الرئيسية » تقارير » العراق.. اشتباكات وحرب شوارع تشتعل في بغداد والبصرة والناصرية (شاهد)

العراق.. اشتباكات وحرب شوارع تشتعل في بغداد والبصرة والناصرية (شاهد)

وطن– في تطور خطير للأزمة يُنذر بعواقب وخيمة، قد تجرّ العراق لاقتتال داخلي دموي من جديد، شهدت العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات اشتباكات عنيفة بين أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومليشيات أخرى موالية لإيران وقوات من الجيش.

وقُتل نحو 30 شخصاً على الأقل مع استمرار الاشتباكات بين قوات الأمن العراقية، وأنصار رجل دين شيعي قوي في بغداد خلال الليل.

وقال مسؤولون: إن العشرات أصيبوا بعد أن اقتحم محتجّون موالون لمقتدى الصدر القصر الرئاسي، حيث اندلع العنف بعد أنْ أعلن الصدر اعتزاله السياسة.

موالون لمقتدى الصدر يقتحمون القصر الرئاسي في العراق

ودعا رئيس الوزراء العراقي المؤقت، إلى الهدوء، وأعلن الجيش حظر تجوّل على مستوى البلاد؛ بعد اضطرابات في عدة مدن أخرى، وفقاً لموقع “BBC“.

حرب شوارع خلال الليل

وشهدت ساعات الليل اندلاع قتال عنيف في الشوارع، حيث تبادل المقاتلون إطلاق النار وأضاءت الطلقات سماء الليل، فيما يمكن وصفُه ب”أسوأ أعمال العنف التي ضربت العاصمة العراقية في السنوات الأخيرة”.

وتركّز معظم القتال حول المنطقة الخضراء بالمدينة، وهي منطقة تضمّ مباني حكومية وسفاراتٍ أجنبية.

وقال مسؤولون أمنيون: إنّ بعض أعمال العنف كانت بين كتائب السلام، وهي ميليشيا موالية للصدر، وميليشيات موالية لإيران وأفراد من الجيش العراقي.

تُظهر مقاطع الفيديو التي تمّ تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، بعضَ المقاتلين يستخدمون أسلحة ثقيلة، بما في ذلك قذائف صاروخية (آر بي جي).

ومع ساعات الصباح الأولى اليوم الثلاثاء، تجدّدت الاشتباكات العنيفة في النصرية والبصرة جنوب العراق.

إيران تغلق حدودها مع العراق

وأغلقت إيران حدودها مع العراق وسط القتال، وحثّت الكويت مواطنيها على مغادرة البلاد على الفور.

وقال مسعفون: إنّ عدد القتلى ارتفع إلى 30 من أنصار الصدر، قُتلوا بالرصاص، وأصيب نحو 350 متظاهراً آخرين، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إنه يشعر بالقلق من الأحداث، ودعا إلى “خطوات فورية لتهدئة الوضع”.

من جانبه، علّق مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء المؤقّت وحليف الصدر، اجتماعاتِ مجلس الوزراء، وناشد رجل الدين المؤثر للتدخّل ووقف العنف.

وقال أحد كبار مساعدي الصدر في وقت لاحق لوكالة الأنباء العراقية الرسمية: إنه أعلن إضراباً عن الطعام حتى توقُّف العنف واستخدام الأسلحة.

جاء ذلك بعد يوم من العنف الذي أشعلَه إعلان الصدر عن انسحابه من الحياة السياسية، وهي خطوة ألقى باللوم فيها على رفض القادة والأحزاب الشيعية المتنافسة لإصلاح النظام السياسي العراقي.

وأظهرت مقاطع فيديو هروبَ المدنيين؛ جراء الاشتباكات قرب مدخل بغداد باتجاه ديالى، بين الفصائل الشيعية المتحاربة التي استمرت طوال الليل.

كما شهد محيط المنطقة الخضراء في بغداد بالقرب من مقر وزارة الخارجية العراقية، اشتباكاتٍ عنيفةً طوال الليل، في حين شهدت المنطقة صباح اليوم وصولَ المزيد من قوات سرايا السلام، الذراع العسكري للتيار الصدري.

فوز التيار الصدري بانتخابات البرلمان

وفي تشرين الأول (أكتوبر)، فاز المرشّحون الموالون للصدر بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان العراقي، لكنه فشل في تأمين مقاعد كافية لتشكيل حكومة. ومنذ ذلك الحين، رفض التفاوض مع الجماعات الشيعية المدعومة من إيران؛ مما أثار قرابة عام من عدم الاستقرار السياسي.

الصدر يعلن اعتزال السياسة

وقال الصدر في بيان: “قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، لكنني الآن أُعلن تقاعدي النهائي، وإغلاق جميع مؤسسات [التيار الصدري]”. ستبقى بعض المواقع الدينية المرتبطة بحركته مفتوحة.

وكان الصدر، 48 عاماً، قد أسس ما يُعرف بجيش المهدي، كواحد من أقوى الميليشيات التي قاتلت القوات الحكومية العراقية المتحالفة مع الولايات المتحدة، في أعقاب الغزو الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين.

وأعاد الصدر تسميتها لاحقاً باسم كتائب السلام، وما تزال واحدة من أكبر الميليشيات التي تشكّل الآن جزءاً من القوات المسلحة العراقية.

وعلى الرغم من أن جيش المهدي كان له صلات بإيران، إلا أنّ الصدر قد نأى بنفسه أخيراً عن الجار الشيعي للعراق، وأعاد وضع نفسه كقومي يريد إنهاء النفوذ الأمريكي والإيراني، على الشؤون الداخلية للعراق.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.