وطن- تداولت العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية أنباء عن بدء النظام السعودي، القيام بأنشطة بناء وتحديث عمراني في مدينة جدة القديمة بهدف تطوير المدينة وجعلها إحدى المدن العصرية للمملكة .
في هذا السياق، نشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية تقريرا مُطولا تقول فيه أن ” خلفية مشروع تدمير مدينة جدة القديمة الذي يقوده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بزعم تطويرها تقوم على أنه يريد معاقبة أبناء جدة لعدم رضوخهم لحكم آل سعود”.
وبحسب المجلة، فإن الديكتاتوريين العرب، عادة يُحبون اطلاق عناوين لمشاريع عملاقة، ويبدو أن ابن سلمان يقلد (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي في هذا المِضمار.
لكن السيسي، بحسب المجلة، يقوم على الأقل بتعويض النازحين، ويعيد تسكينهم قبل إرسال الجرافات إلى قراهم ومُدنهم .
تقول المجلة أيضا أنه ” لا عجب أن يطلق السعوديون على ابن سلمان لقب “الجرّافة”، فقد هدم مدينة جدة القديمة بالجرافات، واختفت معظم مناطقها الجنوبية وجزء كبير من وسط المدينة، حيث تفتك تقوم الجرافتات الضخمة بردم بقايا المساجد والمدارس والمصانع والأبنية السكنية”.
ابن سلمان يريد معاقبة مدينة جدة
ورأت المجلة في هذا الصدد أن “ابن سلمان يريد معاقبة مدينة جدة، لعدم رضوخهم لحكم آل سعود مطلقًا، إذ إنه قبل قرن واحد فقط كانت جدة العاصمة الساحلية الكبرى لمملكة الحجاز، ومنافسة للرياض التي كانت موطن آل سعود، والتي كانت عبارة عن مجرد قرية طينية”.
وأكدت أن ابن سلمان يُركز على إنهاء عملية “هدم مدينة جدة”، تاركًا رعاياها لتدبر أمورهم بأنفسهم.
مشيرة الى أنه “مع انخفاض عدد البنايات المؤهلة للسكن في جدة هذه الأيام، ارتفعت أسعار الإيجارات، واكتظت
المدينة بساكنيها، حتى أن بعض المتضررين من عمليات الهدم يخيمون حاليا في الصحراء”.
ميدل إيست آي: عمليات هدم “غير مفهومة” في جدة تُشرد مئات الآلاف من السعوديين
وتتابع المجلة أن : ” الأحياء الصاخبة في جدّة تتحول اليوم إلى مدن أشباح حيث تكتب السلطات، دون سابق إنذار، كلمة “إخلاء”، باللون الأحمر على الجدران، ثم تقطع الكهرباء والماء”.
وتنقل المجلة عن كاتب سعودي قوله عند وصفه لمدينة جدة القديمة: “تبدو وكأنها منطقة حرب”.
مضيفا أن “هدم مدينة جدة هو أحد الأضرار الجانبية المترتبة على الاستبداد.”.
وأن ” هدم جدة تدنيس لـ”عروس البحر الأسطورية”.
في الوقت الذي “لا أحد يجرؤ على الاحتجاج، وإنه لمن الشجاعة أن يتمتم البعض ويظهروا استياءهم”. كما يشير إلى ذلك الكاتب السعودي.
خُطة تبشر بالدمار أكثر من إعادة الإعمار
ووفق المجلة، فقد كُشف عن مشروع تبلغ كلفته 45 مليار دولار لإصلاح جدة منذ 13 عامًا، لكنه لم يتحقق ولم يرَ النور أبدًا.
أما سكان جدّة المرتبكون، فلم يرو سوى خطوطًا من الحديد على الواجهة البحرية، ولعمليات تحويل محطة تحلية مياه قديمة إلى دار أوبرا.
بالنسبة للسعوديين المشرّدين، فإن “الخطة الرئيسية للأمير، رؤية 2030، تبشر بالدمار أكثر من إعادة الإعمار”.
يتضمن مشروع “هدم جدة” هدم الأحياء القديمة لإفساح المجال للمباني الشاهقة الفاخرة وأماكن الترفيه، كجزء من خطة ولي العهد البالغة 20 مليار دولار لجذب السياحة والأثرياء الأجانب.
ويشمل المشروع إقامة منتجعات، ومطاعم ومجمعات تسوق، ومتاحف وملاعب رياضية وحتى دارًا للأوبرا، “وذلك ضمن جهود لتكون المدينة ضمن أرقى الأماكن السياحية في الخليج”.
كما سيتمّ بناء فنادق توفر أكثر من 2700 غرفة فندقية، ومناطق سكنية حديثة تشتمل على 17000 وحدة سكنية.