ارتباط وثيق لحزب الله بعصابات الجريمة المنظمة وتموقعٌ مهمٌّ في أمريكا اللاتينية؟

وطن– في حوار مع موقع “إنفو با إي” الأرجنتيني، أشار الخبير إيمانويل أوتولينغي إلى أن الجماعة الإرهابية المعروفة باسم “حزب الله”، متورطة في أنشطة، مثل: غسيل الأموال، وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية للتخطيط للهجمات.

وقد حذّر الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، التي يوجد مقرها في واشنطن، إيمانويل أوتولينغي، من جماعة حزب الله.

وبحسب ما ترجمته “وطن“، جاء المتخصص في العمليات الإرهابية إلى الأرجنتين بدعوة من الكونغرس اليهودي في أمريكا اللاتينية، وتحدّث مع موقع “إنفو با إي” الأرجنتيني في هذا الصدد.

وفيما يلي أهم ما جاء في الحوار بين إيمانويل أوتولينغي، وصحفي الموقع الأرجنتني فابيو فيرير:

تموقع حزب الله في أمريكا اللاتينية مهم منذ سنوات عديدة
تموقع حزب الله في أمريكا اللاتينية مهم منذ سنوات عديدة

هذا ردّ حسن نصر الله على أنباء إرساله 1000 مقاتل من حزب الله إلى أوكرانيا

دكتور أوتولينغي، ما سبب زيارتك للأرجنتين؟

  • إنها دعوة من الكونجرس اليهودي في أمريكا اللاتينية، لإجراء حوار نتبادل من خلاله الأفكار والآراء وأيضًا لزيادة الوعي بين المحاورين على المستوى الحكومي والوكالات العامة حول القضايا التي تخصني في عملي البحثي، المرتبط باحتمال وجود شبكات إرهابية في المنطقة وأنشطة مرتبطة بالجريمة المنظمة وتمويل الإرهاب.

ما هو الوضع الراهن في المنطقة بالنسبة لنشاط حزب الله؟

  • لطالما كان تموقع حزب الله في أمريكا اللاتينية مهمّ منذ سنوات عديدة. هناك مجتمعات لحزب الله في المنطقة، وطريقته العملياتية تتمثل في دعم المتعاطفين معه من المواطنين. وفي الحقيقة، عندما يتم دراسة هذه الروابط نجد أن هناك نقاط اتصال لا تقتصر على الروابط الأيديولوجية ومجرد الانتماء إلى نفس الحركة، بل هناك روابط عائلية وجذور دينية وعلائقية واضحة بين أطراف في المجتمع وحزب الله.

لماذا هذا التواجد في أمريكا اللاتينية بالتحديد؟

  • في العقدين الأخيرين، بدأ حزب الله في الاعتماد أكثر على التمويل الذاتي، وهو يفعل ذلك من خلال الاختلاط والتورط في الاتجار غير المشروع كوسطاء، وقبل كل شيء من خلال تقديم خدمات غسيل الأموال إلى العصابات الإجرامية الكبيرة وعصابات المخدرات، علمًا بأن أمريكا هي المصدر الرئيسي للكوكايين، أحد أكثر المخدرات شعبية في العالم. لحزب الله هنا قاعدة قوية تسهّل نقل البضائع غير المشروعة إلى الأسواق البعيدة.

كما أن هناك عنصراً آخر مهماً أيضاً، يمكن لحزب الله تنشيط الشبكات نفسها المستخدمة في تحويل وتسهيل الخدمات اللوجستية، وإعادة الأموال من خلال شبكات غسيل الأموال، لتقديم الخدمات اللوجستية لأنشطة أخرى، مثل: التخطيط للهجمات.

 بالإضافة إلى تبييض الأموال، هل لدى حزب الله نوع آخر من التبادل مع عصابات الجريمة المنظمة الأخرى؟

  • هنا أقتبس عبارة شهيرة للغاية، للرئيس السابق لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، الذي قال: إن هذه الشخصيات المتورطة في الجريمة المنظمة وفي تمويل الإرهاب، تتردد على نفس النوادي ونفس أوكار الدعارة، ونفس الحانات، وهكذا يختلطون ويلتقون ويكتشفون أن لديهم شيئًا مشتركًا.

ما القواسم المشتركة التي تجمعهم؟

  • الرغبة والحاجة للتعامل مع الأعمال غير المشروعة المعقّدة للغاية. لديهم نقاط اتصال مشتركة، وغالبًا ما يستخدمون نفس القنوات والشبكات.

وقبل سنوات قليلة كانت هناك عشيرة كبيرة قامت بغسل أموال طائلة لتمويل الإرهاب، وهي عشيرة بركات التي دُمرّت مخططاتها منذ وقت ليس بالبعيد، وأُدرج بعض أعضائها على لائحة العقوبات الأميركية.

هل ما زال هناك نشاط غسيل في الحدود الثلاثية لتمويل الإرهاب؟

  • ما تزال الحدود الثلاثية واحدة من أهم مراكز الاقتصاد غير المشروع في نصف الكرة الغربي. فهذه الحدود لها بعض الخصائص، حيث إنها تعتبر مكانًا مثاليًا لهذه الأنشطة. لا تتمتع الحدود بضوابط قوية للغاية، لذا نجد أن هناك مستوياتٍ عاليةً جداً من الفساد- لا سيما في منطقة الباراغواي. في الحقيقة، يَسمح الموقع الجغرافي لهذا النوع من النشاط غير المشروع بالتمركز لحزب الله بشكل جيد.

بالإضافة إلى ذلك، هناك بنية تحتية مالية للبنوك ومراكز الصرافة، بسبب الوجود السياحي، لذلك فهي توفر البنية التحتية للتعامل مع عمليات غسيل الأموال الكبيرة جدًا.

إليسا تهاجم حزب الله والحكومة اللبنانية: “إسرائيل لم تفعل بنا ما فعلوه” (فيديو)

الخبير إيمانويل أوتولينغي
الخبير إيمانويل أوتولينغي

 فيما يتعلق بالتجنيد والتلقين، هل أمريكا اللاتينية مجال خصب؟

  • لا تعتبر منطقة أمريكا الجنوبية خصبة فحسب، بل هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية حزب الله وجمهورية إيران الإسلامية. هناك استراتيجية منهجية لاستثمار الموارد، لمواصلة السيطرة على جميع المؤسسات الرئيسية للمجتمعات، مثل: المدارس، والمساجد، والمراكز الثقافية، وحركات الشباب؛ فهم يسيطرون على كل النواقل التي تبني وتقوّي الهوية.

في مناطق الحدود الثلاثية، هناك مدرستان تخدمان المجتمع اللبناني المحلي، إحداهما يسيطر حزب الله على الجانب البرازيلي فيها، أما الباراغواين فتسيطر عليها حركة أمل، التي _ على الرغم من تاريخها المختلف قليلاً _  إلا أنها اليوم حليف لحزب الله في جميع أنشطتها في لبنان.

لا شك في أن الجاليات الإيرانية تكاد تكون معدومة في أمريكا اللاتينية، ولكن كدولة تهدف إلى تصدير مُثُلِها الثورية، فإنها بصدد إنشاء مراكز ثقافية، ناهيك عن أن هناك حديثاً عن استراتيجية ذات موارد كبيرة.

بتوجيه من مؤسسة أكاديمية مفترَضة تسمى جامعة المصطفى الدولية، والتي تقع في مدينة “قم” المقدسة في إيران، وهي مدرسة دينية تهدف إلى تدريب الأشخاص الذين غيروا دينهم. كما يقومون بنشاط تبشيري في جميع أنحاء العالم، ولديهم قسم يركّز على أمريكا اللاتينية. رئيس تلك الدائرة هو الشيخ محسن رباني الرجل المتورط في تفجير آميا.

وبحسب الموقع الأرجنتيني، مع حصوله على درجة الدكتوراه، فقد ركز أوتولينغي اهتمامه في السنوات الأخيرة على التحقيق في أنشطة حزب الله في أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى دراسة خاصة للحرس الثوري للجمهورية الإسلامية الإيرانية. علاوة على ذلك، ساعده عمله على تحديد شبكات النشاط غير المشروع المرتبطة بتمويل حزب الله والترويج له في الأمريكتين.

لا تعتبر منطقة أمريكا الجنوبية خصبة فحسب، بل هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية حزب الله وجمهورية إيران الإسلامية.
لا تعتبر منطقة أمريكا الجنوبية خصبة فحسب، بل هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية حزب الله وجمهورية إيران الإسلامية.

لماذا إسرائيل مرعوبة من دخول حرب مع “حزب الله”؟!

المصدر
إنفو با إي-ترجمة وتحرير وطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى