الرئيسية » الهدهد » حرق القنصلية التركية في البصرة بعد هجوم دهوك.. حقيقة الصور التي غزت المواقع

حرق القنصلية التركية في البصرة بعد هجوم دهوك.. حقيقة الصور التي غزت المواقع

وطن- انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، صورا زعم ناشروها أنها توثق لحظة حرق متظاهرون غاضبون لمقر القنصلية التركية في البصرة، بالعراق.

وجاء تداول هذه الصور المزعومة بعد أيام من هجوم “دهوك” الذي قصف فيه منتجع “زاخو” السياحي بدهوك في العراق، والذي أسفر عن سقوط قتلى جرحى، واتهمت السلطات العراقية تركيا بالوقوف ورائه، وهو ما نفته أنقرة شكلا وموضوعا.

جما جاءت هذه الصور بالتزامن مع خروج تظاهرات في مدن عراقية عدّة تنديداً بالقصفٍ على دهوك.

وظهرت على صفحات عراقية بفيسبوك صورة قيل إنها تُظهر حرق متظاهرين في مدينة البصرة الجنوبية مبنى القنصلية التركيّة.

إلا أن هذا الادّعاء غير صحيح ـ بحسب خدمة “في ميزان فرانس برس” ـ للتحقق من الصور.

والصورة التي التقطها في الحقيقة مصوّر لوكالة فرانس برس – تُظهر حرق القنصلية الإيرانية في النجف عام 2019.

وبحسب الوكالة الفرنسية يظهر في الصورة مبنى تشتعل فيه النيران ليلاً، فيما يقف على مقربة من جدرانه عدد من الأشخاص.

وجاء في التعليقات المرافقة على موقعي تويتر وفيسبوك “الآن: حرق القنصليّة التركيّة في البصرة”.

وبحسب ما عثر عليه صحافيو فرانس برس، فقد بدأ انتشار هذه الصورة بهذا السياق في الحادي والعشرين من تموز/يوليو الجاري.

وبحسب صحافيي الوكالة بالعراق، يأتي ظهور هذه المنشورات في ظلّ تظاهرات شهدتها في الأيام الماضية مدن عراقيّة منها كركوك والنجف وكربلاء إضافة إلى البصرة. ولاسيّما أمام مراكز منح التأشيرات لتركيا، احتجاجاً على قصف استهدف منطقة في كردستان العراق، اتّهمت بغداد أنقرة بالمسؤولية عنه.

لكن لم ترد أنباء عن حرق قنصلية تركيا.

حقيقة الصورة المتداولة

وأوضحت “فرانس برس” أن هذه الصورة وزّعتها الوكالة عام 2019، وتُظهر حريقاً في مبنى القنصليّة الإيرانيّة في مدينة النجف العراقية، وتحديداً في السابع والعشرين من نوفمبر 2019.

ولفتت الوكالة إلى أنه في هذا اليوم أضرم متظاهرون النار بالقنصليّة الإيرانية في مدينة النجف، جنوب العراق. في إطار أكبر حركة احتجاجية شهدتها البلاد في تاريخها الحديث للمطالبة “بسقوط النظام” في بغداد، والذي يعتبرونه فاسداً ويتهمون إيران بدعمه.

تركيا تكذب السلطات العراقية

ويوم 20 يوليو الجاري، وفي أول رد رسمي من تركيا على الاتهامات التي وجهت لها بشأن قصف منتجع “زاخو” في محافظة دهوك بشمال العراق، رفضت أنقرة هذه الاتهامات وكذبت السلطات العراقية.

وكانت السلطات في العراق اتهمت تركيا بقصف المنتجع العراقي، ما أسفر عن سقوط 8 قتلى ومصابين آخرين، الأمر الذي دعاها لاستدعاء السفير التركي لدى بغداد، بعد مزاعم مسؤولين أكراد بأن الهجمات كانت نتيجة غارة تركية.

وأصدرت الخارجية التركية عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، بيانا صحفيا حول الهجوم الذي وقع في محافظة دهوك العراقية.

وجاء فيه بحسب ما رصدت (وطن) آنذاك:”تلقينا ببالغ الأسى نبأ مقتل 8 أشخاص وإصابة 23 آخرين في حصيلة أولية. جراء هجوم وقع على حافة مجرى مائي في قضاء زاخو بمحافظة دهوك العراقية.”

وتابع بيان الخارجية التركية:”نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد بواسع رحمته من فقدوا حياتهم في هذا الحادث المأساوي، ونقدم تعازينا إلى الشعب العراقي الصديق والشقيق وحكومته، ولا سيما أقرباء الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين.”

وشدد البيان في الوقت ذاته على أن تركيا ضد أي هجوم يستهدف المدنيين.

تكذيب للسلطات العراقية

وأوضح:”تقوم تركيا بمكافحة الإرهاب بشكل يتوافق مع القانون الدولي مع مراعاة عظمى لحياة المدنيين والبنية التحتية المدنية والصروح الثقافية والتاريخية وحماية الطبيعة.”

وأكدت تركيا أن “مثل هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء يتم تنفيذها من قبل منظمة إرهابية، ويستهدف من خلالها موقف تركيا المحق والحازم في مكافحة الإرهاب.”

وأضاف بيان الخارجية التوضيحي:”تركيا مستعدة لاتخاذ كافة الخطوات فيما يخص إظهار الحقيقة.”

كما دعت أنقرة السلطات العراقية إلى عدم الإدلاء بتصريحات تحت تأثير ما وصفته بـ”خطابات ودعاية التنظيم الإرهابي الغادر.”

ودعت تركيا أيضا السلطات العراقية للتعاون للكشف عن الجناة الحقيقيين لهذه الحادثة المأساوية.

تركيا تُكذب السلطات العراقية وأول رد رسمي بشأن قصف منتجع في دهوك بالعراق

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.