الرئيسية » الهدهد » مفاجآت في رحلة مفقودي الأشخرة.. حيلة ذكية مكنتهما من الصمود وعشرات السفن تجاهلت استغاثتهما

مفاجآت في رحلة مفقودي الأشخرة.. حيلة ذكية مكنتهما من الصمود وعشرات السفن تجاهلت استغاثتهما

وطن – روى العمانيان علي بن سالم الجعفري وسالم بن سعيد الجعفري، تفاصيل رحلتهما القاسية التي غيبتهما بين أمواج البحر طيلة عشرة أيام، قبل العثور عليهما عند السواحل الباكستانية.

ودفعت الرياح الموسمية بقارب الشابين وهما في بحر العرب، وقادتهم إلى جهة الشرق، حتى ظهرا عند السواحل الباكستانية، حتى تم إنقاذهما وهما في حالة صحية جيدة.

يروي علي تفاصيل تلك القصة الصعبة، قائلا إنهما خرجا في الخامسة من صباح التاسع من يونيو في رحلة صيد بقارب صغير.

ويقول: “كانت الرحلة اعتيادية فنحن بحّارة ومهنة الصيد نمارسها منذ سنوات، وكانت الرياح شديدة والأمواج تصل إلى 30 عقدة تقريبا ولكن نحن معتادون على هذه الأجواء”.

بدأ الشابان الصيد حتى الخامسة عصرا، ثم تعطل المحرك فحاولا قرابة ساعة كاملة إعادة تشغيله ولم تفلح كل المحاولات.

في ذلك الحين، كان الشابان على بُعد 60 ميلا بحريا تقريبا من الأشخرة، وحاولا الاتصال بأي أحد دون جدوى بسبب عدم وجود شبكة اتصالات.

ومنعا لغرق القارب في البحر، عمل الشابان على إفراغ كمية الأسماك التي تم اصطيادها في البحر، قبل أن تشتد الرياح وتبعدهما أكثر، إذ لم تهدأ الرياح الموسمية لثلاثة أيام متتالية.

يذكر علي: “هدأت الرياح في اليوم الرابع لكن كنا بعيدين عن اليابسة.. كنا نشاهد العديد من السفن بعضها تجارية وأخرى عسكرية تمر على مسافة ليست ببعيدة منا”.

ويتابع: “كنا نلوح بأيدينا إليهم نحاول لفت انتباههم، وفي الليل نشعل بعض المشاعل للاستغاثة.. حاولنا بكل طاقتنا لكن كل السفن تمر دون أن تعيرنا أي اهتمام رغم أننا متأكدون من أنهم يروننا”.

ويكمل أنه لم يكن بحوزتهما أي غذاء، ويقول: “عندما أدركنا منذ أول يوم صعوبة وضعنا حافظنا على بقاء 4 لترات من مياه الشرب لأكبر مدة زمنية”.

ويذكر الشاب: “كنا نشرب جرعات بسيطة تبلل ريقنا وتخفف العطش، أما الطعام فقد استغنينا عنه نهائيا، حتى نفذت آخر قطرة من المياه في صباح نفس اليوم الذي أنقذتنا فيه سفينة الصيد الباكستانية”.

ويوضح أنه خلال ساعات النهار، وعندما كانت تشتد حرارة الطقس، كانا يغرفان من مياه البحر كمية تتناسب مع قوة تحمل القارب لتبردة جسديهما، ورفعا شرّاعا على القارب ليراهما البحارة ويستظلان به عن الشمس ويوفر لهما حماية من حرارتها وأشعتها.

 

في اليوم الأخير لتلك الرحلة القاسية، اقتربت ثلاث سفن صيد خشبية من القارب المعطل، ويقول علي: “كانت قبالتنا طوال اليوم وهم يصيدون ويشاهدون استغاثتنا ومحاولاتنا للاقتراب منهم، لكن لم يحاولوا إنقاذنا ولا التحدث معنا”.

ويضيف: “عند الظهر نفذت لدينا آخر قطرة ماء للشرب، والخوف بدأ يتسلل إلينا وأمامنا ثلاث سفن هي الأمل الوحيد لإنقاذنا من بعد الله سبحانه وتعالى، لكن عند الساعة الثالثة عصرا تقريبا وبينما كانت سفينة واحدة من بين السفن الثلاث تستعد لمغادرة تلك المنطقة البحرية، اقتربت منا رويدا رويدا وعرضت علينا المساعدة”.

ويتابع: “على الفور أكدنا رغبتنا وحاجتنا لذلك وحاولنا التحدث معهم ولكن كان عائق اللغة بيننا وبينهم وقف حاجزا ليس بالصعب، سرعان ما تجاوزناه وفهموا أننا مجرد صيادين وتائهين في البحر ونحتاج إلى مساعدة وعرفنا أيضا أنهم باكستانيون ومتوجهون إلى كراتشي”.

ووصل الشابان إلى العاصمة مسقط، وظهرا في مقطع فيديو وهما يسجدان لله شكرا على النجاة من هذه المأساة.

ووصل المفقودان مطلع الأسبوع إلى ميناء كراتشي عبر سفينة تابعة لوكالة الأمن البحري الباكستاني التي أقلتهما، من سفينة الصيد الباكستانية التي عثرت عليهم في عرض البحر بعد عشرة أيام من فقدانهما.

وفور وصولهم إلى ميناء كراتشي البحري، استقبلتهم القنصلية العمانية، والتقى فيهم محمد بن ناصر المبسلي القنصل العام والعميد شاهين محمد رئيس وكالة الأمن البحري الباكستاني وأعضاء القنصلية العامة لسلطنة عمان في كراتشي.

كما رحب بهما قائد السفينة الباكستانية المقدم عاطف شاهد الذي قاد السفينة التي أقلت المفقودين من السفينة الخشبية التي عثرت على الصيادين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.