الرئيسية » الهدهد » مجازر فرنسا في الجزائر.. من “الأرتال الجهنمية” إلى “الخنق بالدخان”

مجازر فرنسا في الجزائر.. من “الأرتال الجهنمية” إلى “الخنق بالدخان”

وطن- رغم مرور عشرات السنين على مجازر الاحتلال الفرنسي للجزائر التي أدت إلى مقتل 45 ألف جزائري في 3 أيام، لازالت فرنسا ترفض الاعتراف أو الاعتذار، وأثناء احتفال العالم بانتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على النازية كان الفرنسيون يمارسون نازيتهم الخاصة.

مجازر فرنسا في الجزائر

وحلق الطيران الفرنسي فوق سماء مدن الشرق الجزائري، ورميت قنابله على رؤوس المدنيين فقتلت الآلاف في مدن سطيف وقالمة وخراطة، لتضع الحرب العالمية الثانية أوزارها بعد ذلك وكأن شيئاً لم يكن.

ولم تكن هذه المجازر هي الأولى في تاريخ الجزائر فقد شهدت السنوات السبعون التي أعقبت إنزال القوات الفرنسية في الجزائر في 1830 مجازر كبيرة. بما في ذلك عمليات “الخنق بالدخان” المشؤومة والتهجير القسري لمئات الآلاف من السكان من مناطقهم الأصلية.

فرنسا وسياسة طرد العرب

ونقل تقرير لموقع “الحرة” الأمريكي عن المتخصص الفرنسي في التاريخ الاستعماري “أوليفييه لوكور غرانميزون” قوله، إن “فرنسا اتبعت في البداية، منطق ‘طرد العرب’ وسياسة استبدال وتوطين شعب بآخر على غرار ما فعل الصهيونية في فلسطين بعد ذلك.

“الأرتال الجهنمية”

ولم يرفض المؤرخ الفرنسي “بنجامان ستورا” مصطلح “الاستيطان”، لكنه أستبعد فكرة أن يكون الأمر استراتيجية متعمدة. وقال بحسب المصدر : “لم يكن هناك فكر ممنهج لاستبدال السكان .. لم تكن سياسة استبدال”، وأكد ستورا أن غزو الجزائر كان مروعاً وجرى باستخدام العنف”.

موضحاُ أن الجيش الفرنسي استخدم في الجزائر وإفريقيا ‘الأرتال الجهنمية’ التي استخدمت ضد المتمردين في حرب فونديه في بداية الثورة الفرنسية.. وهي تقوم على قتل السكان وترحيلهم”.

وفي عام ١٨٤٥ وفي خطاب أمام مجلس النواب صرح القائد الفرنسي في الجزائر (بوجو) مهددا : سأقتحم جبالكم وسأحرق قراكم ومحاصيلكم سأقطع أشجاركم المثمرة.

وقد نفذت ” الارتال الجهنمية” هذه التهديدات وقتلوا وخربوا ونهبوا القرى كما حصل في البليدة، بالقرب من الجزائر العاصمة، ومنطقة سطيف.

وجرت إعدامات علنية لآلاف من الجزائريين بأشع الطرق حيث “قُتلت أكثر من 600 امرأة وطفل ومسن” في نوفمبر 1830، كما يقول “حمزة عوض” في تغريدة له.

“الخنق بالدخان”

واخترعت القوات الاستعمارية “الخنق بالدخان”. ووثق المؤرخون على وجه الخصوص حالتين: الأولى في منطقة الصبيح (11 يونيو 1844) والثانية في منطقة الظهرة (18 يونيو 1845).

وأبيدت خلالهما قبائل بأكملها لجأت إلى كهوف سُدت واختنق من كانوا بداخلها بدخان نيران أشعلت بأوامر من الجنرالات الفرنسيين، حسب ما وثق الباحث في مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران “منصور قديدير”.

هيروشيما الجزائر

وتكررت مجازر فرنسا بطريقة الخنق بالدخان بصورة أخطر بعد استخدامها تجارب نووية في الستينات من القرن الماضي، وبحسب تقرير لموقع “TRT” التركي أجرت فرنسا أول تجربة نووية في الصحراء الجزائرية.

واستعملت فيها أربع قنابل ذرية بطاقة تفجيرية تتراوح ين 10و70 كيلو طناً أي ثلاثة أضعاف قوة القنبلة المستعملة في “هيروشيما” وامتدت تداعياتها الإشعاعية إلى كامل غرب افريقيا وجنوب أوروبا.

ونفذت فرنسا التي احتلت الجزائر من عام 1830 إلى العام 1962، إجمالي 17 تجربة نووية في الصحراء بين 1960و1966 في منطقتي “رقان” و”عين إكر”.

وكانت الجزائر قد طالبت فرنسا بتحمل مسؤولياتها التاريخية في ملف التجارب النووية التي أجرتها في الصحراء الجزائرية خلال الستينات. وجرى الاعتراف بصورة واضحة وصريحة بمبدأ الملوث يدفع وهذه أول مرة يطالب فيها المجتمع الدولي القوى النووية بمعالجة أخطاء الماضي.

متى ستعود فرنسا؟

وأثارت تصريحات للنائب في البرلمان الفرنسي خوسيه غونزاليس منذ أيام غضبًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد حديثه عن الفترة الاستعمارية لفرنسا في الجزائر.

وقال “غونزاليس” الذي ترأس الجلسة الافتتاحية للجمعية الوطنية الفرنسية، وتحدث بصفته عميدًا للبرلمان -كما نقل موقع “الجزيرة نت”- أنه “يحن لتلك الفترة التي كانت فيها الجزائر تحت لواء الدولة الفرنسية”.

وأضاف خلال خطابه “تركتُ هناك جزءًا من فرنسا، كما تركت العديد من الأصدقاء”.

وزعم غونزاليس الذي ولد في مدينة وهران الجزائرية، خلال تصريحات للصحافة أن “الكثير من الجزائريين يتمنون عودة الاستعمار الفرنسي”، رافضًا التعليق حول ما إذا كانت منظمة الجيش السري الفرنسية قد ارتكبت مجازر بحق الجزائريين أم لا.

وقال “إذا أخذتك معي إلى الجزائر، إلى الجبل تحديدًا، فإن العديد من الجزائريين الذين لم يعرفوا فرنسا أبدًا سيقولون لك متى ستعود فرنسا؟”. رافضًا التعليق حول ما إذا كانت منظمة الجيش السري الفرنسية قد ارتكبت مجازر بحق الجزائريين أم لا.

ودفع الضغط الدولي بالرئيس الفرنسي ماكرون إلى الإعتراف بمجزرتين فقط من جرائم فرنسا في الجزائر خلال حقبة الاحتلال بينما جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر لا تُعد ولا تُحصى.

ولكن ماكرون بالمقابل اعتذر للحركيين الجزائريين الذين تعاونوا مع جيش فرنسا وخدموا في صفوفه أثناء احتلال بلادهم وهم أكثر من 800 ألف، وقام بتكريمهم عبر إنشاء “صندوق للتضامن ومساعدة الحركيين” بقيمة 40 مليون يورو، لتقديم الدعم المالي لهم.

وعلقت رئاسة الجمهورية الجزائرية إن “جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لا تعد ولا تحصى، وتستجيب لتعريفات الإبادة الجماعية، ضد الإنسانية. فهذه الجرائم، التي لا تسقط بالتقادم، يجب أن لا تكون محل تلاعب بالوقائع وتأويلات تخفف من بشاعتها”.

وبدوره قال الباحث السياسي الجزائري “يحيى أبو زكريا” أنه يحتاج إلى فضائية خاصة ليتحدث على مدار 24 ساعة في اليوم عن جرائم فرنسا في وطنه الجزائر.

وأضاف :”لن أنسى شهداء الجزائر ولا شهداء العالم العربي والإسلامي الذين قتلهم الإستعمار الغربي والصهيوني بدم بارد و لا مبالاة دولية و أممية.”

https://twitter.com/YAbouzakaria/status/1543202424428675072?s=20&t=wtXkkZH3L8-FSOu41esklQ

بينما ردت “مايا أمينة” أن المفاهيم تغيرت عند الشعوب و الحكام يا دكتور، اصبح الجلاد صديقا وأصبح الأخ عدوا. ما عسانا نقول إلا ثبتنا الله على مبادئنا في خضم كل هذا الانبطاح الاممي أمام أرجل قوى الشر.

“إندبندنت”: فرنسا ستواجه ماضيها المروع في الحرب الجزائرية هذا العام

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.