الرئيسية » حياتنا » حمايتك المفرطة لطفلك تجعله طفلاً غير مسؤول ومكتئِباً

حمايتك المفرطة لطفلك تجعله طفلاً غير مسؤول ومكتئِباً

وطن– على الرغم من أن الانتباه للأطفال، يعدّ أفضل طريقة لرعاية أطفالنا، فإن الإفراط فيه وتمثيل دور الأبوة والأمومة أو تقديم الحماية بشكل مفرط للغاية، يمكن أن يجعلهم يشعرون بأنهم غير آمنين وينتقدون أنفسهم بشدة.

يُعرَّف الإفراط في تربية الأبناء على أنه إيلاء الكثير من الاهتمام للأطفال من قبل الآباء والأمهات، لكن هل هذا اتجاه صحيح؟

فيما يلي، تحدثت مجلة “فيدا لوثيدا” الإسبانية عن هذا الموضوع.

دراسة: مشاركة الذكريات مع الأطفال يحسّن من صحتهم العقلية

ما التوازن الصحيح لتجنب الوقوع في الحماية المفرطة؟

لا شك في أن جميع الأطفال يحتاجون إلى اهتمام ورعاية مستمرين من الوالدين. لكن في بعض الأحيان ينبغي على الآباء إدراك أهمية تحقيق التوازن في مسألة الاهتمام بالأطفال.

في الحقيقة، هناك خيط رفيع بين الإفراط في تربية الأبناء وتوجيه أطفالنا بطريقة سليمة، حتى يتمكنوا من تنمية شخصيتهم بمفردهم، دون الوقوع في فخ العلاقة الأسرية السامة.

يجب أن تحقق التوازن بين اهتمامك لطفلك وكيفية تنمية شخصيته
يجب أن تحقق التوازن بين اهتمامك لطفلك وكيفية تنمية شخصيته

ووفقًا لما ترجمته “وطن“، الأبوة والأمومة لا تتعلق فقط بالسيطرة والتدريب، ولا تعني خنق الأطفال، أو الأسوأ من ذلك: قص أجنحة أحلامهم وطموحاتهم المستقبلية، بل ينبغي توجيههم حتى يصبحوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم، ويكونوا مسؤولين عن حياتهم. وفي الواقع، فإن مصطلح “الأبوة والأمومة” له معانٍ أكثر من هذا.

تطبيق جديد لياباني يكشف عن العراة ويوقِفَهم قبل أن يستغلوا الأطفال جنسيا

الإفراط في ممارسة الأبوة والحماية الزائدة

أغرب ما في هذا السلوك أو النهج التربوي؛ هو أن الآباء يشاركون أبناءهم في جميع جوانب حياتهم، مثل: الرياضة المدرسية والهوايات والطعام والأصدقاء.

يعتقد “الأب الخارق” أنه أفضل أب في العالم، وأنه يربي أطفاله أفضل من البقية. لكن في الواقع، قد يكون أطفالك عير متوازنين عاطفيًا وبعيدين كل البعد عن معاني السعادة.

الإحباط هو أحد عواقب الإفراط في الرعاية 

يمكن للوالدين الحصول على فكرة واضحة عن الشكل الذي يجب أن يبدو عليه الطفل المثالي، مع اعتبار أنفسهم أيضًا وصفة للنجاح أو نموذجاً يحتذى به.

لكن مع مرور الوقت، يكتشفون أن أطفالهم لا يلتزمون دائمًا بمُثُلهم العليا، ما يؤدي إلى الشعور بالإحباط. عندما يرى الطفل خيبة أمل في عيون والديهم، فقد يبدأون في الشعور بالفشل والدونية.

هذه الطريقة الأفضل للتعامل مع الأطفال ذوو الشخصية القوية .. تعرفوا عليها

من عواقب الإفراط في الحماية: القلق والاكتئاب

من بين إحدى الجوانب التي يجب مراعاتها؛ هو أن الإفراط في ممارسة الأبوة يفيد لا محالةَ النشاط التعليمي المفرط. ومن المعتاد أن يخطط الآباء للعديد من الأنشطة اللامنهجية لأطفالهم، حتى الأنشطة التي لا يهتم بها الأطفال.

وهكذا، تدريجيًا يصاب الأطفال بالقلق، ويصل قلقهم إلى مستويات مماثلة لتلك التي يشعر بها البالغون. يجد الآباء المفرطون في الحماية صعوبة في تحمل أخطاء أطفالهم. إنهم يفعلون كل ما في وسعهم لتربية أطفال، ليكونوا مثاليين ومسؤولين ومعصومين من الأخطاء كأنهم لن يفشلو أبدًا، وهذا أمر مستحيل.

ارتكاب الطفل للأخطاء يساعده على التعلم وتحمل المسؤولية
ارتكاب الطفل للأخطاء يساعده على التعلم وتحمل المسؤولية

الحماية الزائدة وعدم القدرة على الفشل

يجب أن يتمتع جميع الأطفال بتجربة الفشل في شيء ما، حتى يتمكنوا من التعلم من أخطائهم. إن الأطفال الذين يتم تربيتهم على ألّا يُخطؤوا ولا يفشلوا أبدًا، تكون مرحلة طفولتهم صعبة للغاية. علاوة على ذلك، يضع الآباء سقف تأمّلات عالية إلى درجة أنه عندما يفشل الأطفال في مهمة ما، فإنهم يغرقون في موجة من الاكتئاب والسلوك المدمر للذات.

ممارسة الأبوة والأمومة بشكل صحي تعزز قيمة المسؤولية لدى الأطفال

وفقًا لدراسة أجريت في جامعة كوينز في أونتاريو، كندا، فإن أحد أخطر عواقب الإفراط في الأبوة هو أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عامًا، بالكاد يعرفون معنى اللعب في الهواء الطلق أو التفاعل مع أصدقائهم، باختصار: إنهم أطفال غير سعداء.

أنت تعلم بالفعل أن تربية الطفل تعني حمايته قبل كل شيء، لكن هذه الحماية يجب أن تستند إلى النقاط التالية:

على الآباء حماية أبنائهم حتى يشعروا بالأمان

تعد معاني الأبوة والأمومة قيماً سلمية، وهي مرتبطة بالاعتراف بأن طفلنا يجب أن يكون متوازن الشخصية، مع تعزيز صورته الذاتية الجيدة. الطفل الذي يشعر بالأمان مع والديه سوف يتمتع بتقدير أفضل للذات، وسينمو وينضج بمسؤولية.

وفيما يلي تنصح المجلة بـ:

  • احمِ أطفالك من خلال إسداء النصح لهم، مع السماح لهم بالتعلم من أخطائهم
  • احم أطفالك حتى لا يتألموا ويبقَوا على الطريق الصحيح، ولكن عليك دائمًا تعزيز وجهة نظرهم الشخصية، والسماح لهم بارتكاب أخطائهم حتى يتمكنوا من التعلم منها.
  • الارتباط والرابطة القوية لا تُقدّر بثمن، خاصة خلال السنوات الأولى من حياة الطفل. ولكن عندما يبلغ الأطفال سنَّ السابعة أو الثامنة، فإنهم يقفزون قفزة كبيرة نحو النضج. عندها يبدأون في الدفاع عن حقوقهم وتنمية الشعور بالعدالة والأخلاق. خلال مرحلة ما قبل المراهقة الفوضوية هذه، سيبدأون في اتخاذ قرارات قد تفاجئك.
  • استمع إليهم دائمًا، وعلّمهم كل يوم أنه لكي يكونوا أحرارًا يجب أن يكونوا مسؤولين، كما أنه للتمتع بامتيازات معينة يجب عليهم الوفاء بالتزامات معينة أيضاً.

من الضروري تعزيز نوع من التعلّم يعتمد على الخبرة، وليس على مهام الآباء والأمهات.

كيف تمنع الأطفال من زيارة موقع خطير؟ إليك كيف تحمي طفلك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.