وردت إلى بيروت من الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتين.

وفيما لم يصدر بيان رسمي عما آل إليه الاجتماع، فقد كشفت وسائل إعلام عبرية عن أن الوزراء والمشاركين في الجلسة أجمعوا على رفض الملاحظات اللبنانية، وأن الاتفاق بصيغته الأولى من دون الملاحظات اللبنانية، كان ممتازا ويراعي المصالح الأمنية لإسرائيل.

ترويج الإعلام الإسرائيلي لتقلص فرص الاتفاق في ظل الملاحظات اللبنانية يمثل رسالة سياسية إسرائيلية بشكل أو بآخر، لا سيما أن تل أبيب تقول إنها غير معنية باتفاق يتجاوز الخطوط الحمر الإسرائيلية.

لبنان يقدم تعديلاته .. رفضها يعني إنهاء المفاوضات

وكان نائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس بو صعب المكلف بملف ترسيم الحدود، قد صرح الثلاثاء، بأن بلاده قدمت للولايات المتحدة قائمة بتعديلات يرغب لبنان في إدخالها على اقتراح بشأن كيفية ترسيم حدوده البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل.

وأضاف أنه لا يعتقد أن التغييرات المقترحة ستؤدي إلى خروج الاتفاق عن مساره، مشيرا إلى أنه في حين أن الرد لا يعني الموافقة على المسودة، فيعني ذلك إنهاء المفاوضات.

طبول الحرب تقرع بين لبنان وإسرائيل

انفجار المسار التفاوضي قد يعطي إشارة بأن طبول الحرب قد تقرع بين حين وآخر بين الجانبين، وبخاصة عند النظر لما شهدته المرحلة الماضية من لهجة حادة في التحذيرات المتبادلة.

اللافت للانتباه هو ما ورد على لسان الإعلام العبري نفسه، فقد تم الحديث عن رفض الاتفاق وليس رفض الملاحظات، ورفض الاتفاق يعني أن المرحلة التالية لن تكون تفاوضية وسيتخللها مسار التصعيد.

أما رفض الملاحظات فهي خطوة قد تستقطب تدخلا أمريكيا جديدا وقد يتخلل ذلك محادثات مع الجانب اللبناني للتوصل إلى تسوية ما، ومن ثم تبقى فرص الاتفاق قائمة، وهو ما ترغب فيه واشنطن، على الأقل حتى الآن.

هل تشن إسرائيل عمليات استباقية؟

اللافت كذلك أن المجلس المصغر وافق على إمكان شن عمليات هجومية استباقية في حال توافرت معلومات موثوقة بأن حزب الله يتحضر لشن هجوم، مع تكليف رئيس الحكومة يائير لابيد ووزير الأمن بيني غانتس ورئيس الحكومة المناوب نفتالي بينت، تولي هذه المهمة من دون اللجوء إلى الكابينت.

وهنا يرشح إلى دائرة الاهتمام سريعا ما ورد من تعليمات أصدرها وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي بيني غانتس للجيش بالاستعداد لاحتمال حدوث تصعيد مع لبنان، وذلك في ظل وصول مفاوضات ترسيم الحدود إلى نقطة حاسمة.

وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي يحذر حزب الله

وحذر وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي، من أن لبنان سيدفع ثمنا باهظا إذا حاول حزب الله “المس بإسرائيل”، وقال في مراسم ذكرى جنود إسرائيليين قتلى: “إذا سعى حزب الله إلى الإضرار ببنيتنا التحتية وسيادتنا، فإن الثمن العسكري الذي ستدفعه دولة لبنان سيكون باهظا”.

وأضاف أن إسرائيل مستعدة لحماية بنيتها التحتية “ولا تريد خوض معركة ولكنها جاهزة”.

في السياق هذا أيضا، قالت تقارير عبرية، إن إسرائيل وضعت سيناريو عملية استباقية لمنع أي هجوم من جانب حزب الله.

واشنطن لم تفقد الأمل

أمريكيا، قال مجلس الأمن القومي الأمريكي إن توصل لبنان وإسرائيل لاتفاق بشأن الحدود البحرية لا يزال ممكنا، مؤكدا أن الوسيط يواصل جهوده مع الجانبين، وفق قناة الجزيرة.

في المقابل، أكّد مسؤول لبناني أن بلاده لم تتلق ردا إسرائيليا رسميا بشأن طلبات التعديل على مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية.

وصرح كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب، بأن الاتفاق “أبرم بنسبة 90% لكن 10% المتبقية هي الحاسمة” موضحا أنه على تواصل مستمر مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين.

وعلى النقيض من كل التطورات، كان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قد صرح أمس الخميس، بأن ترسيم حدود بلاده البحرية مع إسرائيل على مشارف الإنجاز، معتبرا أنه عبر ذلك يتم تفادي حرب أكيدة في المنطقة.

إسرائيل تهدد .. لكنها تتمسك

وعلى الرغم من الاستعداد الإسرائيلي لأي سيناريو كما يقول أحد مسؤوليها البارزين بما في ذلك سيناريو التصعيد، تؤكد تل أبيب في الوقت نفسه، أنه “من الممكن جسر الهوة بين الطرفين”.

ووصف مسؤول أمني إسرائيلي الاتفاق المتبلور مع لبنان بأن “له بعد استراتيجي هام وتأثير في السنوات المقبلة”، وقال إن “أهمية الاتفاق في هذه الفترة هي لجم تأثير إيران وحزب الله الهائل على الطاقة في لبنان”.

وأضاف: “إذا تم أخذ هذا منهما، فسيتم في الأمد البعيد المس بالتأثير الإيراني في جوانب أوسع. ولذلك، إذا كان بالإمكان إنهاء ذلك (أي التوصل لاتفاق) فإنه سيكون مجديا للغاية”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.