الرئيسية » اقتصاد » تداعيات حرب أوكرانيا.. الغاز الروسي يربك أوروبا (تقرير)

تداعيات حرب أوكرانيا.. الغاز الروسي يربك أوروبا (تقرير)

وطن – تسود مخاوف بين الدول الأوروبية من حدوث اضطرابات خلال الأشهر المقبلة بسبب حالة “عدم اليقين” المرتبطة بإمدادات الغاز الروسي خاصة بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

ولا يزال خط أنابيب “نورد ستريم 1” يعتبر الأهم لتزويد ألمانيا بالغاز، وهو ما دفع برلين إلى الطلب من كندا تسليم “توربين غاز” لشركة غازبروم الروسية، لاستمرار تدفق الغاز، حتى لا تضطر ألمانيا إلى تعليق المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا، حسبما أورد موقع “Oil price

وتقول روسيا إن خفض الإمدادات يعود لغياب توربين عائد لشركة “سيمينز” الألمانية الذي يخضع لصيانة في كندا.

في المقابل، تتهم ألمانيا موسكو باستخدام الغاز كسلاح سياسي في مواجهة الغرب.

وبعد توقف ضخ الغاز عبر “نورد ستريم1” لنحو 10 أيام، استأنفت روسيا يوم الخميس الضخ بعد توقفه بسبب أعمال صيانة مجدولة.

لكن عودة الغاز لم تبدد الهواجس بشأن مستقبل الإمدادات، الأمر الذي يزيد مخاوف أزمة طاقة في الاتحاد الأوروبي هذا الشتاء، بحسب موقع “أويل برايس”.

ومنذ بدء الحرب في أواخر فبراير الماضي، قامت روسيا بالحد من إمدادات الغاز أو قطعها بالكامل عن زهاء عشر دول، في خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها رد من موسكو على العقوبات الغربية التي فرضت عليها في أعقاب الهجوم.

وقال تقرير الموقع إن ما يحصل في أزمة الغاز لأوروبا بـ”ملحمة نورد ستريم”، مرجحًا أن تستمر خلال الأشهر المقبلة، إذ يرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ميزة لاستخدام تدفقات الغاز كوسيلة لتعطيل استراتيجيات الطاقة الأوروبية.

وأضاف أن برلين وضعت “رابطا مباشرا” بين دعمها لأوكرانيا وتسليم توربينات الغاز لشركة غازبروم، خاصة وسط مخاوف وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك من حدوث اضطرابات داخل البلاد بسبب الغاز.

وأوضح التقرير أن هذه المعضلة التي تواجه ألمانيا تظهر النفوذ الذي لا تزال روسيا تتمتع به على أكبر اقتصاد أوروبي، إذ لا تزال الصناعة الألمانية تعتمد على الغاز الروسي مع عدم وجود خيارات متاحة لهم بعيدا عن روسيا.

وتبحث ألمانيا عن تفاهمات مع كندا لضمان استمرار وصول الغاز الروسي لها، في وقت أثارت اجتماعات لحليفتهم ضمن الناتو تركيا الدهشة، عندما التقى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان مع نظيريه الإيراني والروسي، ما زاد من المخاوف داخل الناتو والاتحاد الأوروبي.

وتعمل برلين، كغيرها من الدول الأوروبية، على تنويع مصادرها من الطاقة، عبر خطوات منها شراء كميات من الغاز الطبيعي المسال.

إلا أن ألمانيا لا تزال تستورد 35 بالمئة من حاجتها للغاز من روسيا، بانخفاض نسبته 20 بالمئة عما كان عليه الحال قبل الحرب على أوكرانيا.

في السياق، حذرت الباحثة في معهد بروكينج كونستانس زتلسينمولر، من أن أزمة غاز في أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي ستسبب قلقا على امتداد القارة.

و”نورد ستريم 1″ هو عبارة عن خطي أنابيب متوازيين يمتدان لمسافة 1224 كيلومترا تحت بحر البلطيق، من فيبورغ في روسيا إلى لوبمين في شمال شرق ألمانيا.

ومن هناك، تتولى شبكات أنابيب أخرى نقل الغاز الطبيعي الى مختلف أنحاء القارة الأوروبية.

ودخل “نورد ستريم 1” الخدمة عام 2011، بسعة ضخ تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا، ما يجعله أحد أهم مصادر توريد الغاز للقارة.

وتبلغ حصة شركة “غازبروم” الروسية المملوكة للدولة، 51% من خط الأنابيب، بينما تتوزع الحصص المتبقية على “إي أون” و”وينترشال دي” الألمانيتين، وغازوني” الهولندية، و”إنجي” الفرنسية.

واعتبر المشروع لفترة طويلة مثالا للتعاون الاقتصادي بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مع الاعتماد الكبير لدول مثل ألمانيا وإيطاليا على الغاز الطبيعي الروسي المنخفض الكلفة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.