الرئيسية » الهدهد » تقرير خطير يكشف عن ثروة فاحشة لأحد أمراء الحرب في الشمال السوري

تقرير خطير يكشف عن ثروة فاحشة لأحد أمراء الحرب في الشمال السوري

وطن- سلط تقرير لمنظمة حقوقية الضوء على مدى الثراء الفاحش الذي حققه أحد أمراء الحرب في الشمال السوري، وهو قائد لواء “سليمان شاه” محمد الجاسم -أبو عمشة- .

و”أبو عشمة” هو أحد قياديي ما يُعرف بـ”الجيش الوطني”، وحقق تلك الثروة من خلال الإتاوات والإبتزازات المصاحبة للاعتقالات التعسفية وعمليات الخطف التي يقوم بها عناصره. لاسيما في منطقة “شيخ الحديد” بعفرين التي يسميها سكانها الأكراد محليًا بـ “شيا”.

وكشف تقرير لـ “منظمة سوريون من أجل العدالة” باللغة الإنكليزية وترجمت”وطن”، مقتطفات من أن ثروة “أبو عمشة” وثروة فصيله تصل لأكثر من 30 مليون دولار سنويا. وتأتي بالأساس من جيوب المدنيين في حي الشيخ الحديد.

حيث يتعرض السكان المحليون هناك لنمط منهجي من الابتزاز. إذ يتم اعتقالهم أو اختطافهم بشكل تعسفي ثم مطالبتهم بدفع فدية مقابل إطلاقهم.

قائمة بأسماء 40 ألف مرتزق سوري سينتشرون في أوكرانيا تحت لواء روسيا

“نهب ممتلكات سكنية وتجارية”

كما يتم نهب ممتلكاتهم، السكنية أو التجارية بذريعة ارتباطهم بالإدارة الذاتية الكردية التي ظلت مسيطرة على المنطقة حتى آذار / مارس 2018، وفق شهادات موثقة حصلت عليها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”.

وأكدت الشهادات التي تم توثيقها أن “أبو عمشة” أمر بالعديد من هذه الانتهاكات التي يشرف عليها إخوانه وينفذها مقاتلو فصيله.

وأجرى الباحثون الميدانيون لدى “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” 26 مقابلة، وشملت المصادر سكاناً وتجاراً مدنيين تعرضوا شخصياً لانتهاكات تم الإبلاغ عنها على أيدي مقاتلي العمشات -كما بات يٌعرف عناصر أبو عمشة- .

بالإضافة إلى ذلك تواصل الباحثون الميدانيون مع عمال الإغاثة، من المنظمات الإنسانية العاملة في مديرية الشيخ الحديد. أبلغوا المنظمة وقوع الكثير من هذه الانتهاكات.

“ثروة أبو عمشة”

وبحسب التقرير ذاته تعتمد ثروة “أبو عمشة” في جزء كبير منها بالإضافة إلى الابتزاز ومصادرة الممتلكات على مصادرة المحاصيل على نطاق واسع أو الضرائب على السكان المحليين.

ثروة أبو عمشة

وتمكن “أبو عمشة” الذي ينحدر من ريف حماة من جمع الجزء الأكبر من ثروته ويقدر بملايين الدولارات بعد احتلال منطقة عفرين في آذار / مارس 2018.

حيث صادر القيادي المذكور تقريبا كل محصول الزيتون والمحاصيل الأخرى التي كان يزرعها المزارعون الأكراد في عام 2018. في حين استمر في فرض الضرائب والإتاوات على المزارعين خلال مواسم الحصاد التالية والتي بلغت 25٪ من قيمة المحصول.

ولجأ “أبو عمشة” علاوة على ذلك إلى أساليب أخرى أثقلت السكان الأصليين في المنطقة بإتاوات إضافية. وفرض فصيل أبو عمشة سيطرته واحتكاره على الينابيع في منطقة الشيخ الحديد، وأجبر المزارعين الأكراد على دفع مبالغ إضافية مقابل مياه الري.

وروى الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، ومن بينهم ضحايا وشخصيات عسكرية مطلعة، أن أبو عمشة عيّن عدداً من إخوانه في مناصب رفيعة داخل الفصيل وفوضهم بإدارة مشاريعه واستثماراته في سوريا وتركيا وليبيا.

علاوة على ذلك كشفت الشهادات أن إخوة أبو عمشة وعلاقاته الوثيقة لا “يديرون مشاريعه” فحسب، بل يرتبطون أيضًا بشكل مباشر بمجموعة واسعة من الانتهاكات.

بالإضافة إلى ذلك ، يشاركون في أعمال الاختلاس ، حيث يستمرون في حجب جزء من رواتب مقاتلي الفصيل في سوريا وليبيا وأذربيجان سابقًا.

كما ثبت تورطهم مع شركاء آخرين في شبكة للإتجار بالبشر وإدارة شبكة لتهريب البضائع والمواد المحظورة عبر الحدود السورية التركية.

وزارة الخزانة الأمريكية

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية صنفت فصيل أحرار الشرقية في 28 يوليو / تموز 2021 كفصيل إرهابي:، وانطلقت حينها دعوات متزايدة لتوسيع نطاق العقوبات لتشمل الجماعات المسلحة الأخرى، التي تواصل ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق مع الإفلات من العقاب في المنطقة.

وطالب المركز السوري للعدالة والمساءلة (SJAC) بفرض عقوبات على عدة مجموعات ، بما في ذلك لواء سليمان شاه -المعروف أيضًا باسم العمشات- التابع للجيش الوطني السوري (SNA). وأكد المركز السوري للعدالة والمساءلة أن قائد العمشات متورط في مجموعة متنوعة من الجرائم الخطيرة ، بما في ذلك العنف الجنسي والنهب.

من هو أبو عمشة؟

وينحدر “محمد الجاسم، الملقب بـ “أبو عمشة”، والذي يتزعم فصيل “لواء السلطان سليمان شاه” من إحدى قرى منطقة “السقيلبية” في ريف حماة الشمالي الغربي.

وقد اقترن اسمه بأبشع الجرائم والانتهاكات الجسيمة في منطقة عفرين شمال سوريا.

ويسيطر فصيله على ناحية “شيا” في منطقة عفرين منذ الهجوم الذي شنته القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها على تلك المنطقة مطلع 2018.

وقبل أن يتزعم “أبو عمشة” فصيل “لواء السلطان سليمان شاه”، كان يعمل في تهريب المحروقات “المازوت” أو “الديزل” -وفق موقع rudaw الكردي.

“أثرياء الحرب الجدد”

وكانت دراسة بعنوان “أثرياء الحرب الجدد محل قدامى رجال الأعمال في سورية” صدرت عن “مركز حرمون للدراسات المعاصرة” في أيار الماضي.

وتناولت هذه الدراسة تنامي ظاهرة الأشخاص الذين كوّنوا ثروات هائلة، وملئوا فراغات مالية تشكلت بفعل الظروف العامة، وتدرّجوا صعودًا إلى قمّة المشهد الاقتصادي. فباتوا أكثر وجوه الاقتصاد السوري ورموزه فاعلية، وأكثرهم تعبيراً عن المشهد الاقتصادي الراهن.

ولكن الدراسة التي أعدها الكاتب “وجيه حداد” لم تتطرق لظاهرة موازية نشأت في مناطق المعارضة.

بشار يلبي نداء بوتين.. جنود سوريون يستعدون للسفر إلى روسيا (شاهد)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.