الرئيسية » الهدهد » الموساد جنّد ضباطاً بجيش النظام السوري وتفاصيل خطيرة

الموساد جنّد ضباطاً بجيش النظام السوري وتفاصيل خطيرة

وطن- قالت قوى الأمن الداخلي في لبنان، إن فرع المعلومات التابع لها، أوقف طبيباً سوريا دخل البلاد عبر مطار بيروت خلال شهر آب؛ بتهمة التعامل مع الموساد الإسرائيلي.

وكشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في هذا السياق، أن الطبيب المتهم هو “معين يوسف يوسف”، من مواليد بلدة دير إبراهيم/اللاذقية عام 1969، ويقيم في السويد منذ ما يقارب 27 عاماً، وعمل في مستشفى “ميلر” بـ”اسكل ستونا”، ويرأس حالياً قسم الكلى في المستشفى المذكور.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الطبيب كان يأتي من السويد إلى بيروت، ثم ينتقل براً إلى سوريا، ليلتقي بعائلته وخاصة شقيقيه لؤي ومازن؛ الأول برتبة عقيد متقاعد منذ عام 2010، فيما أحيل مازن إلى التقاعد بداية العام الحالي 2022، ومركز خدمته كان في قسم الطوبوغرافيا والمساحة.

خرائط للطرق والأوسترادات

أما المهمات التي كُلِّف بها شقيقاه، فكانت من نوع إرسال خرائط لبلديات تابعة لمدينة دمشق وريفها، تتضمن تفاصيل عن الطرقات والأوتوسترادات والجسور. كما طَلب منهم في إحدى المرات شخصٌ يتحدث بلهجة أردنية جمع معلومات عن شخصين موجودَين في سوريا.

وبحسب التحقيقات معه، فقد أخبر “يوسف المحققين بأن شخصاً تواصل معه عبر البريد الإلكتروني عام 2018، أعلمه أنه يُدعى كريستوفر، ويعمل في شركات تُعنى بالبيئة وتنقية المياه، عارضاً عليه المساعدة في مشروع تنقية المياه في سوريا، كاشفاً أن هذه المشاريع خيرية ومجانية”.

فأبلغه موافقته ليحصل تواصل هاتفي بينهما قبل أن يلتقيا بعد نحو شهر، في فندق “الشيراتون” في استوكهولم، حيث جرى الحديث عن المشروع.

من اسكلستونا إلى استوكهولم

واقترحَ الطبيب أسماء أشخاص للعمل معه في المشروع؛ هم شقيقاه لؤي ومازن، علماً بأن الأول عقيد متقاعد في الجيش السوري، والثاني عميد في الجيش السوري، ويقع مركز خدمته في قسم الهندسة الطوبوغرافية (تقاعَد بداية العام الحالي).

إضافة إلى زوجة شقيقه التي تعمل مهندسة مدنية في البلدية، وأفاد الطبيب بأنّه أعطاه في نهاية اللقاء 150 يورو بدل تنقّل من إسكلستونا إلى أستوكهولم، وبدل تعطيل يوم. وأبلغ الطبيب المحققين أنه تواصل مع عدد من الأطباء السوريين.

واستندت المخابرات اللبنانية في تحقيقها مع “يوسف”، وتوجيه الاتهامات إليه على حسابات تواصل اجتماعي تيقّنت من ارتباطها بالموساد، لأن هذه الحسابات استُخدمت سابقاً للتخاطب مع عملاء، تمّ الإيقاع بهم وتوثيق اعترافاتهم.

اختراق حاسوب رئيس الموساد الإسرائيلي ونشر صور فاضحة له مع فتيات (شاهد)

له شقيقان في جيش النظام السوري

ووفق نشطاء، فإن الاسم الصحيح للطبيب المتهم هو “معن يوسف”، وليس “معين”، وأنه يعمل في مشفى “إم إس-إي-مالار” التابع لجامعة أستوكهولم منذ 17 عاماً و9 أشهر، وهو متخصص في طب الكلى، وأنه قضى سنة في مشفى دمشق المعروف شعبياً بـ (المجتهد)، بين عامي 1993-1994.

وخلال سنوات عمله الطويلة في السويد، حاز “معن يوسف” على ثقة إدارة المشفى التي يعمل بها، وقدّم للمرضى خدمات كثيرة جعلتْه أهلاً للفوز بجائزة تُدعى “يد الرب” عام 2016، وهي تُمنح عادة لأكثر الأطباء تميّزاً.

وعبر مسيرته المهنية ألّف “معن يوسف” دراسات وأبحاثاً في مجال طب الكلى والمسالك البولية.

كما استطاع النشطاء التوصل إلى معلومات حول عنوان سكنه في السويد بدقة، الذي تشاركه فيه زوجته “سيلفا -ع”، في شقة تقدّر قيمتها بنحو 3 ملايين كورون سويدية (نحو 300 ألف دولار).

معلومات أمنية في سوريا

وكشف الطبيب للمحققين، أن “صاحب المشروع، تصرف معه بطريقة مختلفة عن السابق، وكان يتوجه له بلغة الأمر، وأظهر جدية وصرامةً لم يظهرها في أي وقت سابق”.

مشيراً إلى أنه “اكتشف أن ما يسعى وراءه لا يمت إلى الأعمال الخيرية بصلة، إنما تبين له أنه كان يتواصل مع أحد ضباط الموساد الإسرائيلي، الذي يسعى لمعلومات أمنية من أشقائه في سوريا، وأنه اتخذ وسيطاً لإتمام مهمته؛ كونَ تواصله مع أشقائه في سوريا لن يثير الريبة والشكوك لدى الأجهزة الأمنية”.

وذكر الطبيب في إفادته، أنه “فور وصوله إلى سوريا، اجتمع بوالده وشقيقيه لؤي ومازن وأعلمهم أنه ليس هناك أي مشاريع خيرية، وأن الشخص الذي يتعاملون معه ضابط في الموساد الإسرائيلي، فجرى نقاش بينهم، ثم قرّروا متابعة التواصل والتعامل معه”.

و”علّمَ شقيقه مازن على كيفية استخدام الأجهزة، حيث قام بتجربة إرسال ملف بعد تشفيره عبر أحد التطبيقات على الحاسوب، بواسطة رمز المرور الذي زوده به المشغل”.

فحص الأجهزة الإلكترونية

واتضح للمحققين، أن “الطبيب كان يكذب هنا، لكونه في إفادة لاحقة، ذكر أنه قبض 6 آلاف يورو لنقلها إلى أشقائه ووالده؛ لقاءَ بدء العمل، كما تبين أنه في اللقاء الذي جهز فيه المعدات، حضر شاب أشقر مفتول العضلات بشعر خفيف يحمل حقيبة سوداء، أجرى فحصاً على الأجهزة الإلكترونية، ثم استبدل فأرة الحاسوب بأخرى من دون شريط، وأكد عليه أن تبقى دائماً مع الحاسوب”، بحسب “الأخبار”.

100 شخص متهمون بالتجسس

وأوقفت السلطات اللبنانية بين عامي 2009 و2014، أكثر من 100 شخص؛ بتهمة العمل لصالح إسرائيل، غالبيتهم من العسكريين أو موظّفي قطاع الاتّصالات.

وفي أواخر كانون الثاني الماضي، أعلنت هذه السلطات أنها ضبطت 17 شبكة تجسس إسرائيلية، لها أدوار إقليمية ومحلية، بينهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون، 12 منهم على الأقل كانوا على علم بأنهم يعملون لمصلحة إسرائيل.

بينما كان يعتقد الآخرون، بأنهم يعملون لمصلحة مؤسسات دولية أو منظمات غير حكومية، في واحدةٍ من أكبر العمليات الأمنية التي نُفِّذت منذ عام 2009، الذي سُجِّل فيه تراجع شبكات الموساد الاستخبارات الإسرائيلية.

هل اختطف الموساد مسؤولاً بالحرس الثوري وحقق معه داخل إيران؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.