الرئيسية » الهدهد » انخفاض مياه أعظم أنهار أوروبا.. الطبيعة تهدد مستقبل الغرب بعرقلة إمدادات النفط

انخفاض مياه أعظم أنهار أوروبا.. الطبيعة تهدد مستقبل الغرب بعرقلة إمدادات النفط

وطن- حذر خبراء واقتصاديون عالميون من كارثة حقيقية تتمثل بانخفاض مستويات “شريان حياة” القارة العجوز، وأحد أعظم أنهارها “الراين” الذي يربط عدة دول غير ساحلية مع بحر الشمال والمحيط.

ويمتد نهر “الراين” الذي يبلغ طوله 1288 كيلومترا من سويسرا إلى بحر الشمال -بحر يقع في شمال أوروبا بين النرويج والدنمارك- ويستخدم لنقل عشرات ملايين الأطنان من السلع عبر أوروبا الداخلية.

وبحسب وكالة “بلومبرغ” فإن انخفاض مياه أعظم أنهر في أوروبا يعرقل الإمدادات النفطية “تدفق السلع إلى دول أوروبا الداخلية غير الساحلية، بدأ بالانخفاض مع استمرار انخفاض مستويات المياه على نهر الراين“.

ضربة مزدوجة للمنشآت الألمانية

وأشارت الوكالة في تقرير لها نشر، الجمعة، إلى أن المياه الضحلة عند مستويات هي الأدنى في 15 عاما.

وقال فيلهلم بيريت، مؤسس شركة “بيريت” الاستشارية لسوق الفحم: “انخفاض مستويات المياه يعني أن المراكب لن تكون قادرة على تحميل الفحم بكامل طاقتها. قد يكون هذا ضربة مزدوجة للمنشآت الألمانية، لأنها تواجه بالفعل نقصا في السفن”.

وتحد ضحالة النهر بشكل دوري من الملاحة على طول نهر الراين، مما يؤدي إلى تقليل كمية البضائع المنقولة، فعلى سبيل المثال ، يمكن لسفينة بسعة 2500 طن أن تحمل 1600 طن فقط على متنها، وفقا للوكالة.

الحرب في أوكرانيا

وبدأت شركات الطاقة الألمانية الاستعداد لفصل الشتاء المقبل، لكن الجفاف المطول قد يؤدي إلى تأخير في الإمداد بالموارد الضرورية.

وتشهد أوروبا أسوأ أزمة طاقة لها خلال عقود وسط ارتفاع التوترات مع موسكو جراء الحرب في أوكرانيا. وخفضت روسيا -وهي مورد رئيسي للغاز الطبيعي – عمليات التدفق بالفعل لعدة دول وقد يكون هناك المزيد من الاضطرابات في تدفق الغاز مستقبلا.

ارتفاع الحرارة في القارة العجوز

ولفت المصدر إلى أنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في القارة العجوز الأسبوع المقبل وهذا الصيف بشكل عام. حيث ربطت مؤسسات الطاقة والكهرباء بين الارتفاع غير المسبوق بالحرارة الذي تشهده القارة العجوز مع ارتفاع استهلاك الكهرباء والطاقة، بسبب تشغيل أجهزة التكييف. وهذا مما “يزيد من الطين بلة”، كما يقال في الأمثال العربية.

وانعكس الإنخفاض على السكك الحديدية حيث تعاني السكك الحديدية الألمانية من مشكلة في السعة الاستيعابية، الأمر الذي يعني أن سويسرا “تكافح من أجل إمدادات المنتجات النفطية، وخاصة الديزل ووقود التدفئة”، وفقًا لمنظمة مستوردي الوقود في سويسرا، الدولة غير الساحلية.

مشكلة توصيل الوقود

بالإضافة إلى ذلك، تكافح محطات توليد الطاقة في مانهايم وكارلسروه الألمانيتين والتي تديرها شركات “Grosskraftwerk Mannheim AG” و”EnBW AG”، من أجل الحصول على الفحم بسبب مشكلة المياه الضحلة.
وأدى نقص إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا وانخفاض إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة والتوتر بين أستراليا والصين، إلى زيادة أسعار الفحم في القارة بنحو 4 أضعاف.

ويساهم سوق الفحم الضيّق وانخفاض مستويات نهر الراين بمشكلة في عمليات توصيل الوقود، حيث ستتوفر نسبة 65% فقط من طاقة الفحم الألمانية في الأشهر المقبلة، وفقًا للمحللة “سابرينا كيرنبيشلر” في مؤسسة “S&P Global Commodity Insights” .

أضف إلى ذلك تستورد ألمانيا أيضا المنتجات النفطية عبر نهر الراين، بما في ذلك الوقود ومشتقات التدفئة، على الرغم من عدم وجود نقص حالي في البلاد بحسب المصدر، لكن شركة “شل” التي تمتلك مصفاتين على نهر الراين تراقب مستويات المياه حاليا.

عشرة أماكن في أوروبا ينبغي أن تزورها مرة واحدة على الأقل في حياتك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.