الرئيسية » الهدهد » إذا أردت فهم ما يدور في ذهن بوتين بالنسبة لأوكرانيا الآن .. تذكر ما حصل عام 1989

إذا أردت فهم ما يدور في ذهن بوتين بالنسبة لأوكرانيا الآن .. تذكر ما حصل عام 1989

وطن – نشرت صحيفة “ذا صن” البريطانية مقال رأي للنائب عن حزب المحافظين، توم توجندهات، تحدث من خلاله عن الأزمة الروسية الأوكرانية وخاصة ماذا يدورحاليا في ذهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يقول توجندهات “إذا كنت تريد أن تفهم ما يدور في ذهن فلاديمير بوتين. فعليك تذكر ما حصل عند سقوط جدار برلين في عام 1989.”

سقوط جدار برلين

في تلك الفترة، أشار توجندهات إلى أن بوتين كان رائدًا في وكالة الاستخبارات السوفياتية KGB، التي اتخذت من دريسدن بألمانيا الشرقية مقرا لها.

عالم بوتين كله – الذي شهد سقوط أجزاء من أوروبا الشرقية تحت سيطرة الشيوعية والإمبراطورية السوفيتية – كان ينهار حوله.

عندما حاولت حشود من المتظاهرين اقتحام مقر KGB في مدينة دريسدن الألمانية، أشارت تقارير في وقت لاحق إلى أن بوتين كان ينتظرهم بمسدس.

وبحسب شاهد عيان تحدث إلى قناة “آر تي” الروسية، فقد حذر بوتين الحشود من أن المبنى تابع للأراضي السوفيتية، مهددا بإطلاق النار على كل من أراد الدخول إليه.

وأشار توجندهات إلى أنه سواء أكان ذلك الكلام صحيحا أم لا، فهو يعكس في الواقع محاولة بوتين تطويق أوكرانيا – التي كانت أيضًا جزءًا من النظام السوفيتي القديم – بكل القوة التي يمكنه حشدها.

رجل عصابات

وصف الكاتب الرئيس الروسي بأنه “رجل عصابات” من الطراز القديم مدفوع بجنون العظمة ورغبة الطاغية في بث الخوف.

يُعد الرئيس الروسي حملة إبتزاز من خلال حشد الآلاف من الجنود على حدود أوكرانيا.

ويقول الكاتب أنه حتى يقع ابتزاز الآخر، فإن أول شيء عليك القيام به هو جعل كل من تريد حمايته – في هذه الحالة أوكرانيا – يشعر بالخوف.

ثم تحاول بعد ذلك التأكد من أن الضحية (أوكرانيا) لا تثق بالشرطة – الذين هم في هذه الحالة حلف الناتو.

التعطش إلى الفوضى

أكد الكاتب أن تصرفات بوتين تتمحور حول جعل الناس يعتقدون أن الناتو منقسم ولن يقاتل – وأنه من الأفضل أن يكون مع رجل العصابات من أجل الحماية.

إن يوتين بعيد كل البعد عن العبقرية التكتيكية لألعاب الحرب التي تصورها بعض الأوساط.

على الرغم من أفعاله على مدار العقد الماضي – بما في ذلك الاستيلاء على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 وهجوم الانفصاليين في شرق البلاد – فإن الناتو أصبح أقوى.

تنفق دول التحالف أكثر على الدفاع وهي أكثر اتحادًا مما كانت عليه في عام 2014.

العلاقات الأوكرانية الروسية

كان معظم الأوكرانيين مؤيدين نسبيًا لروسيا وسعداء جدًا بعلاقتهم مع موسكو.

أما اليوم، فإن معظم الأوكرانيين لا يريدون أي شي منه، ويخافون من الكرملين كما يريدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي حسب قول الكاتب.

وهذا تغيير شامل في مصالح روسيا وهو خطأ بوتين بالكامل.

حيث ما ينجح – وهو أمر سهل – فإنه يخلق الفوضى. والقادة السيئون بالنسبة للكاتب يخلقون الفوضى لمنع أعدائهم من التوحد ضدهم.

لكن الفوضى لا تستمر إلا قليلا. وما يحصل في النهاية هو أن الناس يسأمون من ذلك.

كما يرى الكاتب إنه أمر سيء بالنسبة للجميع باستثناء زعيم أناني للغاية وهو بوتين. وما يحصل في النهاية هو أن الناس يبحثون عن خيارات مختلفة.. ولهذا السبب تريد أوكرانيا الآن الانضمام إلى الناتو.

طاولة بوتين وماكرون تثير موجة من السخرية

ملاحظة أخرى يمكن معرفتها حول ما يدور في ذهن بوتين هي صورة تلك الطاولة “المضحكة” التي يبلغ طولها 4 أمتار 20 قدمًا والتي فصلته عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقائهما الأخير بموسكو.

ويبدو أن السبب وراء قيامه بذلك حسب الكاتب – هو أنه مصاب بهوس النظافة مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

كان ماكرون قد رفض بحكمة إجراء فحص فيروس كورونا لمنع الروس من وضع أيديهم على حمضه النووي.

الغزو الروسي لأوكرانيا

في ظل الأزمة مع أوكرانيا، هناك العديد من الفرضيات وفقََا للكاتب حول تطور الأوضاع أكثرها واقعية تقول أن الرئيس الروسي سيقوم بإرسال دبابات وبضع طائرات هليكوبتر أو أي شيء من هذا النوع حتى يفقد أعداؤه توازنهم.

يرى الكاتب إن الرئيس الروسي متعطش إلى عدم اليقين. كما يعتقد أن مصلحة الرئيس هي إبراز أن حلفاء الناتو غير موحدين.

كما يريد بوتين أن يُظهر أن بريطانيا منفصلة عن أصدقائها الأوروبيين، وأن فرنسا لها أجندتها الخاصة بها، وأن ألمانيا مهتمة أكثر بالطاقة والمال.

وخلص الكاتب في النهاية إلى حقيقة أن بوتين لديه موقع لعب يحبه. إذ يمكنه أن يلغي الغزو الروسي لأوكرانيا غدًا ثم المطالبة بالنصر والرحيل. أو يستطيع أن يترك أوراقه على الطاولة ليرى هل أن السعر الذي يمكنه استخراجه من الغرب سيرتفع أكثر.

(المصدر: ذا صن

اقرأ أيضاً: 

الدبلوماسية لا يزال بإمكانها حل الأزمة .. هل تراجع بوتين عن غزو أوكرانيا؟ (صور)

غزو أوكرانيا .. لماذا فقدت واشنطن عقلها بشأن كييف!؟

“فيديو دعائي وجثث وممثلين”.. روسيا تخطط “لهجوم كاذب” لإيجاد ذريعة لغزو أوكرانيا

الصراع بين روسيا وأوكرانيا: ما القوة العسكرية التي تمتلكها كل دولة؟

حُب في زمن الحرب .. الرئيس الأوكراني يتحدّى الغزو بالقُبُلات مع زوجته (فيديو)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.