الرئيسية » تقارير » ما دلالة زيارة محمد بن زايد لسلطنة عمان بعد توتر “مكتوم” في العلاقة؟

ما دلالة زيارة محمد بن زايد لسلطنة عمان بعد توتر “مكتوم” في العلاقة؟

وطن- أعلنت وكالة الأنباء العمانية عن زيارة رسمية للشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات وحاكم أبوظبي، إلى سلطنة عمان تبدأ بعد غد، الثلاثاء.

رئيس الإمارات في زيارة رسمية لسلطنة عمان

ونقلت الوكالة عن ديوان البلاط السلطاني أن محمد بن زايد، سيترأس وفداً رفيع المستوى في زيارة إلى السلطنة، تستمر يومين.

وذكر بيان الديوان السلطاني، أن ذلك يأتي “تجسيدًا لأواصر المـودة ووشائج القربى وحُسـن الجـوار، الـتي تربط عُمان والإمارات وتعزيـزًا للعلاقات التاريخية بين البلدين” بحسب البيان.

وخلال هذه الزيارة -بحسب ما ذكر ديوان البلاط السلطاني- سيتم بحث عددٍ من المجالات والجوانب ذات الاهتمام المشترك، “بما يُسهم في تحقيق تطلعات وآمال البلدين”.

ويشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في ظل توتر مكتوم وغير معلَن في العلاقة بين البلدين، خاصة وأن هناك جذوراً قديمةً لتلك العلاقة المتوترة، منذ ضبط خلية التجسس الإماراتية في السلطنة والقبض عليها.

ورأى محللون أن هذه الزيارة ربما تكون بداية صفحة جديدة بين عمان والإمارات، على مسار التصالحات الجارية حالياً بين الدول العربية في ظل المتغيرات الدولية.

سياسة الحياد والدبلوماسية العمانية

وتنتهج سلطنة عمان سياسة الحياد التي أرسى قواعدها السلطان الراحل قابوس بن سعيد، ويكمل على ذات الخط السلطان هيثم بن طارق.

حيث تعتمد عُمان مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، واستخدام نفوذها وقوتها في تنفيذ وساطات وحل أزمات.

https://twitter.com/_hashmy/status/1574053539789291525?s=20&t=RUErZN9YaytnkJpfS0Dqzg

الناشط عبدالله الهاشمي، اعتبر أن زيارة محمد بن زايد للسلطنة، هي تأكيد على التناغم بين البلدين وتقارب وجهات النظر أمنياً وسياسياً واقتصادياً.

وتابع أن زيارة رئيس الإمارات تعبّر عن “الانتقال بالعلاقات بين البلدين إلى عهد جديد”.

مضيفاً: “والشعبين العماني والإماراتي يشتركان في الأصول والعادات والتقاليد وأسس الحضارة.. المستقبل سيكون أفضل بكثير بين الأشقاء سلطنة عمان ودولة الإمارات”.

هذا ورحّب العديد من العمانيين بزيارة محمد بن زايد للسلطنة، واعتبروها علامة على توطيد العلاقة بين البلدين.

خلية التجسس الإماراتية في سلطنة عمان

ويشار إلى أنه كان على رأس التوترات بين البلدين، قضية خلية التجسس الإماراتية، التي تم ضبطها في مسقط عام 2011، وتم تقديم عناصرها للمحاكمة.

وفي نوفمبر 2018، تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن كشف خلية إماراتية جديدة، غير تلك التي قُبض عليها في يناير 2011.

وتناقل ناشطون على “تويتر” اسم أحد المتهمين في الخلية، يدعى محمد بن راشد بن مشروم الكعبي، قائلين إنه عقيد في أمن الدولة في الإمارات.

وفي مارس 2019، قال الصحفي المختار الهنائي إنه تواجد في محكمة الجنايات بمسقط، والتي نظرت في قضية أمنية تورّط فيها 5 أشخاص من دولة الإمارات بينهم ضباط، بالإضافة إلى متهميَن عمانيَّين مدنيين.

تلك المعلومات التي تسببت بمحاكمة المختار الهنائي والتحقيق معه، لكن تمّ الحكم ببرائته مؤخراً بعد حملة شعبية كبيرة، انطلقت على مواقع التواصل في السلطنة تضامناً معه.

محمد بن زايد.. لماذا استحق لقب “شيطان العرب” بجدارة؟

كلمة بدر البوسعيدي عن تدخل دول بشؤون السلطنة

وفي ديسمبر 2020 أيضاً، أكد بدر البوسعيدي وزير الخارجية العماني أنّ عدداً من البلدان تدخلت في الشؤون الداخلية لسلطنة عمان، في إشارةٍ منه -على ما يبدو- إلى خلال التجسس الإماراتية التي ضبطتها السلطنة.

وقال “البوسعيدي” خلال مشاركته في “حوار المنامة” السادس عشر آنذاك، إن ردّ السلطنة على ذلك لم يكن من خلال النزاع، بل من خلال الحوار، وتوصلنا إلى تفاهمٍ معها وتوقف التدخل.

وقال: أنا أتحدث عن تجربة وليس من ناحية نظرية، وإذا استطاعت عمان أن تفعل ذلك، فيمكن لدول أخرى القيام بذلك.

من جانبه، صرّح السفير محمد سلطان السويدي، سفير الإمارات في سلطنة عُمان، أن الزيارة المرتقبة لمحمد بن زايد، سيكون لها أثر إيجابي على مسيرة العلاقات المُمتدة بين البلدين.

وأكد “السويدي” أن هذه الزيارة تشكّل أهمية استراتيجية للبلدين، مُعرِباً عن أمله في أن تشهد المرحلة المُقبلة مزيدًا من الجهود المشتركة، للحفاظ على المستويات المتقدمة التي وصلت إليها العلاقات بين البلدين.

أحمد بن هلال البوسعيدي سفير سلطنة عُمان لدى الإمارات، أكد هو الآخر -من جانبه- أن زيارة “ابن زايد” إلى السلطنة، هي الأولى بعد توليه رئاسة الإمارات خلفاً للشيخ خليفة بن زايد.

وقال “البوسعيدي” في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أن التكامل بين السلطنة والإمارات يأتي في إطار تعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية الواعدة، وتوجهات البلدين لتركيز التعاون خلال الفترة المُقبلة على تطوير الفرص الاستثمارية، وتسهيل الإجراءات على المستثمرين في الدولتين.

صورة السلطان هيثم وهو يمسك بيد محمد بن زايد تلفت الأنظار ومستشاره يعلق

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.