الرئيسية » الهدهد » الاغتصاب .. “أقسى سلاح في الحرب”!

الاغتصاب .. “أقسى سلاح في الحرب”!

وطن – قال المؤرخ البريطاني دومينيك ساندبروك إن الاغتصاب كان دائما أقسى سلاح حرب. مشيراً في مقال نشره على مجلة “ديلي ميل” البريطانية، إلى إنه كان أسلوبََا شائعََا لدى الرومان وأمراء الحرب في العصور الوسطى وصولاََ إلى داعش.

اغتصاب أوكرانية من قبل جنود روس مخمورين

بدأ الكاتب مقالته بالحديث عن أوكرانية تدعى ناتاليا (إسم مستعار) كانت تعيش في كوخ ريفي ليس بعيدًا عن العاصمة كييف رفقة زوجها أندري وابنهما أوليكسي البالغ من العمر أربع سنوات.

ويقول الكاتب أنه في 8 مارس، دخلت القوات الروسية قريتهم وقد علقت العائلة ملاءة بيضاء على باب المنزل في إشارة إلى عدم وجود تهديد يمكن أن يصدر من ذلك المنزل.

لكن في صباح اليوم الموالي بدأت المأساة، حيث قامت القوات الروسية أولاََ بإطلاق النار على كلب العائلة. ثم أطلقت النار على زوجها أندريه تاركين جثته بالقرب من البوابة الامامية للمنزل.

ثم وضعت القوات الروسية إبنها أوليكسي في غرفة التدفئة، وأخبروه أنهم سيقتلون أمه إذا خرج من الغرفة. وقاموا باغتصاب ناتاليا واحدا تلو الآخر وغادروا المكان. ليعودوا من جديد ويقومون باغتصابها مرة أخرى.

في المرة الثالثة كانوا في حالة ثمالة لدرجة أنهم بالكاد استطاعوا الوقوف.

وقالت ناتاليا لصحيفة بريطانية مؤخرا أن ذلك منحها فرصة للهروب. حيث أخذت طفلها الصغير الذي كان في حالة صدمة والذي مر بالقرب من جثة والده وخرجا من البوابة إلى طريق الأمان.

عمليات الإعدام والاغتصاب والتعذيب ضد الأوكرانيات

يؤكد الكاتب على أن البلاد الآن أصبحت مسرحََا لجريمة كبيرة حيث كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش، الأحد، أنها وثقت حالات عدة لجرائم حرب محتملة على يد القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة، بما في ذلك اغتصاب متكرر للنساء وعدة عمليات إعدام تعسفية.

كما وردت أنباء عن إعدامات جماعية في بوتشا ومدن أخرى. وفي جميع أنحاء أوكرانيا، من المحتمل أن تكون الجرائم مثل تلك المرتكبة ضد عائلة ناتاليا، شائعة جدًا.

قد يهمك أيضاً: 

وأفادت مصادر في البلاد أن عشرات النساء تعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل الجنود الروس، من فتيات صغيرات إلى متقاعدات.

كما ادعى الكاتب أنه قد تم إعدام البعض منهن بعد عمليات الاغتصاب. فيما أقدمت أخريات على الانتحار.

“الحرب جحيم”

قال الجنرال الأمريكي وليام شيرمان إن الحرب جحيم. وفي هذا السياق، يشاطره الكاتب بالقول أنه غالبًا ما يكون هذا الجحيم مخصصََا للأشخاص الذين لا يستحقونه – النساء والأطفال المحاصرون في الصراع.

لطالما كان الاغتصاب مرتبطََا بالحرب. ويصور هيرودوت في كتابه ” تاريخ هيرودوت” وهو من أوائل الكتب التاريخية، كيف قام الفينيقيون واليونانيون باختطاف زوجات وبنات أعدائهم، وحوّلوهن إلى متاع منزلي.

وقد كانت إحدى اللحظات التأسيسية في التاريخ الروماني، التي سجلتها المؤرخة ليفي، هي اغتصاب نساء سابين.

حيث تقول الحكاية أن الرومان وأمام قلة النساء الشابات لديهم، قاموا باختطاف العذارى من المدن المجاورة. ولأجيال، اعتقد الناس أن ذلك كان موضوعََا ترفيهيََا يتلائم مع الدروس اللاتينية المقدمة للصبيان الصغار.

كما تحدث الكاتب أيضََا عن بعض أسوأ الفظائع التي حدثت عبر التاريخ، عندما خرج أمير الحرب في آسيا الوسطى تيمورلنك من السهوب في أواخر القرن الرابع عشر، والتي اشتهرت قواته بعنفها ضد النساء.

بعد نهب حلب في خريف عام 1400، على سبيل المثال، حشد جنوده التتار جميع النساء في باحة المسجد الكبير واغتصبوهن جماعيًا لساعات متتالية ثم ذبحوهن.

وفي هذا السياق، تساءل الكاتب “من أين يأتي عنف مثل هذا؟. هل هو جزء لا يتجزأ من الحرب؟. أو أنه يعكس شيئًا أعمق وأكثر بدائية ودافعًا تطوريًا رهيبًا؟”.

ثلاث مدارس فكرية

في الجوهر، يقول الكاتب أن هناك بالفعل ثلاث مدارس فكرية، الأول ترى أن الاغتصاب في زمن الحرب هو شكل من أشكال الترابط بين الذكور يربط الجنود ببعضهم البعض من خلال طقوس عنيفة ومن خلال إذلال زوجات وبنات أعدائهم، يقوم الشباب ببناء هوية جماعية أقوى خاصة بهم.

والثانية تقول أن الاغتصاب سياسي في الأساس – وهو سياسة متعمدة وباردة لكسر معنويات العدو، وتدمير إحساسه بالهوية.

والثالثة وربما الأكثر إزعاجًا ترى وأن الاغتصاب سلوك متجذر في الذكورة نفسها.

كما يقول الكاتب إن الأجناس كلها من الأوروبيين والأفارقة والآسيويين مذنبون مثل بعضهم البعض.

ويشير الكاتب إلى أن تاريخ أوروبا مليء بالاعتداءات مثل ما وقع في ألمانيا في عام 1631 في مدينة ماغديبورغ، عندما شنت قوات الإمبراطورية الرومانية المقدسة هجوما دون رادع لمدة أربعة أيام، واغتصبت جماعيًا آلاف النساء والأطفال وبعد ذلك ذبحوا ضحاياهم دون أدنى شفقة.

تتراكم القصص الرهيبة من الفظائع الفرنسية والبريطانية خلال الحروب النابليونية إلى اعتداءات جنود الاتحاد والكونفدرالية على حدٍ سواء خلال الحرب الأهلية الأمريكية.

لكن الروايات الأكثر تفصيلاً ورعبًا عن الحرب حسب الكاتب تأتي من القرن العشرين، عصر الحروب العالمية.

ذكر الكاتب أن الجنود الأمريكيين اغتصبوا 11400 امرأة وطفل في ألمانيا المحتلة كما قام الجنود البريطانيون باغتصاب النساء المحليات في إيطاليا وبلجيكا وهولندا المحررة، فيما اتهمت القوات الاستعمارية الفرنسية باغتصاب 7000 امرأة بعد معركة مونتي كاسينو.

أكثر الأعمال فظاعة ارتكبها الروس

لكن أكثر أعمال الاغتصاب شهرة في أوروبا في زمن الحرب ارتكبها الروس.

عندما اقتحم الجيش الأحمر قوات هتلر، أمرهم قادتهم بعدم إظهار أي رحمة والتعامل مع المهزومين على أنهم “وحوش برية” – وقد فعلوا ذلك.

ونقل الكاتب عن المؤرخ أنتوني بيفور في مذكرته ما يلي ” في برلين.. الراهبات والفتيات الصغيرات والنساء المسنات والنساء الحوامل والأمهات اللواتي أنجبن لتوهن تعرضن للاغتصاب دون شفقة. وفي بعض الأحيان كان الخطر الأكبر يأتي من اعتراف إحدى الأمهات بمكان اختباء فتيات أخريات في محاولة يائسة منها لإنقاذ ابنتها. لا يزال سكان برلين الأكبر سنا يتذكرون الصرخات كل ليلة.”

ومع ذلك، ينفي الكرملين حتى الآن وقوع حوادث الاغتصاب على الإطلاق. وتحظر السلطات الروسية التقارير التي تدعي عكس ذلك.

ويرى الكاتب أنه كلما زادت الفوضى وعدم الانضباط في الجيش، كلما زادت قسوة واستقواء ضباطه، وزاد احتمال انزلاق جنوده إلى الهمجية.

في كتابها المروع “أجسادنا، ساحة قتالهم”، تروي مراسلة الحرب كريستينا لامب قصص ضحايا الاغتصاب في النزاعات الأخيرة.

خلال الإبادة الجماعية في رواندا في التسعينيات، على سبيل المثال، كان هناك مئات من حالات الاغتصاب كل يوم، وتتراوح أعمار الضحايا بين عامين و 75 عامًا.

فتاة أيزيدية تعرضت للإغتصاب من قبل مجموعة من داعش

وفي كتابها، تحدثت لامب عن قصة فتاة أيزيدية تُدعى نعيمة، تعرضت للاختطاف من قبل قوات داعش في العراق بعد أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها.

تم نقل نعيمة إلى مدينة الموصل، وتم شراؤها مقابل 200 دولار في مزاد علني من قبل رجل سمين يبلغ من العمر 60 عامًا.

خلال الأسابيع التي تلت ذلك، اغتصبها الرجل البدين ثم باعها لعراقي آخر اغتصبها قبل أن يبيعها.

وعندما وصل سعرها إلى 8000 دولار، اغتصبها 12 رجلاً وقد حاولت الانتحار بابتلاع قارورة أقراص إلا أنها ظلت على قيد الحياة.

يقول الكاتب أنه بالنسبة لهؤلاء المتعصبين، كان الاغتصاب وسيلة لتجريد الأيزيديين من إنسانيتهم ​​وتجريدهم من شرفهم.

وبالنسبة للقوات الروسية يرى الكاتب أن الروس تعلموا أن يكرهوا وتدربوا على القتال. وقد تصرفوا في أوكرانيا بشراسة مروعة، مما جعلهم يسخرون من ادعاءاتهم الواهية بالأخوة السلافية.

يتفق معظم المؤرخين على أن الحرب جزء لا يمحى من ذاكرة الإنسان.

ومع ذلك، يعتقد معظمهم في الوقت نفسه أن الاغتصاب سلوك مأساوي لا مفر منه في الحرب.

اقرأ أيضاً:

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.