الرئيسية » الهدهد » مجرزة الحولة.. اغتصاب جماعي وذبح عوائل بأكملها ووفد الأمم المتحدة “شاهد ما شافش حاجة”

مجرزة الحولة.. اغتصاب جماعي وذبح عوائل بأكملها ووفد الأمم المتحدة “شاهد ما شافش حاجة”

وطن- في ساعة متأخرة من ليلة الخامس والعشرين من شهر مايو عام 2012 ، تسلل العشرات من شبيحة الحقد الطائفي التابعين لنظام بشار الأسد إلى بلدة “الحولة” الواقعة على بعد 20 كم شمال حمص بعد تمهيد من الجيش “الباسل”، ليتسلوا بنحر مئات الأشخاص في الشوارع والبيوت المجاورة، في مجزرة رهيبة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

“مجزرة الحولة”.. اغتصاب جماعي وذبح عوائل بأكملها

عوائل بأكملها نساءً وأطفالاً وكبار في السن تم ذبحهم حتى آخر تلك الليلة المرعبة، وظهرت آثار التعذيب والخنق على معظم الجثث وبعضها الآخر أُحرق أصحابها وهم أحياء رغم وجود ما سمي بلجنة المراقبين الدوليين، الذين كانوا أشبه بعنوان مسرحية عادل إمام الشهيرة “شاهد ما شافش حاجة”.

وبحسب المعلومات المتواترة، حملت بعض الجثث علامات تشويه ناتجة عن السكاكين استخدمها الجناة لكتابة عبارات ذات طابع طائفي على الجثث.

وتعرضت معظم النساء والفتيات الصغيرات من الأطفال (بعضهم لايتجاوز 8 سنوات) إلى عمليات اغتصاب جماعي قبل الإجهاز عليهم ذبحا وطعنا بالسكاكين، بحسب تأكيد “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” آنذاك.

غدر تحت جنح الظلام

وكانت قوات النظام قد بدأت قصف المدينة المحاطة بالعشرات من القرى والبلدات الموالية للنظام لمدة 14 ساعة متواصلة تمهيداً للمجزرة.

وخلّف القصف 11 شهيداً وعشرات الجرحى، تبعه اقتحام عناصر قوات النظام (الجيش والأمن والميليشيات المحلية والشيعية الأجنبية) المدعومة بعناصر من الشبيحة من قرى “فلة” و”القبو”، لعدد كبير من المنازل الواقعة على أطراف “الحولة” تحت جنح الظلام.

واعتقد أهالي المنطقة بحسب شهود عيان، أنهم جاؤوا للتفتيش ككل مرة فاختبأ الشبان كي لا يتم اعتقالهم ومنهم من هرب باتجاه نهر العاصي.

فريق الأمم المتحدة شهود زور

والمفارقة المحزنة أن المجزرة التي مضى عليها 10 أعوام، وقعت تحت مرأى ومسمع وفد الأمم المتحدة، الذي كان شاهداً أيضاً على عمليات دفن الضحايا دون أن يحركوا ساكناً.

بل تحول بعضهم إلى شاهد زور كرئيس البعثة الفريق الأول السوداني محمد مصطفى الدابي، الذي زعم إنه “لم يشهد ما يخيف” لدى تفقده مدينة حمص.

والمفارقة أن الفريق “الدابي” ذاته اتُهم بارتكاب جرائم حرب جنوب السودان، وقال مراسل “بي بي سي” في لبنان “جيم ميور” حين ذاك، إن المراقبين يتعرضون لانتقادات لاذعة من جانب الناشطين المعارضين بسبب امتناعهم عن البوح بما يشاهدونه ولاعتمادهم على النظام في مجالي النقل والأمن، مما جعلهم يصمتون على مجزرة الجولة وغيرها من المجازر التي ارتكبتها قوات النظام وشبيحته.

ضحايا مجزرة الحولة

وبحسب توثيق نشره موقع “الجزيرة نت” على شكل إنفوغراف” بلغ عدد ضحايا مجزرة الحولة 107 أشخاص منهم 49 طفلاً و32 امرأة و26 رجلاً.

وبحسب المصدر تمت طريقة القتل بالقصف واقتحام المنازل والذبح بالسكاكين والرمي بالرصاص، أما الجهات المنفذة للمجزرة فهي قوات النظام السوري والمليشيات المحلية وعناصر الأمن والشبيحة.

مأساة وحشية شهدتها المدينة.. تم التخطيط لها مسبقا

وبدوره روى الناشط “أحمد الخضر” أحد أبناء البلدة المنكوبة لـ”وطن”، أن المجزرة لم تكن وليدة وقتها، بل تم التجهيز لارتكابها من قبل.

قوات المعارضة السورية تفتك بشبيحة الأسد وحزب الله وتقتل منهم أكثر من 150 في حلب

وأوضح:”حيث دخلت أكثر من قوة من مخابرات وشبيحة من أبناء القرى المجاورة من جهة السد (المفرزة) ومن مؤسسة المياه. إلى بلدة “تلدو” ومنطقة “الحولة” عموما، مسنودين بجيش من “الفرقة 17″ الذي كان يقوم بالتغطية النارية ليرتكبوا المجزرة المروّعة بحق العشرات.”

واستطرد “الخضر” محدثنا أن الأهالي داخل البلدة لم يكونوا يعرفون ما جرى على أطرافها، ولم يسمعوا أي إطلاق للنار، بل علموا بالمجزرة بعد وقوعها بنصف ساعة، ولكنهم كانوا يرون الكثافة النارية تتركز على المكان الذي شهد المجزرة من أسطح منازلهم.

ومن جانبه وصف رئيس بعثة مراقبة الأمم المتحدة الجنرال “روبرت موود”، مجزرة “الحولة” بريف حمص الغربي بأنها “مأساة وحشية شهدتها المدينة”.

وكشف “الخضر” الذي كان أول الواصلين إلى مكان المجزرة مع غيره من الشبان أن القتلة الذي كانوا ملثمين بمجملهم ويرتدون قمصاناً سوداء قاموا بتكبيل أيدي الأطفال وتجميع النساء والرجال.

“ومن ثم ذبحهم بحراب البنادق والسكاكين ورميهم بالرصاص بعد ذبحهم في أفعال تعود في وحشيتها إلى عصور الظلام وشريعة الغاب.”

مضيفاً “أن أغلب ضحايا مجزرة “تلدو” كانوا من عائلتي “عبد الرزاق” و”السيد” وبقية الضحايا استشهدوا نتيجة القصف، ومنهم 4 شبان استشهدوا في لحظة واحدة نتيجة قذيفة دبابة.

ولوحظ -كما يقول- أن إطلاق النار على الضحايا تم عن مسافة قريبة وأغلب الإصابات في الرأس أو طعناً بالأسلحة البيضاء.

شبيحة الأسد يختطفون طبيبا وناشطا سوريين لتسجيل فيديو مفبرك ينفي وجود كيماوي في دوما

ناجون على قيد الحياة وشهادات لـ(وطن)

ولم ينج ممن بقي من أهالي “الحولة” إلا القلة -بحسب المصدر- ومنهم السيدة “سميرة عبد الرزاق ” وابنتها 10 سنوات التي أُصيبت برصاصتين في خاصرتها وغابت عن الوعي واعتقد الجناة أنها ماتت.

أما الأم فهربت إلى اسطبل في حديقة المنزل واختبأت خلف القش وكتُبت لها الحياة من جديد. كذلك نجت السيدة “فوزية الخلف”.

فيما قتل 20 شخصاً من أهلها ومنهم زوجها وبناتها الأربع سوسن 21 سنة وهدى 18 سنة وندى 12 والصغيرة التي كانت بعمر 10 سنوات، وكنتها التي كانت حاملاً في شهرها السابع وطفل كان على صدرها وشقيقتها وأولادها الاثنين وابنة عمها وأولادها الأربعة وسلفتها وابنتها.

ومن الناجين أيضاً “محمد” وشقيقه “راتب عبد الرزاق” اللذين كانا مختبئين داخل سقيفة منزلهما وهناك طفلة تدعى ياسمين 3 سنوات نجت، ولكنها اختفت فيما بعد.

ونجا من المجزرة أيضاً الطفل -حينها -“علي السيد” الذي قتلت أمه وشقيقه وتلطخ وجهه بدم شقيقه فظن الشبيح أنه قتل، وكذلك الطفلة “زهرة الحسين” 40 يوماً التي تم انتشالها من بين الجثث. وقد اخترقت جسدها رصاصتان فيما استُشهدت والدتها وشقيقتها، ووالدها الذي لم يستطع إكمال الطريق بجراحه فتوفي لاحقاً.

“الخضر” أشار كذلك إلى أن الأهالي لم يدفنوا جثث ضحاياهم إلا في اليوم التالي لوجود المراقبين الدوليين في سوريا آنذاك ومن أجل أن يكونوا شاهدين على جرائم النظام وشبيحته.

مضيفاً أن فريق المراقبين وصل إلى المنطقة فعلاً بعد التواصل معهم، موضحا أن حاجز القبو آنذاك بداية “الحولة” أدخلهم إلى قرية القبو الموالية فوجدوا أناساً يهتفون: “بالروح بالدم نفديك يا بشار”.

“فيديو” شهادة تقشعر لها الأبدان لأم سورية اغتصبها جنود بشار وقتلوا بناتها بعد اغتصابهن ذبحا

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.