الرئيسية » الهدهد » مقال عماد الدين أديب عن سقوط النظام يستنفر المخابرات ويخرج عن صمته

مقال عماد الدين أديب عن سقوط النظام يستنفر المخابرات ويخرج عن صمته

وطن– تسبّب مقال الكاتب والسياسي المصري البارز عماد الدين أديب، الأخير والذي ألمح فيه إلى قرب الإطاحة بأنظمة عربية، في إشارة لنظام السيسي في مصر، دون أن يذكر هذا صراحة، في استنفار أجهزة المخابرات التي وجهت أذرعها الإعلامية لمهاجمة أديب.

مقال عماد الدين أديب المثير للجدل

وكان عماد الدين أديب، قد نشر قبل أيام مقالاً فجّر موجة جدل واسعة تحت عنوان “14 سبباً لسقوط الحكّام والأنظمة”، أثار بلبلةً على مواقع التواصل.

وعبّر فيه عمّا وصفَه بخوفه الشديد على كثير من “أنظمتنا وشعوبنا من الآن حتى منتصف العام المقبل”.

وبعد اللغط الكبير الذي تسبّب به مقال “أديب” وخروج الإعلاميين والصحف المحسوبة على النظام، لمهاجمة الكاتب المصري، شقيق عمرو أديب، خرج عماد عن صمته ووضح بشأن هذا المقال.

وفي تصريحات خاصة لموقع “سي إن إن بالعربية arabic.cnn“، قال عماد أديب: إن مقاله المثير للجدل “ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالحالة المصرية”، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى عن سبب كتابة هذا المقال أو الحالة التي يقصدها به.

وتابع أديب أن المقال الذي جاء بعنوان “14 سببًا لسقوط الحكام والأنظمة”، منشور منذ 14 أغسطس الجاري.

وتابع في ردٍّ اعتبره ناشطون غير مقنع ـ مؤكدين أنّ مقاله يرمي لنظام السيسي: “مقالي يتحدث عن الأنظمة السياسية في العالم عبر التاريخ، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالحالة المصرية”، على حد تعبيره.

المخابرات المصرية توجه أذرعها الإعلامية لمهاجمة عماد أديب

وكانت عدة صحف مصرية محسوبة على النظام بالإضافة إلى شخصيات عامة تتحرك بأمر المخابرات أمثال مصطفى بكري، ومحمود مسلم، قد شنّوا هجوماً عنيفاً على عماد أديب؛ بسبب مقاله، واتهموه بالخيانة وبث الفتنة.

وفي هذا السياق هاجم الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ محمود مسلم أديب وقال: “أنا حزين أن يكون مثل هذا المقال باسم الكاتب عماد الدين أديب، ولا أستوعب حتى الآن قيامه بكتابة هذه الكلمات الصعبة”.

وتابع في حديثه لنشأت الديهي، مقدم برنامج “بالورقة والقلم”، المذاع على فضائية “ten” التي تدار من قبل أذرع المخابرات الإعلامية: “أنا حزين أيضاً باحتفاء جماعة الإخوان بمقال عماد الدين أديب”.

مشيرا إلى أن ما ورد في المقال كان جديداً، خاصة أنه جاء من شخص طالما دافع عن الدولة المصرية وما وصفها بـ”ثورة 30 حزيران/يونيو”، حسب قوله.

كما اتهم “مسلم” عماد أديب، بأن هدفه من هذا المقال هو “إثناء رئيس النظام عبدالفتاح السيسي عن الترشح لفترة جديدة”.

وخلال ذات البرنامج مع نشأت الديهي، قال النائب المصري والكاتب المقرب من النظام مصطفى بكري، مهاجِماً عماد أديب: “إن هذا المقال ليس الأول من نوعه لعماد الدين أديب، حيث نشر مقالاً في شهر حزيران/يونيو، يُحذّر فيه مما أسماه بالفوضى التي من الممكن أن تعمّ البلاد، ومن ثم هجرة المصريين إلى ليبيا أو الدول المجاورة”.

واتهم مصطفى بكري عماد الدين أجيب، بأنه أدخل مصر في نفق مظلم، وتحدث بشكل عام، واختتم مقاله بأن الأنظمة التي يقصدها ستسقط في منتصف العام المقبل، وستكون هناك أحداث مدمرة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

وأشار إلى أنه يستغرب توقيت هذه المقال، معقّباً: “نعم، نعاني من واقع صعب، وهناك الكثير من الفئات التي تعاني من ارتفاع الأسعار، ولكن لماذا إصدار هذه المقالات في هذه اللحظة؟ هل هي محاولة لإثارة الإحباط؟”.

وتابعَ مهاجِماً أديب: “لماذا يكتب عماد الدين أديب بهذه اللغة التشاؤمية؟ وكأنه يريد أن يقول للعالم بأن مصر على وشك فوضى كبرى من الممكن أن تأكل الأخضر واليابس، مشيراً إلى أن هذه الروح التشاؤمية أثارت قلقه”.

كما نشر “بكري” ـ الذي يصفه ناشطون بأنه طبال كل الأنظمةـ مقالاً عبر جريدة الأسبوع التي يرأس تحريرها، شيطنَ فيه أديب، وشنّ عليه هجوماً واسعاً.

وجاء مقال مصطفى بكري الذي نشره، الأحد، طالعتْه (وطن) تحت عنوان: “إلى عماد الدين أديب.. لمصلحة مَن إثارة اليأس والحديث عن نهاية التاريخ؟!”

عماد الدين أديب والإطاحة بنظام عربي في 2023

وكان عماد أديب، وفي مقاله الذي طالعته (وطن) على موقع “أساس ميديا asasmedia“، ذكر عدة أسباب لسقوط الأنظمة في عالمنا العربي المعاصر، وذكر منها “اعتماد الحاكم على رجال ثقة موالين له على الرغم من ضعف كفاءتهم وفشلهم في التصدّي لمشكلات البلاد والعباد”.

وأيضاً قال: إن تغاضي الحاكم وسماحَه للحلقة الضيّقة القريبة منه بممارسة الفساد والإفساد، هو أحد أسباب سقوط الأنظمة بمنطقتنا العربية.

وفي إشارة إلى إطاحة قريبة متوقَّعة بنظام السيسي في مصر، قال عماد أديب: إنه يتم الإطاحة بالأنظمة عبر استقواء بعض رجال السلطة وتضحيتهم بالحاكم، من أجل بقاء مصالحهم، بمعنى “فليذهب الحاكم مقابل أن يبقى الحزب أو الجهاز أو التيار أو الطائفة”.

وأضاف أيضاً: “قيام بعض عناصر الحكم بالارتباط بعلاقة عمالة مع قوى إقليمية أو دولية؛ للاستقواء بها، في معادلة اختطاف الحكم لصالحها”.

ولفت السياسي المصري أيضاً إلى أن من أسباب سقوط الأنظمة، “صراع أجهزة الحكم بعضها مع البعض الآخر بشكل مدمّر”.

وهو ما يجعل حالة العداء بين أجهزة الحكم، بدلاً من أن يكون العداء أو الخصومة لأعداء النظام الحقيقيين. موضحاً: “باختصار أن تكون مشاكل النظام الداخلية ذات أولوية على مشاكله مع الأعداء”.

وعرّج عماد أديب في مقاله، إلى أسباب أخرى تؤدي لسقوط النظام، وكأنه يتحدث عن سياسات السيسي تماماً ولكن دون أن يُذكر اسمه صراحةً حيث قال: “تعرّض بعض الحكّام إنسانيّاً لضغوط عاطفية من أفراد عائلتهم تجعلهم يضعونهم في مناصب، لا يستحقّونها وغير مؤهّلين لإدارتها، وتحمّل مسؤوليّاتها الصعبة”.

إطاحة السيسي

وأضاف: “حاكم يجهل ما يُرضي شعبه وما يغضبه.. حاكم يعطي امتيازاً خاصاً استثنائياً لجهاز سيادي أو طبقة أو طائفة أو منطقة حيوية، مفضّلاً أحدها على الآخر”.

واعتبر عماد أديب، بنهاية مقاله أن أخطر ما يمكن أن يقع فيه الحاكم هو “ألّا يُحسن اختيار فريقه الأساسي، وألّا يتعامل مع أعضائه بناءً على مدى التزامهم بالإنجاز، بل على أساس عبارات المديح والولاء الفارغة”؟

وأوضح: “كلّ الأسباب السابقة تزداد خطورتها وتصبح معها الأنظمة في مهبّ الرياح، إذا ما توافرت واجتمعت في عالم مرتبك فوضويّ، مثل عالم اليوم”.

واختتم متوقِّعاً الإطاحة بعدد من الأنظمة منتصف العام المقبل: “لذلك كلّه، وتذكّروا كلامي، يا خوفي الشديد على كثير من أنظمتنا وشعوبنا من الآن حتى منتصف العام المقبل.. حينما تصبح لقمة العيش وسوء الخدمات واستحالة الحياة اليومية، هي وقود اضطرابات اجتماعية مدمّرة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.