الرئيسية » تقارير » تعاطي الصحافة الأجنبية مع جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة يفجر موجة غضب عربية

تعاطي الصحافة الأجنبية مع جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة يفجر موجة غضب عربية

وطن– تسبب التناول العنصري والمسيس من قبل الصحافة الأجنبية التي تزعم دعم الحريات وحقوق الإنسان، لجريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية ومراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، في موجة غضب بين النشطاء العرب على مواقع التواصل.

الصحافة الأجنبية تكيل بمكيالين

واغتيلت شيرين أبو عاقلة صباح، الأربعاء، بدم بارد على يد قوات الاحتلال أثناء تغطيتها عملية اقتحام تلك القوات لمخيم جنين. وأصابتها رصاصة غادرة في الرأس لتلفظ أنفاسها الأخيرة في لحظات.

وظهرت غالبية تقارير الصحافة الأجنبية، بعد الجريمة وهي تحاول التلميح باحتمالية أن يكون الفلسطينيون هم من قتلوها لا الإسرائيليون.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد افتتحت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تغطيتها، لجريمة اغتيال “أبو عاقلة” بتقرير بدأ بأن “ملابسات الحادث غير واضحة.”

 

بينما صدرت صحيفة “الجارديان” البريطانية تغطيتها بالرواية الإسرائيلية التي تتهم الفلسطينيين بقتل شيرين أبو عاقلة.

كذلك فإن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، وضعت اللوم على ما وصفتهم بـ”المسلحين الفلسطينيين في مقتل مراسلة قناة الجزيرة.”

تجاهلت الحقيقة الواضحة وتبنت رواية الاحتلال

هذا واستندت تلك الصحف في تغطيتها لجريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، لراوية الاحتلال، وتجاهلت متعمدة شهادات العيان الكثيرة من صحفيين عرب وأجانب كانوا متواجدين في موقع الجريمة لتغطية اقتحام الاحتلال لمخيم جنين.

ويؤكد ذلك ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصورها في فلسطين والذي كان متواجداً في الموقع، وأكد أن القوات الإسرائيلية هي التي أطلقت النار على شيرين أبو عاقلة وقتلتها.

قد يهمك أيضاً:

كما أن جيش الاحتلال ذاته غير روايته الأولى وقال إنه “من غير الممكن” تحديد الاتجاه الذي قُتلت منه صحفية قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، بعد أن زعم في وقت سابق أنه “من المحتمل” أن “مسلحين فلسطينيين” قتلوها.

وفي هذا السياق قال رئيس أركان جيش الاحتلال في بيان: “أطلق الفلسطينيون النار بكثافة على قواتنا. وأطلقوا النار بشكل عشوائي في كل اتجاه. على عكس الفلسطينيين. يقوم جنود الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار بطريقة احترافية وانتقائية… في هذه المرحلة لا يمكن تحديد بأي طلقة أُصيبت”.

ماذا لو كانت شيرين أبو عاقلة صحفية أجنبية وقتلت في أوكرانيا؟

ويفضح هذا التناول العنصري والمسيس للحادث وتبني الرواية الإسرائيلية، شعارات تلك الصحف الأجنبية المزيفة عن دعم حقوق الإنسان والحريات. ويؤكد أنها تكيل بمكيالين طالما أن الضحية عربية.

وضرب ناشطون مثالا على ذلك بقولهم ماذا كانت ستكون ردة فعل هذه الصحف ذاتها، إذا كانت شيرين أبو عاقلة هي صحفية أجنبية قتلت أثناء تغطيتها الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي هذا السياق كتب ناشط باسم “عزيز”: “ماذا لو كانت شيرين صحفية أمريكية من واشنطن بوست، وتم اغتيالها والغدر بها من قوات روسية؟”.

وتابع متسائلا: “كيف راح تكون ردة فعل المُجتمع الغربي والمنظمات الحقوقية؟ أكررها الكيل بمكيالين هي عقيدة الغرب وشريعتُه.. رحمك الله رحمة واسعة يا شيرين و حسبنا الله و نعم الوكيل.”

وتفضح أيضا شهادات بعض الممثلين الأجانب والمنظمات الحقوقية الدولية ضد إسرائيل وروايتها، تناقض الصحافة الأجنبية وكيلها بمكيالين.

وكتبت الممثلة الأمريكية سوزان سراندون عبر حسابها بتويتر صراحة إنه “تم إعدام شيرين أبو عاقلة برصاصة في رأسها من قبل قناصة اسرائيليين. بينما كانت ترتدي خوذتها وسترة واقية من الرصاص مكتوب عليها صحافة.”

وتساءلت مستنكرة: “إلى متى سنبقى صامتين بينما يقتل “حلفاؤنا” الصحفيين لقولهم الحقيقة؟”

كما أدانت منظمة “هيومين رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال.

وقالت في بيان لها: “مفجع ومؤلم قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وهي تغطي اقتحام القوات الإسرائيلية لـ جنين. حكت في مسيرتها قصص الفلسطينيين تحت الفصل العنصري الإسرائيلي. المجد والخلود لشيرين وكل التضامن مع أحبائها وزملائها.”

وتباع بيان “رايتس ووتش” أنه بحسب شهود فقد أطلقت القوات الإسرائيلية على أبو عاقلة النار.”

إسرائيل تتعمد قتل الصحفيين

ويأتي ذلك بعد أسابيع من تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه ليس هنالك “أي قيود” للجيش الذي يستخدم القوة المفرطة بشكل روتيني. كما وجدت “رايتس ووتش” في 2019 أن القوات الإسرائيلية تطلق النار على الصحفيين “مع العلم بمن يكونون”.

وشدد بيان المنظمة أيضا على أن “وعود إسرائيل بالتحقيق فارغة. وثّقت المجموعات الحقوقية لمدة طويلة كيف أنّ تحقيقاتهم أقرب إلى “بروتوكولات تلميع الصورة”.

موضحا أن “مقتل شيرين يسلط الضوء على ضرورة قيام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الجرائم الجسيمة المرتكبة في فلسطين”.

وهاجم أحد النشطاء تغطية الصحافة الغربية للجريمة الإسرائيلية:”: لا تصدقوا ادعاءات الغرب مهما تظاهروا بالرقة والنعومة.. فهم ذئاب يرتدون مسوح ضأن.”

ودون آخر: “ولنبني تصورا دقيقا. تعالوا نتخيل أن لو كانت شرين أبوعاقلة صحفية أوكرانية تغطي الحرب الجارية هناك واغتالها قناص روسي. كيف ستكون تغطية صحفهم ومواقعهم وقنواتهم الإخبارية لهذا الخبر وهذه الفاجعة؟”

الرسالة الأخيرة من شيرين أبو عاقلة

ويشار إلى أن شيرين أبو عاقلة رحلت عن دنيانا في جنازة مهيبة، الأربعاء، على أكتاف الفلسطينيين في جنين. ذلك المكان الذي عرفها جيدا طيلة 25 عاما، من التغطية المفتوحة لقناة “الجزيرة” في فلسطين.

وكانت آخر رسالة وصلت من شيرين أبو عاقلة إلى زملائها في غرفة الأخبار بالجزيرة، كانت عن اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين.

وقالت فيها ما نصه: “قوات الاحتلال تقتحم جنين وتحاصر منزلا في حي الجابريات.. في الطريق إلى هناك وأوافيكم بخبر فور اتضاح الصورة.”

وعند الفجر كانت في طريقها إلى جنين لتغطية الحدث، فأصبحت  شيرين “هي الخبر ولم تضح الصورة.”

من هي شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة؟

ويشار إلى أن شيرين بو عاقلة ولدت وعاشت في القدس المحتلة تحمل الجنسية الأمريكية. وبدأت حياتها الأكاديمية بدراسة الهندسة لمدة عام، لكن الصحافة كانت أقرب إلى قلبها فاعتنقتها مباشرة.

درست في الأردن ثم عادت إلى بلادها، وبعد أقل من عام على انطلاق “الجزيرة” كانت شيرين قد حجزت مكانها في الأخبار وعلى الشاشة. ويحب زملائها  في الجزيرة نعتها باسم “مراسلتنا الأولى”.

وشيرين أبو عاقلة من مواليد القدس عام 1971 وهي مقيمة في رام الله بالضفة الغربية.

وتحمل شيرين الجنسية الأمريكية بجانب الفلسطينية. وحاصلة على بكالوريوس الهندسة المعمارية بالأردن، وكذلك بكالوريوس الإعلام من جامعة اليرموك بالأردن.

كما حصلت أبو عاقلة على دبلوم في الإعلام الرقمي من جامعة بيرزيت.

وعملت الصحفية الفلسطينية الراحلة في إذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية. وكذلك في مؤسسة “مفتاح الإعلامية” وإذاعة مونت كارلو، ثم قناة الجزيرة القطرية.

وغطت شيرين أبو عاقلة للجزيرة الاقتحامات الإسرائيلية للمخيمات، ومعاناة الأسرى الفلسطينيين طيلة السنوات الماضية، وكذلك الأحداث في القدس والبلدات العربية.

كما غطت بشك مميز جدا الحروب الإسرائيلية في غزة ولبنان.

اقرأ أيضاً:

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.