الرئيسية » حياتنا » أيتام استخدموا كأوعية لنقل اللقاحات .. هكذا حاربت إسبانيا الجدري!

أيتام استخدموا كأوعية لنقل اللقاحات .. هكذا حاربت إسبانيا الجدري!

وطن – في القرن الثامن عشر الميلادي، كان مرض الجدري منتشرًا، خاصة في المدن المزدحمة بالسكان فتنتشر العدوى بسهولة.

لم يكن هناك علاج، وكانت الطريقة الوحيدة التي تم تطويرها للتعامل مع المرض في ذلك الوقت هي إصابة الأشخاص عن عمد بجرعة صغيرة من صديد الجدري، المعروف باسم التجدير. على أمل أن تتطور عدوى خفيفة وبعد ذلك سيكتسب المريض مناعة. حسب تقرير لموقع “iflscience” الأمريكي.

من هو مكتشف لقاح الجدري؟

في غضون ذلك، قرر الطبيب الريفي إدوارد جينر – بعد أن سمع أخبارا مفادها أن المزارعات اللواتي يحلبن الأبقار محصنات ضد الجدري بسبب العدوى المكتسبة من جدري البقر – إجراء اختبارًا عندما أصيب أحد مرضاه بالجدري.

وقام بإجراء تجربة على سارة نيلمز وهي شابة تحلب الأبقار جاءت إليه مصابة بجدري البقر. والذي يمكن أن يستخدمه جينر لنقل العدوى عمدا لمعالجة بعض الأطفال.

فقام باستخلاص صديد من جرح يدها وأدخلها في خدوش جلد ابن بستاني بالغ من العمر 8 سنوات. قبل أن يصاب هذا الأخير بمرض الجدري.

قام بعدة تجارب أخرى بعد تلك التجربة، والتي من المحتمل أن تثير قضايا أخلاقية عديدة في الوقت الحاضر وكان أن حصل العالم على لقاحه الأول. إلا أن جائحة الجدري لم تنتهي بعد.

جائحة الجدري

لقد واجه الناس في تلك الفترة نفس التحديات التي نواجهها نحن اليوم مع جائحة فيروس كورونا “COVID-19” حيث يعاني معظم العالم من هذا المرض وفي أمس الحاجة إلى اللقاحات.

وقد كان للعالم أن ينتظر حتى سنة 1980 ليقضي نهائيا على مرض الجدري، بعد برنامج استئصال عالمي استغرق أكثر من قرن.

عملية بالميس

لكن في الأيام الأولى للقاح الجديد الذي تم تطويره من قبِل إدوارد جينر، كانت هناك محاولة لتوفير اللقاحات للبلدان الأخرى والتي أصبحت البرنامج الأول في صحة العالمية في التاريخ سميت “بعملية بالميس”.

في عام 1803، قرر ملك إسبانيا الرابع، الملك تشارلز إرسال اللقاحات إلى المستعمرات الإسبانية النائية في أمريكا، فضلا عن الموارد اللازمة للمستعمرات لبدء برنامج التطعيم الخاص بها.

كما أنه أصيب الملك بدوره بالجدري، وفقد العديد من أفراد عائلته بسبب المرض.

كانت المشكلة أن الصديد الذي يقع استخراجه من بثور شخص مصاب بالجدري وإدخالها في جروح سطحية على جلد شخص آخر سليم يمكن أن يظل قابلاً للحياة بضعة أيام فقط.

وبحلول الوقت الذي تُوصل فيه هذه اللقاحات إلى أمريكا، ستكون العينات بالتالي غير ناجعة.

اقترح الفريق نقل الأبقار إلى المستعمرات، والمحافظة على العدوى التي تحملها طوال الطريق. ولكن تم رفض الفكرة بسبب صعوبة نقل الأبقار.

ثم توصلوا إلى طريقة أخرى أحسن لكن مشكوكًا فيها وإن كانت غير محبذة أخلاقيا تمكن من نقل المرض حيا.

أيتام تم استخدامهم كأوعية لنقل اللقاح

فتم إذن تخزين اللقاحات في أجسام بعض الأيتام.

إذا كان هناك شيء ينقص العالم في ذلك الوقت هم الأيتام، الذين لا يتطلب توفيرهم مشكلة.

وأخذت السفينة 22 يتيمًا تتراوح أعمارهم بين 3-9 أعوام، وأبقيت العدوى حية من خلال نقل العدوى الى طفلين. ثم تم استخدام القيح من بثورهم لإصابة طفلين آخرين بالعدوى.

عندما وصلوا إلى وجهتهم، قدموا اموالا للعائلات المحلية لنقل العدوى إلى أطفالهم، للإبقاء على المرض حيا وقابل لتحصين الناس ضد الجدري الأكثر فتكًا.

من المحتمل أن هذه الرحلة أنقذت أرواحًا لا تعد ولا تحصى، على الرغم من التشكيك في أخلاقية طريقة تخزين المرض داخل بعض أجسام الأيتام. ثم إرسالهم في رحلة شديدة الصعوبة رغم أنهم يعانون من المرض.

(المصدر: iflscience) 

اقرأ أيضاً: 

صورتان بالأشعة السينية تُظهران ماذا يحدث لرئتي من تلقى لقاحات كورونا ومن لم يأخذها

دراسة جديدة: جرعتان من اللقاح وعدوى سابقة توفر حماية بنسبة 90% ضد كورونا

دراسة جديدة: لقاح mRNA يمكن أن يحمي من سرطان الجلد

العالم في عام 2022: مخاطر مناخية أكبر ومزيد من الثقة في اللقاحات والاقتصاد

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.