الرئيسية » الهدهد » أرادوا قطع رأس الأفعى.. كيف أودى كمين لقوات النظام بحياة مجموعة من كتائب الفاروق وسط دمشق؟

أرادوا قطع رأس الأفعى.. كيف أودى كمين لقوات النظام بحياة مجموعة من كتائب الفاروق وسط دمشق؟

وطن – فجر السابع والعشرين من أيار عام 2012، استفاق أهالي حي الميدان الدمشقي على أصوات إطلاق نار غزير واشتباكات. في محيط بيت عربي وسط الحي بين قوات النظام ومجموعة من مقاومي كتائب الفاروق. الذين كانوا داخل المنزل.

7 مقاتلين

وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد 7 مقاتلين من خيرة مقاتلي الكتائب التي أذاقت قوات النظام الويلات في حمص ودمشق آنذاك.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حينها شريط فيديو يظهر آثار الدماء على أدراج المنزل وثقوب الرصاص التي تملأ الجدران.

من المعروف أن معركة المقاومين ضد النظام في حمص كانت عبارة عن حرب عصابات. واقتصرت على ذلك حتى تاريخ ما بعد معركة بابا عمرو وسقوطها.

مواجهة وجهاً لوجه

وعندها قرر النظام اجتياح مناطق حمص المدينة، وقرر الشيخ “أمجد البيطار” قائد كتائب الفاروق حينها أن يواجهوا النظام بمعركة جيش ضد جيش. كما يروي القيادي السابق “محمد غالول” لـ”وطن”.

كمين النظام لكتائب الفاروق

وأضاف غالول أن بعض مشايخ حمص ومن بينهم الشيخ “سهل جنيد” و”محمود الدالاتي” والراحل “حامد عسكر.  اجتمعوا مع البيطار حينها في منزل “أبو علي عسكر” في حي الخالدية. وحاولوا الاستفسار منه عن نيته مواجهة جيش النظام وجهاً لوجه. ورفضه انسحاب المجموعات والبقاء على حرب العصابات.

وكان رده – بحسب المصدر- أن هناك دعماً وإمكانيات كبيرة قادمة للمقاتلين فوافق المشايخ معه ولكن على مضض.

اختلال ميزان القوى

وتابع غالول أن المواجهات بدأت حينها بين المقاومة وجيش النظام الذي تمكن من التقدم نحو حي “دير بعلبة” شرقي المدينة.

وأردف أن ميزان القوى لم يكن لصالح المقاومة بسبب عدم الخبرة في هذه المواجهات (جيش ضد جيش) خاصة أن الجيش يملك إمكانيات كبيرة. وهم لا يملكون إلا السلاح الخفيف.

ولم تصمد “دير بعلبة” إلا أياماً قليلة خسرت الثورة فيها الكثير من الشهداء ومن بينهم القائد “أبو علي عسكر”.

كمين النظام لكتائب الفاروق

رفاق السلاح

في ذروة هذه الأحداث والمعارك، دعا البيطار لاجتماع قرر فيه عزل القائد العسكري “أبو أسعد النمر” وتعيين “عبد الرزاق طلاس” بدلاً عنه.

وشكل هذا  القرار- كما يقول غالول – صدمة لدى الأغلبية. فالبيطار الذي لم يكن يُعرف إلا باسمه الوهمي “الشيخ”. لم يكن سوى داعم  فحسب فكيف يقوم باتخاذ قرارات مصيرية تخصّ الثورة وقيادتها حتى دون مشاورة رفاق السلاح.

استمرت المعارك وواصل جيش النظام تقدمه ليسقط حي البياضة المحاذي لحي الخالدية. والذي يُعتبر العمق الاستراتيجي له.

مجموعات إلى دمشق

وروى المصدر أن اجتماعاً عُقد دون حضور البيطار وضم كلاً من “عبد الرزاق طلاس” و”الملازم عمر شمسي” والقيادي المعزول “أبو أسعد النمر” وعدداً من القادة العسكريين.

وطرحت في الاجتماع فكرة الانسحاب من حمص بشكل كامل والتوجه على شكل مجموعات إلى دمشق.

وكان الاعتقاد السائد أن حمص لن تسقط النظام ويجب على المقاومين ضرب “رأس الأفعى” في دمشق.

العودة إلى حرب العصابات

واستدرك محدثنا أن الهدف من هذا القرار كان الحفاظ على بقية أحياء حمص وعدم تهجير سكانها. إضافة إلى أن ضرب النظام في العاصمة سيكون له أثر أكبر . ومن شأنه العودة بالمقاومين إلى “حرب العصابات” المفضلة.

وكان التحدي الأكبر- بحسب محدثنا – هو كيفية الخروج من حمص بشكل مجموعات.وبخاصة أن المدينة كانت مطوقة آنذاك من كافة الجهات بحواجز الجيش والمخابرات. وتم الخروج بواسطة سيارات يملك أصحابها بطاقات أمنية.

وكان هؤلاء يقومون بمفاوضات تبادل بين المقاومة والنظام. وعلى إثر ذلك تم منحهم هذه البطاقات لعبور الحواجز وتسهيل مهامهم.

مخبأ سري

وكشف قيادي الفاروق السابق أن المجموعة المنسحبة والبالغ عددهم 10 مقاتلين لم تكن تملك سلاحاً أو ذخيرة.

وبعد وصولهم إلى دمشق استأجرت المجموعة منزلاً عربياً في حي الميدان الدمشقي. واتصلت بكتائب الفاروق ومن بينهم الشهيد “عبد الحكيم مشارقة” والشهيد “أبو عرب”  لإرسال سلاح وذخيرة لهم.

ولأن هذه المجموعة من المغضوب عليهم من قبل “أمجد البيطار” أصدر تعليمات بعدم إعطائهم أي سلاح أو ذخيرة.

مقاومون شرفاء

لكن بعض المقاومين الشرفاء لم يلتفتوا لتعليمات البيطار ووجدوا طريقة لإرسال السلاح لهم عن طريق شوفير سوزكي يملك مخبئاً سرياً.

وكان السلاح عبارة عن بنادق كلاشينكوف ومسدسات والقليل من الذخيرة.

كما قام “أبو سعيد شمسي باشا” وهو شخصية محسوبة على الإخوان بدعمهم بما يعادل الـ 10000 دولار لكي يتدبروا أمورهم بها. لافتاً إلى أن كتائب الفاروق كانت بعيدة عن نهج الإخوان ودعمهم. ومع ذلك قام الرجل بالمساعدة لما شاهده من ظلم وقع على النمر.

ونقل محدثنا عن القيادي “أبو أسعد النمر” أن المجموعة نفذّت خلال الفترة القصيرة التي سبقت استشهاد 7 منهم ما يقارب الـ 3 كمائن.  وتمكنوا في الكمين الأخير من اغتنام سيارة “بي إم دبليو” لشخصية مخابراتية.

ثلاثة أطواق أمنية

بعد أسابيع من مكوثهم في دمشق، طلب “أبو أسعد النمر” من محدثنا ترتيب لقاء عبر السكايب مع بعض القادة في المكتب الإعلامي بحي الخالدية. وتم تحديد موعد وساعة لهذا الاجتماع.  ولكن النمر لم يتصل واستغربوا لأنهم يعرفون دقة مواعيده وخمنوا بأن هناك أمراً ما. ليتضح –بحسب غالول- بأن قوات النظام اكتشفت أمرهم وتم محاصرتهم فجر 27 / 5/ 2012 وتصفيتهم بعد معركة شرسة استمرت لـ 6 ساعات.

وأعرب محدثنا عن اعتقاده بأن المجموعة لم تكن تملك حاضنة في دمشق كالتي كانت تملكها في حمص. ولذلك لم يستطيعوا تأمين أنفسهم بشكل كامل .

كمين النظام لكتائب الفاروق

وكشف نقلاً عن أحد القاطنين في حي الميدان أن المجموعة تم اكتشافها بوشاية من شخص يسكن بالقرب من منزلهم المستأجر.

هؤلاء نجوا

وتابع المصدر نقلاً عن “وليد زادة”- أحد الناجين من الكمين- أنه ذهب لإحضار الطعام من بقالة قريبة. وعند عودته شاهد آليات ومدرعات للجيش تتوجه نحو المنطقة. ولم يستطع الاقتراب من المنطقة أكثر بسبب التشديد الأمني في المنطقة حينها.

وبحسب الناجي تم إنشاء ثلاثة أطواق أمنية حتى لا يتمكن أحد من الهرب.

وكشف غالول أن ثلاثة فقط من المقاتلين نجوا من الكمين وهم “وليد زادة” وعنصر من آل السراقبي والقيادي “أبو أسعد النمر”. الذي أصيب بتسع طلقات في أنحاء مختلفة من جسده. واعتقل بعد إصابته ليقضي تحت التعذيب في السجن عام 2014.

 

المصدر: (وطن)

اقرأ أيضا:

بعد ساعتين من اعتقاله .. مقتل شاب تحت التعذيب بسجون “فيلق الشام” في ريف حلب (صور)

هكذا صفى النظام الضابط الدمشقي “كمال مقصوصة” لأنه عارض الأسد

مهددة بالترحيل إلى سوريا .. احتجاز سورية مع طفليها في سجن الشميسي السعودي

“سوق للجثث وسمسرة مُربحة على الرفات”.. تحقيق استقصائي سوري يفوز بجائزة عالمية

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.