الرئيسية » حياتنا » كوفيد 19: طريقة لفهم الاختلافات في المناعة بين النساء والرجال بشكل أفضل

كوفيد 19: طريقة لفهم الاختلافات في المناعة بين النساء والرجال بشكل أفضل

وطن-درس باحثون فرنسيون في أصل إنتاج الخلايا الأساسية لجهاز المناعة بعد الإصابة بعدوى فيروسية مثل كوفيد-19، وأسباب وجودها بشكل أكبر لدى النساء أكثر من الرجال.

وأظهرت نتائجهم أن هذه الميزة ( إنتاج الخلايا الأساسية) يتم الحفاظ عليها عند النساء حتى مع تقدم العمر، كما وقع تحديد نوعين محددين من الخلايا المناعية المشاركة في هذه الظاهرة.

تميل التركيبة السكانية للمرضى الذين تم قبولهم في العناية المركزة، في جميع أنحاء العالم  إلى إظهار أن الرجال لديهم حوالي ضعف خطر الإصابة بشكل حاد بـكوفيد-19 مقارنة بالنساء، طبقا لما نشرته مجلة “فيمينا” الفرنسية.

كيف يمكن تفسير هذا الخطر المنخفض عند النساء؟

في الحقيقة، حتى الباحثين من معهد Inserm سألوا أنفسهم هذا السؤال بطريقة أوسع:

كيف نفسر الاستجابة المناعية الأكثر فعالية للنساء لبعض أنواع العدوى الفيروسية، وخاصة الإنفلونزا أو فيروس نقص المناعة البشرية أو حتى SARS-CoV-2 المسؤول بصفة مباشرة عن ظهور كوفيد-19؟

حبة دواء جديدة مضادة لفيروس “كوفيد-19”.. تعرف عليها ؟

للإجابة على هذا السؤال تذكر الباحثون أولاً أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هناك ارتباط بين الاختلافات الموجودة في الهرمونات (الإستروجين) والكروموسومات الجنسية.

في الواقع، يوجد جزء كبير من جينات المناعة في كروموسوم الجنس X، الموجود أساسا في نسختين عند النساء مقابل نسخة واحدة فقط عند الرجال.

ويشرح الباحثون في هذا الصدد: “يتم كبح نشاط الجينات الموجودة على كروموسوم X الثاني بشكل أساسي، ولكن ما بين 15 و 23 ٪ من هذه الجينات تظل نشطة”.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هناك ارتباط بين الاختلافات الموجودة في الهرمونات (الإستروجين) والكروموسومات الجنسية.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هناك ارتباط بين الاختلافات الموجودة في الهرمونات (الإستروجين) والكروموسومات الجنسية.

وهذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للترميز الجيني لما يسمى بالمستقبلات الخلوية “Toll-7“، والتي تتركز  بقوة أكبر عند النساء.

وفقا لما ترجمته “وطن“، يوجد هذا المستقبل في الخلايا المناعية المسماة “الخلايا الجذعية البلازمية“، وهي خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الأنسجة الحاجزة مثل الرئتين  والتي توفر خطوط الدفاع الأولى ضد الالتهابات الفيروسية عن طريق إنتاج جزيئات مضادة للفيروسات وتنظيم المناعة: وهو ما يسمى بالنوع الأول من الإنترفيرون.

وبالتالي، فإن هذا المستقبل المرتبط بهذه الخلايا يسمح لها بالتعرف على الحمض النووي الريبي للفيروسات وإثارة رد فعل مناعي عن طريق إفراز النوع الأول من الإنترفيرون.

ومع ذلك، فإن الاستجابة المناعية المرتبطة بمستقبلات تول -7 هي خط دفاع أساسي ضد فيروسات الحمض النووي الريبي، مثل SARS-CoV-2: يحمي الإنتاج السريع للإنترفيرون من النوع الأول، الجهاز التنفسي في أثناء تلقي العدوى من الأشكال الشديدة لـ كوفيد-19.

دراسة: 30 % ممن ماتوا بسبب كوفيد-19 كانوا مرضى السكري

كما يضيف العلماء: “إن قدرة الخلايا الجذعية البلازمية لدى النساء على إنتاج كميات أكبر من النوع الأول من الإنترفيرونات، يُعتقد أنها أحد الأسباب التي تجعلها تظهر مقاومة أفضل لـ كوفيد-19 مقارنة بالرجال. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه “الميزة المناعية” مستمرة في النساء المسنات.

ميزة تستمر حتى 80 عامًا

لذلك، أراد الفريق العلمي دراسة تأثير الجنس والعمر على إنتاج الإنترفيرون ألفا (IFN-α)، وهي فئة فرعية من النوع الأول من الإنترفيرون وتحديد الخلايا المسؤولة عن هذا الإنتاج.

في مجموعة مكونة من 310 امرأة ورجل تتراوح أعمارهم بين 19 و 97 عامًا يتمتعون بصحة جيدة على ما يبدو، قاس الباحثون إنتاج IFN-α بعد التحفيز بمواد قادرة على تنشيط مستقبلات المناعة الفطرية المختلفة.

كوفيد-19
كوفيد-19

ثم لاحظوا أن الخلايا الجذعية البلازمية هي الوحيدة التي أنتجت الإنترفيرون ألفا (IFN-α) بعد التحفيز المحدد لمستقبل Toll-7.

من بين سبعة أنواع من الجزيئات الالتهابية التي تمت دراستها، كان IFN-α هو الوحيد الذي أظهر اختلافًا مرتبطًا بالجنس في الإنتاج:

ففي أثناء تحفيز مستقبل Toll-7، ظل إنتاجه أكبر بشكل ملحوظ لدى النساء. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن عدد الخلايا الجذعية البلازمية يتناقص مع تقدم العمر وبشكل أكثر وضوحًا عند النساء، ظل إفراز IFN-α أعلى بكثير في المشاركين، حتى في الأكبر سنًا منهم (فوق 80 عامًا).

وعلى العكس من ذلك، فإن إنتاج IFN-α المرتبط بتحفيز مستقبل آخر يسمى STING، لا يبدو أنه مرتبط بالجنس أو العمر أو عدد الخلايا الجذعية البلازمية.

إذاً ماذا في هذه الحالة، فإن وفرته في الخلايا المناعية الأخرى يزداد عددها في الدم بعد سن الستين، خاصة عند الرجال. وفقًا لـ Jean-Charles Guéry، مدير أبحاث Inserm،

من جهة أخرى، تظهر هذه النتائج لأول مرة أن الخلايا هي المصدر الوحيد البارز لإنتاج IFN-α في الدم، من خلال تنشيط مستقبلات STING، المشتبه في أنها أصل الإنتاج الضار المتأخر للإنترفيرون من النوع الأول في عدوى كوفيد-19.

ومع ذلك، فقد تبين أن الإنترفيرون من النوع الأول مفيدة بشكل واضح عندما تتدخل خلال المرحلة المبكرة من العدوى، “مثل تلك التي تنتجها الخلايا الجذعية البلازمية عن طريق تنشيط تول -7”. وفقا للباحثين.

تشير هذه الملاحظات إلى أن إنتاج IFN-α ، عن طريق تحفيز مستقبل Toll-7، سيساهم في تعزيز المقاومة ضد SARS-Cov-2 والالتهابات الفيروسية الأخرى لدى  النساء المسنات.

في الختام، من خلال المنشور الطبي الموجود في المجلة العلمية eBioMedicine، يؤكد الباحثين: أن “حقيقة أن الفرق في إنتاج IFN-α بين الجنسين يستمر مع تقدم العمر ويظل أكبر لدى النساء بعد سن اليأس، كما لا يمكن تفسيره بتأثير الهرمونات الجنسية، وربما هناك دور رئيسي للعوامل الوراثية المرتبطة بالكروموسوم X.

وبناءً على هذه الملاحظة، يمكن لهذا العمل أن يفتح الأبواب أمام طرق جديدة في البحث عن جينات المناعة الموجودة على كروموسوم X ومن المحتمل أن تظهر بشكل مفرط عند النساء.

وتجدر الإشارة إلى أنه في مارس 2021، توصلت دراسة أجراها باحثون من معهد باستير إلى نفس النتيجة.

يُذكر أنه في مجلة الأمراض المعدية، كشفت دراسة أن الأجسام المضادة المعادلة التي برزت لدى موظفي المستشفى الذين أصيبوا بنوع خفيف من SARS-CoV-2 يمكن اكتشافها في 84 ٪ منهم حتى بعد 6 أشهر من الإصابة، لكن معدلها ينخفض ​​بسرعة أكبر في الرجال مقارنة بالنساء. ويبدو أن هذا يفيد أن فترة مناعة النساء أطول مقارنة بالرجال.

“مصدر تسرب فيروس كورونا”.. خبير أمريكي يكشف مفاجأة صادمة

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.