الرئيسية » الهدهد » رسالة نادرة بخط يد السلطان قابوس تكشف جانباً من شخصيته وحياته الخاصة

رسالة نادرة بخط يد السلطان قابوس تكشف جانباً من شخصيته وحياته الخاصة

وطن– مع بَدء الموسم الدراسي الجديد هذا العام والتحاق الطلاب بمدارسهم، أطلق عمانيون وسماً بعنوان “العودة للمدارس”، وصعد معه وسم بعنوان “قابوس بن سعيد”، مستحضرين فيهما ما قدّمه السلطان الراحل للحركة التعليمية في السلطنة والنهضة بمستوى التعليم.

السلطان قابوس ونهضة التعليم في سلطنة عمان

واستذكر العمانيون جوانب من تاريخ السلطان “قابوس بن سعيد“، الذي كان حريصًا على تعليم العمانيين وابتعاثهم للدراسة في الخارج وفي الجامعات والمعاهد، منذ بدايات النهضة المباركة، كما ظهر اهتمامه المبكر بالتعليم في مختلف مراحله داخل السلطنة.

واليوم، الأحد، استقبلت مدارس سلطنة عمان، البالغ عددها 1242 مدرسة حكومية بمختلف المحافظات اليوم، قرابةَ 729331 طالباً وطالبة لبدء عام دراسي حافل بالعطاء.

رسالة تواضع نادرة

واستعاد المغرّدون رسالة نادرة بخطّ يد السلطان قابوس قبل 70 عاماً، عندما كان لا يزال في الرابعة عشرة من عمره، وجّهها لمعلّمه “حفيظ الغساني”، والتي “بدأها بـ سيدي، وختمها بـ من المطيع لكم”.

وهي تظهر ـ بحسب النشطاء ـ تواضعَ الطالب لمعلمه رغم كون الراحل ابن السلطان، ورغم مكانته الرفيعة، إلا أنه خاطبَ معلّمه بلفظة (سيدي الأستاذ) ليخبره بسفره إلى مسقط.

صحيفة فرنسية تقارن حال سلطنة عمان بين السلطان هيثم والراحل قابوس .. ما الذي تغيّر؟!

التعليم تحت ظل الشجرة

ومن الصور النادرة التي تداولها النشطاء عبر الوسم هي، صورة للسلطان قابوس بالزي العسكري في أحد صفوف المدارس العمانية بمدرسة “الزهراء” في مسقط، وبجانبه الأستاذة نعيمة الميمنية وهي من أوائل المعلمات العُمانيات في المدرسة عام ١٩٧١م.

وفي هذا السياق أيضاً تداول نشطاء فيديو يوضّح رعاية السلطان الراحل للعلم والتعليم، أثناء افتتاحه معرض التربية الفنية في مدرسة الزهراء للبنات عام 1972م.

ولم يغب عن بال السلطان قابوس تعليم الفتاة وهي نصف المجتمع، وأشار في خطاب له أثناء الاحتفال بالعيد الوطني الثاني للسلطنة بتاريخ 18-11-197، إلى أن الفتاة العُمانية المتعطشة إلى العلم، خرجت تحمل حقيبتها وتذهب إلى المدرسة في كل جزء من أجزاء السلطنة، لطلب العلم.

السلطان قابوس بن سعيد: العلم ليس ترفاً وإنما هو التزام

وأوردَ المغردون عبر الوسم أقوالاً للسلطان في العلم والتعليم، ومنها قوله في 18 نوفمبر 1972: “العلم ضرورة لازمة ولا بد أن يتعلم الجميع ليسعَد بِهم الوطَن”.

وقوله: “إن تحصيل العلم ليس ترفاً وإنما هو التزام وإسهام”، وكذلك قوله: “لقد كان التعليم أهم ما يشغل بالي ورأيت أنه لا بدّ من توجيه الجهود في الدرجة الأولى إلى نشر التعليم، فالمهم هو التعليم حتى تحت ظل الشجرة”.

باني نهضة عمان الحديثة

وتفاعل عمانيون مع الوسم وأدلَوا بتعليقاتهم التي تُشيد بسيرة السلطان قابوس بن سعيد، وتشجيعه للعلم والتعليم، ووصفه البعض بباني نهضة عمان الحديثة.

وفي هذا السياق علّق “علي العامري” إن إنجازات السلطان قابوس شاهدة على ما قام به، ومن أهم الإنجازات اهتمامه بالتعليم، فقد كان المعلم الأول الذي تربت على يده أجيال متلاحقة.

وفي سياق تعليقه على رسالة السلطان إلى معلّمه حفيظ الغَسّاني عندما كان في سن مبكرة، قال “عمر النبهاني”: “لقد كان السلطان قابوس متعلماً ومتأدباً متسلحاً بالعلم على أيدي أعلام علماء وأساتذة أدباء.. فكان في عصره بين الملوك متميزاً، ولم يكن متعجرفاً ولا متحيزاً، يظهر ذلك جلياً من تقديره لمعلمه”.

واستدرك: “تلك أخلاق العظماء ومن تواضع لله رفعه”.

أما “د. عبدالله أبو وضاح”، فعقّب قائلاً: “هذه قيم وأخلاق لا يعيها ويقدّرها إلا النجباء من طلبة العلم الذين يعرفون قدرَ العلم والمعلم، فذاك زمان ذهب وولى كما ذهبت معه تلك الأروح الطيبة المحترمة التي تربت على حب العلم والمعلم واحترامهما”.

وتابع: “أما اليوم أصبحت المجتمعات هي من تستهين بالعلم والمعلم، ولا تضع لهما أيّ قدر في نفوس الطلبة”.

وبدوره قال “عَبْدُ الله بن مُحَمّد العَبْري”: “سنعلّم أبناءنا ولو تحت ظل الشجر”، مقولة انطلقت في بداية نهضة التعليم في بلادنا”.

وأضاف أن “عمان كانت وما زالت ذات حضارة ضاربة في التاريخ، ساهم الآباء في نشرها في أصقاع الارض، حفظ الله عمان قيادةً وشعبًا”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.