الرئيسية » الهدهد » الغزو الروسي على أوكرانيا يتسبب في انقسامات بين دول الخليج 

الغزو الروسي على أوكرانيا يتسبب في انقسامات بين دول الخليج 

وطن – وفقََا لموقع “firstpost” كان اختيار الأطراف في الأزمة الأوكرانية سيكون سهلاً على دول الخليج التي لطالما حمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لكن العلاقات المتنامية مع موسكو تجبرها على تبني موقف متوازن.

التزمت الصمت “دول الخليج والأزمة الأوكرانية”

بينما سارع العالم لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، التزمت دول مجلس التعاون الخليجي الثرية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الصمت إلى حد كبير.

ويقول خبراء في شؤون الشرق الأوسط، إن تحفظهم أمر يمكن تفهمه بالنظر إلى ما هو على المحك – الطاقة والمال والأمن.

من جهتها، قالت الخبيرة في الشؤون الخليجية والباحثة في معهد “مونتين” الفرنسي، آن غادال: “العلاقات الاقتصادية بين هذه الدول وموسكو ليست وحدها التي تنمو. بل ايضََا العلاقات الامنية.”

امتنعت الإمارات، الجمعة، إلى جانب الصين والهند عن التصويت على مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالب موسكو بسحب قواتها.

فيما استخدمت روسيا حق الفيتو كما هو متوقع ضد القرار الذي شاركت في صياغته الولايات المتحدة وألبانيا. بينما صوت 11 من أعضاء المجلس ال15 عشر لصالحه.

وبعد التصويت، قالت الوكالة الحكومية الإماراتية الجديدة (وام) إن وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ونظيره الأمريكي أنطوني بلينكن تحدثا في اتصال هاتفي لاستعراض “التطورات العالمية”. ولم يرد أي ذكر لأوكرانيا.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزيري خارجية الإمارات العربية المتحدة والروسي سيلتقيان يوم الاثنين في موسكو. لمناقشة “تعزيز  العلاقات الروسية الإماراتية.”

قبل ساعات من شن روسيا هجومها البري والبحري والجوي المكثف على أوكرانيا يوم الخميس، كانت الإمارات قد شددت على عمق الصداقة مع موسكو.

لم تعلق المملكة العربية السعودية، على الغزو، مثل الإمارات والبحرين وعمان. فيما اكتفت الكويت وقطر بإدانة أعمال العنف ولم ينقدا موسكو.

الولايات المتحدة حليف أيديولوجي

لأكثر من سبعة عقود، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريا في الشرق الأوسط الذي تمزقه الصراعات. حيث عملت بشكل خاص على حماية ممالك دول الخليج الغنية بالنفط ضد تهديدات محتملة مثل إيران.

لكن في السنوات الأخيرة، بدأت واشنطن في الحد من انخراطها العسكري في المنطقة. حتى عندما تعرض أقرب حلفائها، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لهجمات من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن.

وخصوصا عندما تعرضت منشآت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط في 2019  لهجمات من قبل مقاتلين متحالفين مع إيران.

وتقول غادال إن دول الخليج “تدرك أنها بحاجة إلى تنويع تحالفاتها للتعويض عن تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة.” 

المجال السياسي

شهدت المملكة العربية السعودية والإمارات، وهما حليفتان تاريخيتان للولايات المتحدة تستضيفان قوات أمريكية. تغيّر علاقاتهما مع واشنطن على خلفية صفقات الأسلحة والقضايا المتعلقة بسجلّهما الحقوقي.

تسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في توتر العلاقات مع الرياض، وقد هددت الإمارات بإلغاء صفقة ضخمة من طائرات مقاتلة أمريكية من طراز “اف-35”.

ويقول أندرياس كريغ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والأستاذ المحاضر في “كينغز كوليدج” في لندن “يُنظر إلى روسيا على أنها حليف أيديولوجي. بعدما أصبحت قيود حقوق الإنسان الأمريكية المرتبطة بالدعم الذي تقدمه واشنطن، مسألة شائكة أكثر من أي وقت مضى”.

 ويرى كريغ أن هناك “تكاملا في الاستراتيجيات الكبرى بين موسكو وأبوظبي عندما يتعلّق الأمر بالمنطقة. كما أن البلدان معاديان للثورة وحريصان على احتواء الإسلام السياسي.”

وضع دبلوماسي صعب بسبب الغزو الروسي

على الرغم من التعاون الأمني ​​المتزايد مع روسيا، المنخرطة بشكل مباشر في الصراعين السوري والليبي، يقول كريغ أن معظم دول مجلس التعاون الخليجي “تعول في أمنها على الولايات المتحدة”.

وأضاف كريغ “لكنها بدأت في تنويع العلاقات مع منافسي وخصوم الأمريكيين في مجالات أخرى.”

وفقا لإحصائيات رسمية، قفزت التجارة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي من حوالي 3 مليارات دولار في عام 2016 إلى أكثر من 5 مليارات دولار في عام 2021،  تقع معظم هذه المبادلات مع الإمارات والمملكة العربية السعودية.

لطالما كان يُنظر إلى الإمارات العربية المتحدة، ولا سيما دبي، على أنها نقطة جذب للاستثمارات الروسية ووجهة النخب الروسية لقضاء العطلات.

ومن جهتها، قالت إيلين والد، باحثة في معهد المجلس الأطلسي إن “الأعضاء العرب في أوبك في وضع حرج من الناحية الدبلوماسية، حيث من الواضح أن الحفاظ على” اتفاق أوبك + الذي يسيطر على الإنتاج  في طليعة اعتباراتهم.”

وأضافت إيلين “تخشى دول الخليج الإضرار بهذه العلاقة وتسعى للحفاظ على المشاركة الروسية في أوبك + . وإذا تركت روسيا المجموعة، فمن المحتمل أن ينهار الاتفاق بأكمله.”

(المصدر: firstpost – ترجمة وطن)
اقرأ أيضا

هكذا تستغل دول الخليج أزمة أوكرانيا لصالحها

3 دول إحداها الإمارات تمتنع عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا في مجلس الأمن!

كيف يتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا بزيادة قمع ابن سلمان للسعوديين؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.