وطن- لا زال كتاب مذكرات “التاريخ العاجل” الذي أصدره مؤخرا جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في جعبته المزيد من المفاجآت حول كواليس التطورات السياسية التي شهدها الشرق الأوسط في عهد والد زوجته.
وفي هذا السياق، عرج “كوشنر” في مذكراته إلى كواليس اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل، كاشفا عن تهديد المغرب بنسف الاتفاق قبل التوقع عليه بسبب إصرار بنيامين نتنياهو الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك على وضع بند يتعلق بتبادل فتح السفارات بين البلدين.
استعجال “كوشنر” للسفر إلى إسرائيل
وقال “كوشنر” أنه في 12 ديسمبر/كانون الأول 2020 بالإعداد لرحلة مباشرة إلى تل أبيب وذلك عقب إعلان “ترامب” واعترافه بمغربية الصحراء وهو الإعلان الذي بشر بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب.
واعتبر صهر “ترامب” في الفصل السابع والخمسين من كتابه، أن عزمه على التوجه مباشرة إلى تل أبيب أن أي تماطل قد يؤدي إلى تأخير التوقيع على الاتفاق لعدة شهور أو قد ينتهي الأمر إلى عدم التوقيع بين الطرفين، وذلك وفقا لما نقلته صحيفة “الصحيفة“.
“كوشنر” يكشف عن دور السعودية في حرمان المغرب من تنظيم مونديال 2026!
وأشار “كوشنر” إلى أن استعجاله في إبرام الاتفاق كان بسبب قرب فترة انتهاء الرئيس “ترامب”، موضحا انه توجه إلى إسرائيل وبدأ بالمفاوضات مع بنيامين نتنياهو لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق قبل أن يتوجه مباشرة إلى المغرب على متن أول رحلة جوية مباشرة بين البلدين.
خيبة أمل نتنياهو
وبحسب “كوشنر” فقد شعر “نتنياهو” بخيبة أمل كبيرة لأن الحديث كان حول افتتاح مكتب اتصال في كلا البلدين، مشيرا إلى أنه اصطدم بتعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي ورغبته في الرفع من سقف التطلعات، من أجل التوقيع على ما وصفها نتنياهو بـ”صفقة أفضل مع المغرب”، والارتقاء بالاتفاق ليتم تبادل افتتاح السفارات في كلال البلدين.
المغرب يهدد بنسف الاتفاق
وقال “كوشنر” إن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة هدد بإلغاء الاتفاق مع إسرائيل بشكل كامل، معربا بأن الأخير شعر بالإحباط الشديد بسبب هذا الخلاف المتعلق بطلب بنيامين نتنياهو.
ولفت “كوشنر” إلى أنه هدأ من قلق “برويطة” وأخبره قائلا “إننا سنضع الإسرائيليين في المكان المناسب”، في إشارة إلى إقناعهم بالتخلي عن مطلب السفارة في المملكة المغربية.
وأوضح “كوشنر” بأنه أجرى مفاوضات معمقة مع “نتنياهو” وأخبره بأن أقصى ما يمكن الحصول عليه الآن من المغرب هو مكتب اتصال.
رضوخ نتنياهو
وكشف بأنه أخبر “نتنياهو” قائلا: ” الخطوة الذكية هي إظهار الثقة لهم وأخذ أقل الآن. أعدك بأنه إذا منحتهم الثقة، فسوف يمنحونك في النهاية أكثر بكثير مما كنت تتمناه”.
واختتم “كوشنر” بأن مباحثاته انتهت برضوخ “نتنياهو” للأمر، ليطير في اليوم التالي على رأس وفد إسرائيلي نحو المملكة المغربية لاستكمال إجراءات التوقيع على اتفاق التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية، دون أن يتضمن افتتاح سفارات بيت الرباط وتل أبيب.