الرئيسية » غير مصنف » “إيكونوميست” تحذر من الاستثمار بمصر: نظام السيسي ينتهج أساليب المافيا

“إيكونوميست” تحذر من الاستثمار بمصر: نظام السيسي ينتهج أساليب المافيا

وطن – تحت عنوان “لماذا مصر ليست مفتوحة للاستثمار والأعمال؟” استنكرت مجلة “إيكونوميست” أكبر مجلة اقتصادية بالعالم انتهاج النظام المصري بقيادة عبدالفتاح السيسي، ما وصفته بـ”أساليب المافيا” ضد رجال الاقتصاد والشركات الناجحة بالبلاد.

الجيش يحتكر اقتصاد مصر

وأكدت المجلة في تقريرها الذي ترجمته (وطن) أنه على الرغم من الحديث المؤيد للأعمال التجارية من قبل النظام ورئيسه بشكل دائم، إلا أن الجيش هو المسيطر على جميع الجوانب الاقتصادية بالدولة.

وضربت “إيكونوميست” مثالا بشركة “جهينة” المصرية الشهيرة والمملوكة لرجل الأعمال المصري المعتقل هو ونجله صفوان ثابت.

قد يهمك أيضا:

والذي توفيت زوجته بهيرة الشهاوي أيضا في المستشفى بعد تدهور وضعها الصحي. عقب احتجازها من قبل السلطات بسبب مقاطع مصورة كشفت فيها وضع زوجها وابنها بمعتقلات السيسي.

مكن اعتبار “جهينة” ومالكها بطلاً قومياً. لكن في ظل الحكم العسكري لمصر، واجهت الشركة وصاحبها ابتزازًا على غرار المافيا.

ووصفت المجلة “جهينة” بأنها أكبر شركة لتصنيع الألبان والعصائر في البلاد، وأن منتجها الشهير من الزبادي في العلب الحمراء والزرقاء “عنصر أساسي في البيوت المصرية”.

ويباع الحليب والزبادي الذي تنتجه “جهينة” في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا. إنها واحدة من أكثر الشركات قيمة في بورصة القاهرة ومحبوبة للمستثمرين الأجانب، يقول التقرير.

وتابع تقرير المجلة الاقتصادية أنه في معظم البلدان يمكن اعتبار “جهينة” ومالكها بطلاً قومياً. لكن في ظل الحكم العسكري لمصر، واجهت الشركة وصاحبها ابتزازًا على غرار المافيا.

“جهينة” وصفوان ثابت نموذجا

ولفتت إلى أن مصير “جهينة” وصفوان ثابت يكشف عيوب الاقتصاد المصري.

وبدأت مشاكل جهينة ـ بحسب التقرير ـ عندما قررت الدولة المصرية توليها. بعد أن رفض مؤسسها، صفوان ثابت، إعطاء الجيش حصة من الإدارة في شركته كما فعلت شركات أخرى.

لزُج به في سجن اشتهر بعمليات التعذيب داخله. وعندما رفض ابنه سيف نفس الصفقة، انضم إلى والده في السجن.

وتتهم الدولة “آل ثابت” بتمويل ودعم الإرهاب ـ التهمة المعلبة الجاهزة من قبل نظام السيسي لكل من يخالفه أو يعارض سياساته-.

وكان جد صفوان وعمه قياديان بارزان في جماعة الإخوان المسلمين، وفي عام 2013 بعد الإطاحة بحكومة يهيمن عليها الإخوان في انقلاب قاده عبد الفتاح السيسي ـ كان وزيرا للدفاع حينها ـ ، تم تصنيف الجماعة على أنها إرهابية ومحظورة.

ويصر صفوان ثابت على أنه لا علاقة لهم بجماعة الإخوان، وعلى الرغم من أن الأب والابن أمضيا في السجن أكثر من عام، إلا أن المحاكم لم تنظر في قضيتهما.

وتقول “إيكونوميست” إن صفوان ثابت كان جزءًا من المؤسسة، وكان ودوداً مع الرئيس المصري الراحل الأوتوقراطي حسني مبارك. وسافر إلى الخارج مع وفود حكومية لجذب المستثمرين وتقديم المشورة للوزراء.

السيسي ينتهج أساليب “المافيا”

وبعد أن أصبح السيسي رئيسًا في عام 2014، تبرع ثابت بمبلغ 50 مليون جنيه مصري (7 ملايين دولار) لصندوق “تحيا مصر” لمشاريع التنمية. وأخذ السيسي هذه الأموال من عائلة ثابت، على الرغم من صلاتهم المزعومة بالإرهاب.

واقترضت مصر 20 مليار دولار (حوالي 5٪ من ناتجها المحلي الإجمالي) من صندوق النقد الدولي منذ عام 2016، مما يجعلها ثاني أكبر مستفيد للصندوق بعد الأرجنتين في تلك الفترة.

قد يهمك أيضا:

وهي تتفاوض على قرض جديد بعد أن دفعت الحرب في أوكرانيا المستثمرين المتوترين إلى الفرار، مما تسبب في أزمة في العملة الصعبة.

والحكومة المصرية بهذه السياسات تخنق القطاع الخاص. حيث يُظهر أحد الاستطلاعات أن القطاع الخاص تقلص في جميع الأشهر باستثناء تسعة أشهر منذ عام 2016.

ويصدر السيسي تصريحات وأحاديث مؤيدة للأعمال والاستثمار في خطاباته العامة. لكن جنرالاته الذين يسيطرون على أجزاء من الاقتصاد، يسخرون من السوق الحرة.

رامي شعث مثال آخر

وتابع تقرير “الإيكونوميست”:”خذ حالة أخرى. رامي شعث هو رجل أعمال ناجح تنتج شركته أجهزة إلكترونية لتتبع استخدام الكهرباء والمياه والغاز لشركات المرافق الحكومية. عندما رفض السماح لشركة عسكرية بمشاركة تقنيته، بدأت شركات المرافق في إلغاء العقود.”

قد يهمك أيضا:

ويقول “شعث”: “بدأنا في الإفلاس ليس لأننا كنا ضعيفي الأداء، ولكن لأن الجيش كان يضغط علينا”.

ولانتقاده سياسة السيسي تم اعتقاله لأكثر من عامين بتهم إرهابية غير محددة، لكن على غرار صفوان ثابت ونجله، فإن رامي شعث لم يحاكم أبدًا.

وفي ديسمبر ظهر السيسي على شاشة التلفزيون وهو يضغط على ثلاثة من مالكي شركات البناء لقبول التأخير في سداد مدفوعات الدولة لبناء الطرق والجسور.

ويتابع التقرير: “ابتسم رجال الأعمال بخجل واستسلموا. ماذا كان سيحدث لو رفضوا؟”

وعلى الرغم من حصول الجيش على إعفاءات ضريبية خاصة وإعفاءات جمركية، إلا أن الحكومة تشيد به لإنقاذه الجمهور من التجار الجشعين والمضاربين.

وخلال شهر رمضان المبارك الحالي، توزع سيارات الجيش اللحوم على المواطنين بأسعار مدعومة. ولكن عندما دخلت شركة حكومية جديدة في عام 2019 السوق المربح للتصديق على اللحوم الحلال (المتوافقة مع الإسلام) ، حظرت وزارة الزراعة المنافسين من القطاع الخاص.

ويشار إلى أنه في العام 2021، أطلقت مصر مدينة “Silo Foods” الصناعية ، وهي عبارة عن مجمع لمصانع المواد الغذائية يشرف عليها الجيش. وشعار الشركة هو “العالم له طعم جديد”، وهو شعار يقلد شعار جهينة “العالم له طعم جميل”.

تعويم الجنيه وانهيار الاقتصاد المصري

وتريد الشركة التابعة للجيش فتح مصنع حليب خاص بها. وبعد اعتقال سيف ثابت، عرض عليه إدارة عمليات تلك الشركة مقابل راتب رمزي وإفراج الدولة عن “جهينة” وإطلاق سراحه هو ووالده. لكن تم رفض هذا العرض أيضا.

ويشير تقرير “الإيكونوميست” إلى أن قلة فقط من رجال الأعمال يجرؤون على الوقوف في وجه الجيش.

وعلى الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي منذ عملية الإنقاذ في عام 2016، إلا أن الاقتصاد في حالة سيئة. فشلت مصر في بناء قاعدتها التصنيعية والصادرات بطيئة.

وحسب آخر تقدير، اتسع عجز الحساب الجاري إلى 18.4 مليار دولار كما ارتفع معدل الفقر.

وخفض البنك المركزي الشهر الماضي قيمة الجنيه المصري بنسبة 14٪، وفي أول بادرة للأزمة تلاشت مبيعات أذون الخزانة قصيرة الأجل.

وأقنع السيسي دول الخليج الصديقة بإيداع مليارات الدولارات في البنك المركزي والتعهد بالاستثمار. لكن من غير المرجح أن تشجع قضايا مثل قضية “جهينة” المستثمرين الأجانب على القدوم.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.