الرئيسية » الهدهد » ما بعد حرب روسيا على أوكرانيا.. لن يكون هناك شيء على حاله!

ما بعد حرب روسيا على أوكرانيا.. لن يكون هناك شيء على حاله!

وطن – وفقا لصحيفة “الإندبنديانتي” الإسبانية، فإن محاولات تقارب أوكرانيا للاتحاد الأوروبي المتكررة منذ نوفمبر الماضي. تسببت في حشد الكرملين لقواته على الحدود مع أوكرانيا، وهكذا دقت طبول الحرب أخيرًا.

دبلوماسية الردع الأوروبي في أدنى مستوياتها

وبحسب ترجمة “وطن”، قبل أسبوعين من الغزو الروسي، كانت أوكرانيا تتابع لحظة بلحظة تصريحات الاتحاد الأوروبي واستعداده للدفاع عن أوكرانيا.

لكن تبين الآن أن دبلوماسية الردع الأوروبي في أدنى مستوياتها بالفعل. حيث بدا الناتو واضحا بأنه لن يكون هناك تحرك عسكري واحد من قبل الحلفاء. في المقابل، يواصل الكرملين حشد القوات العسكرية.

وهكذا ظهر أن ليس بوسع الاتحاد الأوروبي إلا توخي سياسة فرض عقوبات قاسية على روسيا كاستراتيجية ردع. وهي عقوبات لم يتم تطبيقها حتى الآن.

استراتيجية الند بالند

بالطبع، من الصعب التفكير في أن استراتيجية الند بالند، كان من الممكن أن تنتهي بنتيجة إيجابية ويعم بعد ذلك السلام. فلا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتحمل عواقب تدخله عسكريا. خاصة من الناحية الاجتماعية، في حال تم تأجيج تصعيد عسكري ضد قوة نووية حاسمة.

ولكن بسبب الحاجة إلى المساءلة والامتثال للتهديدات في مواجهة أسوأ النتائج. من الضروري الآن التحقق من هذه التهديدات وتجسيد العقوبات. ويجب أن يتحمل الكرملين عواقب عمله الإجرامي.

وبهذا المعنى، فإن الحزمة من الإجراءات التي وافق عليها مجلس الشؤون الخارجية يوم الجمعة. ونوقشت في المجلس الأوروبي الاستثنائي في 24 فبراير، ترسي خطًا صارمًا وغير مسبوق.

فرض عقوبات على موسكو

لقد اتفق قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، في بروكسل على فرض عقوبات “هائلة” على روسيا تشمل قطاعات الطاقة والمال والنقل.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في تغريدة في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة. إن زعماء الاتحاد الأوروبي اتفقوا على فرض عقوبات على موسكو تستهدف 70 بالمئة من السوق المصرفية الروسية والشركات الرئيسية المملوكة للدولة. ومنها شركات في مجال الدفاع.

ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للمناورة للضغط على روسيا. ومع سيناريو المواجهة المفتوحة، والحرب والغزو على حدود الاتحاد الأوروبي. والآلاف من النازحين الذين يتزايد عددهم كل يوم.

انتهى وقت الإجراءات التدريجية

وبالنظر لعدد الوفيات الذي تجاوز بالفعل المئات. انتهى وقت الإجراءات التدريجية وينبغي اتخاذ تدابير إضافية ومختلفة.

في سياق متصل، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، عن معارضته للإجراءات التي طلبها الجانب الأوكراني. مثل استبعاد روسيا من نظام الدفع الدولي السريع Swift. معتبراً أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يحتفظ بهذا النوع من الإجراءات.

وعلى صعيد آخر، طرح الأوروبيين العديد من الأسئلة. فكم من المواطنين الأوكرانيين سوف يضطرون إلى مغادرة ديارهم لكي يفكر الاتحاد الأوروبي وشركاته في تحميل روسيا العواقب الاقتصادية للصراع ؟ كم عدد المواطنين الأوكرانيين الذين سيضطرون إلى مغادرة منازلهم إلى الاتحاد الأوروبي والاضطرار للعمل في وشركاته ؟ من الذي سيدفع في أوروبا ثمن اللامبالاة؟ أين الحد الفاصل بين القلق والالتزام؟

أوروبا لن تخرج من الحرب سالمة

بحسب الصحيفة، للاتحاد الأوروبي قيم ويجب أن يكون قادرا على الالتزام بها. سيكون لتدابير مثل استبعاد روسيا من نظام الدفع تأثير على الدول الأعضاء لأنها تعلق حرفياً أي نوع من المعاملات أو الدفع المعلقة أو الجارية.

لكنه في الوقت نفسه إجراء له تأثير مدمر مباشر على الاقتصاد الروسي. لكن لا يستطيع شعب أوكرانيا الانتظار ليرى الآثار متوسطة المدى للعقوبات، فالتهديد العسكري حقيقي وموجود بالفعل.

كما أوضحت الصحيفة، أن أوروبا لن تخرج من هذه الحرب سالمة. لقد تغير العالم وأوروبا، منذ 24 فبراير المنقضي. ومع تجاهل اتفاقيات مينسك وبدون رد حازم على العدوان، فإن ثمن عدم التصرف السريع وحسن التدبير، سوف يحتم على الأوروبيين، العيش تحت التهديد المستمر.

في ذات السياق، كان من بين أهداف لعبة بوتين، الذي يعاني من جنون العظمة، زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي. لقد استغل بوتين انقسامات الاتحاد الأوروبي  ولعب معتمدا، على أن العديد من الدول الأوروبية تحتاج لغاز روسيا.

أفضل انتصار

وبحسب الصحيفة، إن أفضل انتصار والوحيد وربما الممكن، سيكون على أساس اتباع قواعد حازمة والاتحاد. حيث لا توجد دولة أوروبية لديها إمكانية مواجهة التهديد الروسي بشكل منفصل. علما وأن  المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا. أكدت أمس، أن انضمام السويد وفنلندا “المحتمل” إلى الناتو سيكون له عواقب عسكرية وسياسية خطيرة. وسيتطلّب “إجراءات متبادلة” من جانب روسيا. اليوم كانت أوكرانيا. غدا من يدري؟

وفي الحقيقة، إن مخاوف الاتحاد الأوروبي، وأوجه قصوره المؤسسي، وعملية صنع القرار الراسخة في الإجماع. بالإضافة إلى غياب سياسة خارجية حقيقية وسياسة دفاعية مشتركة، هي أسلحة بوتين الحقيقية.

وختمت الصحيفة بالقول، إن الوقت الآن قد حان للعمل وتزويد أوكرانيا بالمساعدات. بما في ذلك المساعدات الإنسانية للأشخاص الأكثر ضعفًا. مع تطبيق العقوبات التي تحد من قدرات الكرملين. خلاف ذلك، ستكون نقاط ضعفنا هي قوتهم.

 

المصدر: (الإندبنديانتي – ترجمة وتحرير وطن)

اقرأ أيضا:

هكذا تستغل دول الخليج أزمة أوكرانيا لصالحها

في كييف .. القوات الأوكرانية تخوض اشتباكات عنيفة مع القوات الخاصة الروسية (فيديو)

6 سيناريوهات محتملة يخبّئها بوتين لغزو أوكرانيا وإسقاط كييف

لم يُستخدم حتّى الآن .. سلاح قد يدمّر قوة بوتين بلا رصاصة واحدة

من الطاقة إلى القمح والسياحة .. هكذا سيؤثر الغزو الروسي لأوكرانيا على الشرق الأوسط

الحرب بين روسيا وأوكرانيا: ما الذي دفع روسيا للاستيلاء على محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.