الرئيسية » الهدهد » هل شمت محمد بن زايد في وفاة يوسف القرضاوي؟

هل شمت محمد بن زايد في وفاة يوسف القرضاوي؟

وطن– أظهرت تعليقاتُ شخصياتٍ إماراتية بارزة، بما في ذلك مقرّبون من الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، على وفاة الشيخ “يوسف القرضاوي” الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ما اعتُبرت “شماتة إماراتية” قد تكون بصبغة رسمية.

وسيم يوسف خطيب جامع الشيخ سلطان بن زايد في الإمارات، والمقرّب من الرئيس الإماراتي، أحد أولئك الذين أبدَوا تلك الشماتة.

قال وسيم في تغريدة عبر “تويتر”: “كان القرضاوي يمثل نفسه فقط لا دين الله .. كان القرضاوي يفتي لمصلحة حزبه لا لمصلحة البلاد والعباد.. كان القرضاوي يمثل أجندة سياسية لا دينية”.

وأضاف: “طلا تظنوا أن الناس حينما فرحت بموت يوسف القرضاوي أنها تكره دين ربها.. بالعكس فالناس تكره من استخدم دين خالقها للتدمير والقتل”.

أثارت تغريدة وسيم تفاعلاً واسعاً بين النشطاء على موقع “تويتر”، ولقّنوا الداعية الإماراتي دروساً قوية.

فقال أحد الناشطين: “هنالك كثير منهم يا شيخ بس ما حدا برد عليهم”.

وكتب آخر: “الرجل توفي وما تزال تنبح اتقي الله يا هذا”.

وهاجمَه مغرّد: “حتى الموتى لم يسلموا من لسانك و ادكروا محاسن موتاكم لا يجوز على موتى المسلمين إلا الرحمة”.

وسخِر ناشط: “وانت وش تفرق عنه.. سبايدر مان يأشر على نفسه”.

https://twitter.com/Sul_7masha/status/1574539737976623105?s=20&t=FcUm9IiTm51KADQn8otCRw

لم يكن هذا التعليق هو الوحيد الذي صدرَ عن وسيم يوسف، بشأن وفاة القرضاوي.

ففي وقت سابق، كتب وسيم: “انتقل يوسف القرضاوي إلى رب عادل حكيم، وجر خلفه أنهار من الدماء والأشلاء وكثير من فتاوى الذبح والقتل والتفجير، وهو الأن بين يدي ربه، مابين حقوق لمن كان ضحية فتواه، ومابين عدل ربه حينما استخدم القرضاوي دين الله للقتل والتحريض والتدمير والتفجير وفي النهاية نقول وما كان ربك نسيا”.

على غرار وسيم يوسف، كان الناشط الإماراتي حمد المزروعي، المحسوب على رئيس الإمارات محمد بن زايد، قد تطاول على القرضاوي.

وكتب المزروعي عبر حسابه على موقع “تويتر”: “جهنم وبئس المصير”.

وتطاول أيضاً الأكاديمي الإماراتي والمقرّب من النظام الإماراتي عبدالخالق عبدالله على القرضاوي، قائلاً: “وفاة رجل الدين يوسف القرضاوي الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين 96 سنة الذي اشتهر بفتاويه التي تحرض على العنف والتكفير”.

وأضاف: “يوسف القرضاوي قاد خلال فترة الربيع العربي حملة إساءة وكراهية وتعبئة ضد استقرار الإمارات، رغم أن الإمارات أكرمته وأحسنت استقباله”.

كما غرّد المدعو أمجد طه، وهو أحد النشطاء المقربين أيضاً من دوائر الحكم في الإمارات، والمموّل من قبلها: “مبروك هلاك المتطرف يوسف القرضاوي في قطر الآن. هذا الذي حرض على الإرهاب في سوريا وليبيا ومصر ومطلوب للعدالة. اللهم لك الحمد على هلاك القرضاوي”.

تغريدات هذه الشخصيات الإماراتية المقربة من محمد بن زايد، أثارت العديد من التكهنات بأنّها تحركت بأمر مباشر من الرئيس الإماراتي.

ومحمد بن زايد له الكثير من الأذرع، التي يتم توظيفها لتتولى إيصال رسائل معينة دون الزجّ باسم الرئيس الإماراتي، لكن بات معروفاً وواضحاً أنها تتحرك تنفيذاً لأوامره.

تشييع الشيخ يوسف القرضاوي

وشيّع الآلاف، أمس الثلاثاء، جثمان الشيخ يوسف القرضاوي إلى مثواه بأحد مقابر العاصمة القطرية.

وانطلقت مراسم الجنازة من أحد مساجد الدوحة، وشاركَ فيها مسؤولون قطريون رفيعو المستوى، وعددٌ كبير من العلماء والأكاديميين والشخصيات الإسلامية.

وأقيمت صلاة الجنازة على القرضاوي في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بالدوحة، بحضور نجله عبد الرحمن وجموع تقدر بالآلاف، رافعة الصوت بـ”التكبير” مع خروج الجثمان من المسجد.

وشارك في التشييعَ مسؤولون قطريون رفيعو المستوى، بينهم عبد الله بن حمد آل ثاني نائب أمير البلاد، وممثله الشخصي جاسم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية خالد بن خليفة آل ثاني، ووزير الأوقاف غانم بن شاهين الغانم.

وشهد التشييع مشاركةَ عدد كبير من العلماء والأكاديميين والشخصيات الإسلامية، منهم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي، وعلي أرباش رئيس الشؤون الدينية التركي، والأكاديمي التركي ياسين أقطاي، والداعية طارق السويدان.

مَن هو يوسف القرضاوي؟

ووُلد يوسف القرضاوي في 9 سبتمبر 1926، بقرية صفت تراب شمالي مصر، التي اشتهرت باحتوائها قبرَ آخِر الصحابة موتاً بمصر “عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي”.

ونشِط القرضاوي في مجالات التأليف العلمي، والدعوة والفقه والفتوى، والمؤتمرات والندوات والمحاضرات، والاقتصاد الإسلامي والعمل الاجتماعي، حتى أصبح “مرجعاً من المراجع المعتمدة لدى كثير من المسلمين”.

ومن كتبه الشهيرة كتابُ “الحلال والحرام في الإسلام”، ووفق سيرته الذاتية “انتشر الكتاب انتشاراً منقطع النظير في العالم العربي والإسلامي، وطُبِع ما لا يقلّ عن أربعين مرة بالعربية، وبلغات أخرى منها التركية”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.