الرئيسية » الهدهد » ابن زايد يعيد ترتيب أولوياته .. قراءة في زيارة أردوغان للإمارات بعد عقد جليدي

ابن زايد يعيد ترتيب أولوياته .. قراءة في زيارة أردوغان للإمارات بعد عقد جليدي

وطن – سافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، الاثنين، إلى الإمارات في رحلة تشير إلى مزيد من التحسن في العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بسبب نهج البلدين تجاه جماعة الإخوان في أعقاب الربيع العربي 2011.

ووصل أردوغان إلى أبوظبي العاصمة الإماراتية، بعد زيارة قام بها الزعيم الفعلي للبلاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا في نوفمبر.

وقد استقبل الشيخ محمد وهو أيضًا ولي عهد أبوظبي، أردوغان وأشرف على استقبال حرس الشرف للرئيس التركي في قصر الوطن.

وقبل مغادرته تركيا قال أردوغان إنه يأمل أن تعزز زيارته “الإمكانات الكبيرة” للتجارة بين البلدين.

كما تعد الإمارات العربية المتحدة سوقًا اقتصاديًا مهمًا لتركيا وموطنًا للعديد من المواطنين الأتراك.

بينما قال أيضا إن زيارة الشيخ محمد السابقة تمثل “مرحلة جديدة” من العلاقات بين البلدين.

وبحسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” ترجمته (وطن) فإنه بالنسبة للبلدين. تتوج الزيارة تقاربًا استمر لشهور، وتولد جراء جائحة فيروس كورونا والضرورة الجيوسياسية.

“الإخوان” والإمارات

وكانت العلاقات توترت إلى حد كبير بسبب دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، والتي تعتبرها الإمارات العربية المتحدة بمثابة تهديد للأمن القومي يمكن أن يقلب حكمها الوراثي في ​​اتحاد المشيخات السبع.

وتشتبه أنقرة في أن الإمارات دعمت شبكة يقودها فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. وتتهمه تركيا بتدبير انقلاب فاشل استهدف أردوغان في 2016.

كما دعمت الدولتان ـ وفق التقرير ـ الأطراف المتصارعة في ليبيا. في حين أصبحت دبي موطنًا لعصابة تركية عرضت مقاطع الفيديو الخاصة بها على الإنترنت العام الماضي.

وكشفت هذه المقاطع عن الفساد المزعوم في حزب أردوغان العدالة والتنمية. وتوقفت هذه المقاطع عن النشر بعد التقارب التركي الإماراتي.

إعادة ترتيب الأولويات

وأعادت أبو ظبي صياغة نهج أكثر عدوانية في التعامل مع الخصوم الإقليميين. بعد سحب قواتها إلى حد كبير من الحرب في اليمن.

وبعد إنهاء دورها في مقاطعة أربع دول لقطر المتحالفة مع تركيا، سعت الإمارات إلى إصلاح العلاقات مع أنقرة وسط هجمات في أنحاء المنطقة. ناجمة عن انهيار الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية.

وفي تركيا يواجه أردوغان البالغ من العمر 67 عامًا أزمة اقتصادية وانخفاض قيمة الليرة، وهو أمر ألقى الاقتصاديون باللوم فيه على تخفيضات أسعار الفائدة.

وحفزت أسعار الفائدة المنخفضة النمو الاقتصادي في جميع أنحاء تركيا.

كما أصبح أردوغان أكثر استبدادية في فترة حكمه التي استمرت قرابة عقدين من الزمن في تركيا. الدولة التي يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة.

واتفقت الإمارات موطن دبي أيضًا ، في يناير على صفقة مقايضة عملات تعادل 4.74 مليار دولار لتعزيز احتياطيات تركيا من العملات الأجنبية المستنفدة.

وخلال زيارة الشيخ محمد إلى تركيا في الخريف الماضي، قال مسؤولون إماراتيون إن الإمارات ستخصص 10 مليارات دولار للاستثمار في تركيا.

بعد أعوام من القطيعة والردح الإعلامي

وكان ولي عهد أبوظبي قد زار تركيا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021. ووقع حينها عددا من الاتفاقيات ولا سيما في المجال الاقتصادي والاستثماري.

ويشار إلى أنه بعد أعوام من القطيعة وتحول منابرها الإعلامية لمنابر “ردح” ضده وضد سياساته. احتفت دولة الإمارات بشكل مبالغ فيه بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقرر إتمامها اليوم، الاثنين.

ونشر السفير التركي في أبوظبي، طوغاي طونجر، عبر حسابه في “تويتر” مقطعا مصورا لبرج خليفة مرفقا به عبارة: “يوم تاريخي في العلاقات الإمارتية التركية. ترحيب حار من الإمارات العربية المتحدة بالرئيس أردوغان”.

ووفقا للمقطع المصور الذي رصدته “وطن”، فقد ظهر البرج متوشحا بالعلم التركي مع عزف النشيد الوطني للجمهورية التركية.

ورافق ذلك أيضا، أضاء البرج بعبارة “Hoş geldiniz” (أهلا بكم) باللغة التركية. إضافة إلى عبارة “الإمارات وتركيا علاقات استراتيجية” باللغتين العربية والإنجليزية.

من جانبه، علق المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، على الزيارة الأولى منذ سنوات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات. معتبرا أنها ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وقال “قرقاش” في تدوينة له عبر “تويتر” مرحبا بالزيارة:”زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، والتي تأتي بعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الجمهورية التركية. تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين. وتنسجم مع توجه الإمارات نحو تعزيز جسور التواصل والتعاون الهادفة للاستقرار والازدهار في المنطقة”.

وأكد على أن “الإمارات مستمرة في تعزيز قنوات التواصل مع مختلف الدول. حرصا منها على دعم استقرار وازدهار المنطقة ورفاه شعوبها”.

 

(المصدر: وطن – اسيوشيتد برس)

إقرأ أيضاً:

حمزة تكين يتحدث لـِ”وطن” عن لقاء محمد بن زايد وأردوغان وانعكاس التقارب على المنطقة

زيارة أردوغان إلى الإمارات .. كيف ستنعكس على تركيا اقتصاديا؟

الإمارات وتركيا تعلنان اتفاقا لتبادل العملات بهذا المبلغ الضخم

طائرات F-35: هل استخدمت أميركا مع الإمارات نفس أسلوبها مع تركيا لحرمانها من المقاتلات؟!

هل لزيارة محمد بن زايد الى تركيا علاقة برغبته تولي حكم الإمارات رسمياً!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.