وطن- تراجع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عن تصريحاته في ألمانيا والتي كان اتهم فيها إسرائيل بارتكاب “50 هولوكوست” ضد شعبه، واستنفرت هذه التصريحات المسؤولين بحكومة الاحتلال وأثارت غضبهم.
محمود عباس يعتذر عن تصريحات “الهولوكوست”
وكان محمود عباس قد صرّح، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، بأنه “منذ عام 1947 حتى يومنا هذا، ارتكبت إسرائيل 50 مجزرة في القرى والمدن الفلسطينية- في دير ياسين، وطنطورة، وكفر قاسم وغيرها الكثير – 50 مجزرة، 50 هولوكوست. وحتى اليوم، وفي كل يوم، هناك ضحايا يقتلهم الجيش الإسرائيلي”.
https://twitter.com/Hamed_Alali/status/1559834302413787137?s=20&t=NClwY7s0ywa030cW5y8Pwg
التصريح الذي أثار غضب المستشار الألماني، وكذلك استدعى ردوداً غاضبة من قبل المسؤولين الإسرائيليين، ليخرجَ محمود عباس بتوضيح جديد ويعتذر.
وأصدر “أبو مازن”، الأربعاء، توضيحاً اعتُبر اعتذاراً للاحتلال عقب مقارنته الأعمال الإسرائيلية بـ”هولوكوست” متعدد.
وقال عباس في التوضيح الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا): “إنّ الرئيس محمود عباس يعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث.”
وتابع أنه “لم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتُكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات”.
رئيس السلطة الفلسطينية أضاف: “المقصود بالجرائم التي تحدّث عنها الرئيس محمود عباس، هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الاسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا”.
ماذا قال محمود عباس لتغضب ألمانيا وإسرائيل؟
وكان محمود عباس سافر إلى برلين بهدف كسب دعم ألمانيا لمحاولة الفلسطينيين الانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية.
وخلال مؤتمر صحفي مع “شولتز”، سُئل الرئيس الفلسطيني حول ما إذا كان سيعتذر عما قام به مسلحون فلسطينيون في ميونيخ من احتجاز رياضيين إسرائيلين رهائن خلال الألعاب الأولمبية في عام 1972، في عملية انتهت بمقتل 11 إسرائيلياً.
ولم يرد عباس على السؤال مباشرة، وبدلاً من ذلك قال: “إذا أردنا استرجاع الماضي، لنفعل ذلك”.
وتابع موضحاً:”منذ عام 1947 حتى يومنا هذا، ارتكبت إسرائيل 50 مجزرة في القرى والمدن الفلسطينية – في دير ياسين، وطنطورة، وكفر قاسم وغيرها الكثير – 50 مجزرة، 50 هولوكوست. وحتى اليوم، وفي كل يوم، هناك ضحايا يقتلهم الجيش الإسرائيلي”.
وبعد اللقاء كتب شولتز على تويتر مديناً تصريحات محمود عباس: “أشعر بالاشمئزاز من التعليقات المثيرة للغضب التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. بالنسبة لنا كألمان أي مقارنة بين ما حصل في الهولوكوست وأي حدث آخر هو شيء لا يحتمل وغير مقبول. أدين أي محاولة لإنكار جرائم الهولوكوست”.
I am disgusted by the outrageous remarks made by Palestinian President Mahmoud #Abbas. For us Germans in particular, any relativization of the singularity of the Holocaust is intolerable and unacceptable. I condemn any attempt to deny the crimes of the Holocaust.
— Bundeskanzler Olaf Scholz (@Bundeskanzler) August 17, 2022
كما كتب رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد على تويتر إن “اتهام محمود عباس إسرائيل بارتكاب 50 هولوكوست بينما هو يقف على أرض ألمانية ليس عاراً أخلاقياً فقط لكنّه كذبة شنيعة”.
אמירתו של אבו מאזן על ״50 שואות״ על אדמת גרמניה היא לא רק חרפה מוסרית אלא גם עיוות נורא. 6 מיליון יהודים נספו בשואה, מיליון וחצי ילדים יהודים נספו. ההיסטוריה לא תסלח לו.
— יאיר לפיד – Yair Lapid (@yairlapid) August 16, 2022
وأضاف “قتل ستة ملايين يهودي في الهولوكوست، بينهم مليون ونصف مليون طفل يهودي. التاريخ لن يسامحه”.
ردود مواقع التواصل
وهاجم ناشطون بتويتر محمود عباس بعد اعتذاره وتوضيحه، واتهمه البعض بمغازلة الاحتلال.
https://twitter.com/fayez2013851/status/1559837176183099392?s=20&t=NClwY7s0ywa030cW5y8Pwg
وفي هذا السياق كتب الدكتور فايز أبو شمالة:”حين وصف محمود عباس الجرائم الإسرائيلية بالهلوكوست، صفق له شعبنا، وشددنا من أزره.
وحين رفض الاعتذار، هللنا له جميعاً، وقلنا شجاع وبطل!”
وتابع:”وحين اعتذر بعد ساعة، نقول بسخط وغضب: لقد كشفت عن معدنك يا عباس!.. هكذا هو أنت، لا يمكن أن تجرح مشاعر الصهاينة.”