وطن – في مفاجأة صادمة وغير متوقعة أعلن الفنان التونسي الكوميدي لطفي العبدلي، في تدوينة له نشرها على حسابه بـ”انستغرام” أنه سوف يغادر البلاد.
هل غادر لطفي العبدلي تونس؟
ويأتي ذلك على خلفية أزمة “العبدلي” الأخيرة مع المؤسسة الأمنية التونسية، بسبب عرضِه المسرحي الأخير بمهرجان صافقس الدولي، بعنوان “لطفي العبدلي يبلغ الخمسين ويقول ما يفكر فيه”.
وقد كانت كلمة “Adios” باللغة الإسبانية كافيةً بالنسبة للعبدلي ليعلنَ من خلالها خروجَه من البلاد التونسية.
View this post on Instagram
وبحسب مصادر تونسية مطّلعة، ستكون مدينة “نيس” الفرنسية هي الوجهة التي سيقصدها الممثل المسرحي الشهير.
وتأتي هجرة لطفي العبدلي، على خلفية ضجةٍ أثارتها مسرحيته التي قام بعرضها الأسبوع الماضي في مدينة صفاقس.
حيث وبعد أخذٍ ورد مع قوات الشرطة التي تعمل على تأمين العرض المسرحي، قام بعض الأعوان الأمنيون بمحاولة إنزال العبدلي عنوةً من على مسرح المدينة.
وكانت تقارير محلية كشفت أن أعوان الأمن تدخّلوا مرات عدة لوقف العرض، قبل أن ينسحبوا ويمتنعوا عن مواصلة تأمينه؛ وذلك احتجاجاً على انتقاد الفنان المؤسسةَ الأمنية.
وكانت مسرحية العبدلي من نوع مسرحيات الممثل الواحد (وان مان شو) يقدمها العبدلي منذ سنوات، وحقّقت نجاحاتٍ جماهيريةً كبيرة.
وفي آخر عروضها ليلة، الأحد 7 أغسطس الجاري، تسبّبت المسرحية في الكثير من الجدل، بعدما تداولت شبكات التواصل والمواقع أن العبدلي توجّه بحركة لاأخلاقية تجاه الشرطة التي كانت تؤمّن العرض.
وهو ما أثار غضب رجال الشرطة فقرروا الانسحاب من تأمين العرض، الأمر الذي خلّف حالة من الفوضى.
ولاحقاً انتقد العبدلي ما حصل، مشيراً إلى تعرّض منتج المسرحية محمد بوذينة للاعتداء من قبل الأمن.
وتفاعلت وزارة الداخلية التونسية آنذاك، مع ذلك الحدث وتوعّدت في بيانات متعددة بكشف الحقائق وضرورة تنفيذ كافة الأعوان الأمنيون لمهامهم في خدمة الوطن وتأمين المواطنين.
لطفي العبدلي يتوعد بفضح الكثيرين
يُذكر في هذا السياق أن العبدلي قد قام بعد عرض صفاقس بعرضين مسرحيين ناجحين في كلٍ من جزيرة قرقنة ومدينة بنزرت.
وكان العبدلي قد نشر تدوينة أخرى على حسابه بمنصة “فيسبوك” توعّد فيها بفضح الكثيرين.
وقال إنه سوف يقوم مساء اليوم بالظهور في فيديو سوف يفضح فيه كل شيء.
مضيفاً على حدِّ قوله: “عليا وعلى أعدائي”.
وكانت قضية لطفي العبدلي قد أثارت الجدل حتى وصل الأمر برئيس الجمهورية قيس سعيد، للتعليق على الأمر بقوله: إن “عدم تأمين أي تظاهرة من قبل الأمنيبن، تحت أي ذريعة هو إضراب مقنّع” .
رئيس الجمهورية #قيس_سعيد يؤكد على أن الحق النقابي للأمنيين معترف به ولكن الدستور ينص على أنه لا يشمل الإضراب وأن عدم تأمين أي تظاهرة تحت أي ذريعة كانت هو إضراب مقنّع وإخلال بالواجب المهني، مجددا دعوته إلى توحيد نقابات الأمن في هيكل واحد يقتصر على الجوانب الاجتماعية. #TnPR pic.twitter.com/09By8DJBKT
— Tunisian Presidency – الرئاسة التونسية (@TnPresidency) August 10, 2022
وهو ردّ فعل قابلته النقابات الأمنية التونسية بالكثير من التوتر تجلى ذلك في الكثير من مقاطع الفيديو والبيانات شديدة اللهجة.
نقابة الأمن الداخلي بقابس: لا رئيس أمريكا ولا تونس ولا أسبانيا ولا فرنسا ينجم يتدخل في العمل النقابي#النقابات_الأمنية #تونسhttps://t.co/Le1WFkhymg
— الصدى.نت (@EssadaNet) August 13, 2022
وتشهد تونس منذ شهور أزمة سياسية حادة وارتباكاً بالمشهد السياسي للدولة، منذ انقلاب الرئيس قيس سعيد على الدستور، وتنفيذه ما وصفه العديد من السياسيين والنشطاء بأنه انقلاب على الدستور وعودة للدكتاتورية في تونس.