الرئيسية » تقارير » زيارة بايدن للسعودية.. لن تساعد أي أحد في المملكة ولا أمريكا!

زيارة بايدن للسعودية.. لن تساعد أي أحد في المملكة ولا أمريكا!

وطن– نشر الدكتور عبدالله العودة، نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، مقالا مشتركا مع “وسام راتنر”، عبر موقع “بيزنس إنسايدر businessinsider“، تناول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة للسعودية.

رحلة بايدن إلى السعودية ولقاء محمد بن سلمان

ويشار إلى أن رحلة بايدن التي أعلن عنها للشرق الأوسط، ستشمل ثلاث محطات رئيسية، إسرائيل والضفة الغربية والسعودية أيضًا.

واعتبر المقال الذي تر جمته (وطن) أن الزيارة التي ستنهي التزام إدارة بايدن بمعاملة الحكومة السعودية على أنها “منبوذة”، ستدعم فقط النظام السعودي المستبد والغني بالنفط ولن يتم معاقبته. مع العلم أن مستهلكي الوقود الأحفوري الرئيسيين لن يطالبوا أبدًا بتغيير حقيقي في تصرفات هذا النظام القمعي.

وبحسب المقال فإنه لخدمة مصالح الشعبين السعودي والأمريكي حقًا، يجب علينا اتباع سياسة تعطي الأولوية للاستثمارات الرئيسية في انتقال الطاقة الخضراء، وكذلك الالتزم بمعايير حقوق الإنسان الأساسية.

وتعتبر استثمارات الطاقة الخضراء ضرورية للحد من الآثار الكارثية لتغير المناخ، ولإزالة “نفوذ النفط” الذي يحافظ على عودة الرؤساء الأمريكيين للرياض للحصول على المساعدات النفطية.

المصالح الأمريكية وحقوق الإنسان في المملكة

وأضاف المقال:”تتماشى المصالح الأمريكية مع نشطاء حقوق الإنسان السعوديين والشعب السعودي الذي عانى من الاستبداد لعقود، أكثر مما تتماشى مع المستبدين العنيفين مثل محمد بن سلمان.”

وشدد المقال المشترك لعبدالله العودة، ووسام راتنر، على أن تقليص النفوذ الذي يمارسه قادة مثل محمد بن سلمان على الولايات المتحدة، سيقلل من اختلال توازن القوى بين الحكومة السعودية والشعب.

بالإضافة لخلق فرص جديدة للتقدم في البلاد، بما في ذلك الانفتاح على المشاركة الهادفة في صنع القرار الحكومي، بمشاركة المجتمع المدني الناشئ في البلاد.

واستطرد المقال:”بالنسبة لنشطاء حقوق الإنسان السعوديين، فإن العالم الذي يعيد فيه الرئيس الأمريكي التأكيد على أن محمد بن سلمان لن يواجه حتى أكثر أشكال المساءلة بدائية عن انتهاكاته، هو عالم أكثر صعوبة وخطورة.”

وتابع:”تعتمد حرية وربما حياة الناشطة الدكتورة لينا الشريف، المسجونة منذ مايو 2021 لانتقادها ولي العهد، على كيفية تعامل الإدارة الأمريكية مع سجانها.”

بايدن خيب آمال أنصار حقوق الإنسان

وبالمثل، فإن السعوديين الذين يحملون جنسية أمريكا، مثل وليد فتيحي، وبدر الإبراهيم، وصلاح الحيدر، ممنوعون من مغادرة البلاد، وتتوقف حريتهم أيضا في معرفة ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تهتم بهم أكثر من سجانهم الذي يتحكم بالنفط.

واعتبر المقال أيضا أن لقاء بايدن بمحمد بن سلمان “خيانة لأنصار حقوق الإنسان والمعارضين السعوديين الذين توقعوا الكثير من الرئيس الأمريكي”.

وبالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى الحرية والعمل المناخي في جميع أنحاء العالم، فإن الإشارة التي قدمتها رحلة بايدن لا يمكن أن تكون أسوأ، يقول المقال.

إن ترك محمد بن سلمان يفلت من العقاب بسبب السعي وراء زيادة إنتاج النفط لا يشجع ولي العهد فحسب على استكمال قمعه، بل إنه يحفز المستبدين الآخرين الغنيين بالوقود الأحفوري على محاكاة أفعاله.

وتابع المقال موضحا:”إنه يظهر أن أي قدر من القمع لن يؤدي إلى تدهور ملموس في العلاقات مع الولايات المتحدة. وأن أي قدر من الخطاب حول الأضرار التي يسببها الوقود الأحفوري سوف يمنع القادة السياسيين الأمريكيين من المساومة على القيم الأمريكية للسعي إلى زيادة التنقيب.”

عالم يحكمه الوقود الأحفوري

يروج بايدن باستمرار للحاجة إلى الطاقة المتجددة ويستشهد بالصراع بين الديمقراطية والاستبداد باعتباره صراع القرن، لكن هذه الزيارة تشير إلى أنه لا يوجد صراع على الإطلاق. إن العالم الذي يظل فيه محمد بن سلمان “قائداً يجب استرضائه” هو عالم يحكم فيه الوقود الأحفوري، بحسب وصف المقال.

وحاولت إدارة بايدن استباق هذا الخط من الانتقادات من خلال الإدعاء بأن الرحلة لا تتعلق في المقام الأول بالنفط ولكن تتعلق بقضايا أمنية أكبر في جميع أنحاء المنطقة.

واعتبر المقال المشترك بـ”بيزنس إنسايدر” أن هذا الادعاء ببساطة غير موثوق به. حيث أنه من المستحيل أن نتخيل أن هذا الانعكاس المفاجئ في التعامل مع ولي العهد في أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، غير مرتبط بأسعار الغاز التي تتجاوز 5 دولارات للغالون. بينما يستعد الديمقراطيون لانتخابات منتصف المدة في نوفمبر.

ويدور الاجتماع حول النفط وعن الاعتقاد المتبادل بين المستبدين الأثرياء بالنفط والزعماء الديمقراطيين، بأن تهدئة منتجي النفط “هو أعلى شكل من أشكال الحنكة السياسية”.

ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أنه لا توجد دولة واحدة، ولا حتى المملكة العربية السعودية، لديها القدرة على تقديم أسعار غاز أقل، يقول التقرير.

وبينما يمكن للمملكة العربية السعودية على الورق أن تعوض بعض النفط الروسي الذي تم سحبه من السوق، فإن الحقيقة هي أن السعوديين يقتربون من طاقتهم الإنتاجية القصوى.

تقوية نفوذ المستبدين الأثرياء بالنفط

واستطرد المقال بأن التحرك للتضحية بموقف بايدن المبدئي ضد انتهاكات حقوق الإنسان السعودية على أمل زيادة إنتاج الوقود الأحفوري، ربما لا يخدم أي مصلحة أمريكية حقيقية.

واختتم المقال بالإشارة إلى أن السعي وراء هذه المقايضة لا يؤدي إلا إلى تقوية نفوذ المستبدين الأثرياء بالنفط على الولايات المتحدة وإلحاق ضرر حقيقي بمصداقية بايدن كمدافع عن الديمقراطية.

وأضاف كاتبا المقال مشددين:”إن تحرير أنفسنا من هذا النفوذ، من خلال انتقال الطاقة الخضراء والالتزام الحقيقي بحقوق الإنسان، سيكون سياسة خارجية ناحجة تستحق الاحتفال.”

قبل زيارة بايدن .. سعد الجبري يحذر العالم من محمد بن سلمان “قاتل مختل عقليا”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.