الرئيسية » غير مصنف » سونا الكرجوسلي.. فنانة سورية تنقل صناعة الدمى والألعاب القماشية إلى برلين (شاهد)

سونا الكرجوسلي.. فنانة سورية تنقل صناعة الدمى والألعاب القماشية إلى برلين (شاهد)

وطن – خلف خزائن زجاجية لامعة في منزل واسع الأرجاء وسط العاصمة الألمانية برلين تحتفظ السورية “سونا الكرجوسلي” بالعشرات من الدمى والألعاب القماشية التي صممتها بنفسها خلال السنوات الماضية.

وتثير هذه الدمى في نفس من يراها الحنين إلى الماضي، فيما تأخذه أزياؤها المطرزة إلى عبق الماضي ومفردات التراث التي تكاد أن تندثر كغطاء الرأس والعباءة والشروال والشملة والزنار، وكلها محاكة بخيوط من التطريز اليدوي المصنوع بسحر واتقان وبراعة لافتة.

ولدت “الكرجوسلي” وسط عائلة كبيرة مؤلفة من تسعة أولاد، والأم والأب وكان والدها الراحل “حسن الكرجوسلي” نحاتاً ينحت على الحجر تماثيل تمثل تشابه الإنسان وجمال الإنسان كما تروي لـ”وطن”.

وأضافت “الكرجوسلي” أن شغفها بصناعة الدمى بدأ في سن مبكر وكانت والدتها الراحلة تحيك لها ولأشقائها الثمانية ثيابهم. إذ كان لديها ماكينة خياطة كشأن أغلب الدمشقيات في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

كما ساهم الجو الفني الذي عاشت فيه في تنمية موهبتها، فإضافة إلى والدتها ووالدها النحات كان شقيقها مروان كرجوسلي عازفاً وموسيقياً معروفاً أيضاً.

وتوجهت لتعلم الرسم من شقيقتها الإعلامية والفنانة أسمهان التي عملت كمذيعة ومعدة برامج في محطة تلفزيون الشرق الأوسط ام بي سي وبعدها معدة الفواصل والإعلانات في محطة تلفزيون بي بي سي عربي.

صاحب الظل الطويل

بعد حصولها على البكالوريا التجارية توقفت سونا الكرجوسلي عن الأعمال اليدوية وتوظفت، ولحسن حظها كان لديها -كما تقول- ماكينة خياطة اعتادت أن تحيك عليها فساتينها الخاصة وثياب ابنائها، وبعد أن حلت الحرب اضطرت للخروج من سوريا مع زوجها دريد المأمون وأولادها.

وتضيف “الكرجوسلي” أنها بعد قدومها إلى ألمانيا انشغلت بتعلم اللغة الألمانية والدراسة لمدة سنتين، وهناك استعادت عشقها القديم وبدأت في تحويل اهتمامها بالدمى من مجرد هواية تمارسها إلى عمل ونشاط فني واجتماعي. وكانت تبيع منتجاتها بالجملة للمحلات الكبيرة في برلين.

بعد ذلك عثرت الفنانة القادمة من دمشق على مركز يهتم بالأشغال اليدوية من خياطة وتطريز، فالتحقت به بعد موافقة الجوب سنتر ولا زالت تعمل فيه منذ أكثر من 3 سنوات.

وأثناء عملها في الخياطة خطر ببالها أن تصنع لعبة من القماش تمكنت من تصنيع لعبة، ولكنها لم تكن متقنة في البداية ومع الممارسة والتجربة تطورت هوايتها هذه باستخدام الإبرة والخيط والمقص والقماش.

ولفتت صانعة الدمى الدمشقية إلى أنها اتجهت حينها لصنع شخصيات كرتونية من من بقايا الأقمشة والفساتين المهملة مثل زوجة الباباي وميكي ماوس وجودي وصاحب الظل الطويل وباربي وحيوانات كالزرافة والبطة والحصان والقرد وغيرها، ليتم أخذها إلى روضات الأطفال وكانت كما تقول تحيك الصوف وتقوم بحشوه

من الأسكيمو إلى الصين

وأقامت “الكرجوسلي” منذ أسابيع معرضاً مصغراً في مبنى الإحصاء القديم في برلين (مبنى يلبغا الخاص بمدينة برلين).

وحول هذا المعارض تقول أنه اقيم عن طريق جمعية syrien hilfe منظمة معرض لدمى قماشية، وكان من شروط المشاركة أن تكون المنتجات يدوية الصنع.

وشاركت في المعرض-كما تقول- بحوالي 15 لعبة قماشية من أعمالها، مضيفة أن كل لعبة ترمز لشخصية مثلا من الصين أو الاسكيمو او شخصيات كرتونية زوجة الباباي، الأميرة والأقزام أو لاعب كرة قدم ومن القطع التي شاركت فيها لعبة شبيهة بالماريوتا المتحركة بيعت في المعرض ولعبة على شكل زرافة بحجم كبير

وتشرح الفنانة سونا الكرجوسلي مراحل صنع الدمية التي تبدأ كما تقول برسم وتصميم الشكل الأولي للعبة ثم تقول بإخاطة العيون والأنف وشكل الوجه، وأحيانا تقوم بتجهيز فستان اللعبة وتحرص على أن يكون مناسباً للعبة وينسجم مع شكلها العام وعمرها

أول مستشفى من نوعه لترميم الدمى والعرائس

ولفتت محدثتنا إلى أنها تعيش لحظات من الإنسجام أثناء تصميم أي لعبة وتنسى ما يحيط بها، ويستغرق صنع أي لعبة أياماً أحياناً وتتركها لأيام لترى ما ينقصها وتقوم بالتعديل عليها في أحيان كثيرة لتظهر بشكل مرض لها ولمقتني ألعابها.

كما وتقوم بحفظ الألعاب التي لا يتم بيعها في أرجاء مختلفة من منزلها بعد أن تقوم بتغليفها بالنايلون لحفظها من الغبار والرطوبة.

في حين عبرت محدثتنا عن اعتقادها بأن انتشار الدمى الصينية في الأسواق أثر على صناعة الدمى اليدوية نظراً لرخص أسعارها وقلة التركيز للأسف على الشغل اليدوي باستثناء بعض عشاق المقتنيات الفنية.

وأسست “الكرجوسلي” مع شقيقتها أسمهان أول مستشفى من نوعه لترميم الدمى والعرائس.

وحول فكرة هذا المستشفى والغاية منها تدخلت أسمهان الكرجوسلي في الحديث لتشير إلى أن الفكرة راودتها منذ بداية التسعينات، عندما بدأت الصين وتايوان بإنتاج الألعاب والعرائس الخزفية في المعامل. فانتشرت انتشارا واسعا في أسواق العالم بأسعار رخيصة، ما أدى إلى توقف صناعة الدمى على الطريقة اليدوية.

فيما بعد اتجهت –كما تقول- إلى ترميم الألعاب والعرائس القديمة المصنوعة من مادة الكومبوسيشن أي الخشب المضغوط وغيره من المواد التي كانت تصنع منها الألعاب، قبل أن تدخل مادة الصلصال أوالسيراميك في تصنيعها.

وأردفت أنها قامت حينها بافتتاح “مستشفى الدمى والعرائس”. حيث كان هواة تجميع الألعاب القديمة من كبار السن يشترونها من المزادات بأسعار زهيدة، فتقوم هي بترميمها في المشفى لبيعها مرة أخرى في المزادات بأسعار عالية جداً.

وتضيف أن اللعبة “كلما كانت نادرة وبحالة جيدة فإنها تباع في المزادات بأسعار عالية وخيالية تصل أحيانا لأكثر من ثلاثين ألف دولار للعبة الواحدة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.