الرئيسية » الهدهد » مفتون به ويحب كل ما يفعله.. فايننشال تايمز: بوتين نموذج لجيل جديد من الاستبداديين مثل “ابن سلمان”

مفتون به ويحب كل ما يفعله.. فايننشال تايمز: بوتين نموذج لجيل جديد من الاستبداديين مثل “ابن سلمان”

وطن – كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح نموذجا وقدوة لجيل جديد من القادة الاستبداديين. مؤكدة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أحد أكثر القادة المعجبين به. موضحة انه “مع صعوده إلى السلطة قال بعض المستشارين البريطانيين؛ إن ابن سلمان مفتون جداً ببوتين ويحب كل ما يفعله”

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من الانقسام في العالم الغربي حول كيفية التعامل مع الرئيس الروسي “بوتين”. إلا أن الجميع متفق على شيء واحد، وهو أن الرئيس الروسي هو “الشرير” في هذه الدراما بالذات.

مجموعة من قادة العالم معجبون بالرئيس الروسي بوتين

وأوضحت الصحيفة أنه من أكثر السمات الكاشفة والكئيبة للسياسة الدولية هو وجود “طائفة بوتين”. لافتة إلى أن هناك مجموعة كبيرة من قادة العالم والشخصيات السياسية المؤثرة الذين يعجبون بشدة به. حيث ينادي المعجبين به في جميع أنحاء العالم الممتدون من آسيا والشرق الأوسط وأمريكا وأوروبا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما ظهر بوتين لأول مرة كزعيم لروسيا في 1999-2000، بدا وكأنه حالة شاذة – قومي قوي في عصر العولمة التكنوقراطية-. مشيرة إلى تصريح سابق للمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، وقولها ذات مرة إلى أن بوتين كان يحاول تطبيق تقنيات القرن التاسع عشر على حقبة أخرى.

وتابعت الصحيفة أنه في الوقت الذي يتم فيه تحدي القيم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، يبدو بوتين بشكل متزايد وكأنه رجل توقع مستقبل السياسة العالمية بدلاً من أن يكون من بقايا الماضي. حيث اجتذب الزعيم الروسي المعجبين الذين أعجبوا بقسوته واستعداده لاستخدام العنف وتحديه الرجولي لـ “الصواب السياسي” وأسلوب القيادة الاستبدادي.

وأكدت الصحيفة على أن أحد المخاطر الرئيسية للأزمة الحالية في أوكرانيا يتمثل في أنه إذا خرج بوتين منتصرًا. فإن أسلوب قيادته سيكتسب المزيد من الاحترام والتقليد في جميع أنحاء العالم. حيث ستبدو عمليات الاستيلاء على الأراضي والتهديدات العسكرية والأكاذيب والقتل مثل تقنيات الفائز.

وأوضحت ان بوتين عمل بالفعل كنموذج لجيل جديد من القادة الاستبداديين والشعبويين. بما في ذلك في أوروبا والولايات المتحدة. لافتة إلى أنه كان على دونالد ترامب أن يكون خجولًا بعض الشيء بشأن إعجابه ببوتين، إلا أن بعض المقربين من الرئيس الأمريكي السابق كانوا أكثر انفتاحًا. حيث أنه عد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014 ، أشاد رودي جولياني ببوتين قائلاً: “إنه يتخذ القرار وينفذه بسرعة. . . هذا ما تسميه القائد”.

ووفقا للصحيفة، فإنه خلال الأزمة الحالية حول أوكرانيا، دعم تاكر كارلسون، المعلق الأكثر نفوذاً على قناة فوكس نيوز، بوتين علناً.

معجبون آخرون

وكمثال آخر على المعجبين به، قالت الصحيفة إن فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر والذي نصب نفسه بطل “الديمقراطية غير الليبرالية” في الاتحاد الأوروبي، سيزور بوتين هذا الأسبوع. حيث سبق له أن قال في الماضي، إن على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بأن “بوتين جعل بلاده عظيمة مرة أخرى”. مشيرة إلى انه اقتدى ببوتن  ونصب نفسه على أنه بطل أقلية في أوكرانيا – “المجريون العرقيون”.

ومن بين المعجبين البارزين الآخرين لبوتين في أوروبا الغربية، نايجل فاراج، المناضل المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وماتيو سالفيني، زعيم رابطة اليمين المتطرف في إيطاليا ونائب رئيس الوزراء السابق.

وتعليقًا على قوات بوتين في الشرق الأوسط، قال فاراج: “الطريقة التي لعب بها الدور في سوريا بأكملها متألقة”. في حين التقط سالفيني ذات مرة صورًا في الميدان الأحمر مرتديًا قميص بوتين.

ووفقا للصحيفة، يمتد نادي المعجبين ببوتين إلى آسيا والشرق الأوسط، حيث اتُهم الزعيم الفلبيني رودريغو دوتيرتي على نطاق واسع برعاية فرق الموت خلال فترة رئاسته، وعندما سُئل دوتيرتي عن زعيم العالم الذي يحظى بإعجاب أكبر، أجاب: “بطلي المفضل هو بوتين”.

وأوضحت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وهو رجل صارم آخر قد استمتع بالسفر إلى روسيا لمناقشة الجغرافيا السياسية مع بوتين. حيث أنه خلال حملته لإعادة انتخابه في عام 2019 ظهر ملصق للزعيم الإسرائيلي يصافح بوتين، تحت شعار “نتنياهو: في فئة خاصة به”.

وتابعت الصحيفة أن بوتين يتمتع بعلاقات مع قادة أقوياء في أماكن أخرى من الشرق الأوسط؟ حيث سبق وأن أهدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر ، بندقية كلاشينكوف. في حين بدا السيسي الذي قتلت قواته الأمنية مئات المتظاهرين في شوارع مصر، مسرورًا بالهدية.

ابن سلمان

وبالنسبة للزعيم الفعلي للسعودية، ولي العهد محمد بن سلمان، اكدت الصحيفة أنه معجب آخر ببوتين. موضحة أنه عندما وصل إلى السلطة، أشار بعض المستشارين البريطانيين لابن سلمان إلى إعجابه المذهل ببوتين، قائلين: “لقد كان مفتونًا به … لقد أحب ما كان يفعله”.

ولفتت الصحيفة إلى أن التعاطف بين السعوديين والروس أخذ بعدًا جديدًا بعد اتهام محمد بن سلمان بإصدار الأمر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. حيث بدا للحظة أن محمد بن سلمان معرض لخطر أن يصبح منبوذًا دوليًا، ليأتي بوتين للترحيب به في نادي زعماء العالم، وهي أول قمة لمجموعة العشرين حضرها محمد بن سلمان بعد اغتيال خاشقجي. حيث حصل الزعيم السعودي على ” هاي فايف” من بوتين المبتسم، في حين اتُهم بوتين نفسه فيما بعد بالتغاضي عن محاولة اغتيال زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني.

ولفتت الصحيفة إلى ان تلك المصافحة الفخمة بين بوتين وابن سلمان تلامس قلب عباد بوتين الدولي. موضحة أنه غالبًا ما يكون أعظم المعجبين بالزعيم الروسي، مثل دوتيرتي ومحمد بن سلمان، يشاركونه ولعه بالعنف وتجاهل حقوق الإنسان.

واعتبرت الصحيفة أنه بناء على كل ما سبق، فإن المواجهة الحالية بين روسيا والغرب تدور حول أكثر من استقلال أوكرانيا. على الرغم من أهمية ذلك. قد تحدد نتيجة الأزمة أيضًا نغمة السياسة العالمية. إذا واجه بوتين الديمقراطيات الغربية. فإن أسلوبه العنيف والقوي في القيادة سيبدو مثل موجة المستقبل.

(المصدر: فايننشال تايمز – ترجمة وطن)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.