الرئيسية » تقارير » تبون في ضيافة السيسي بأول زيارة لرئيس جزائري لمصر منذ سنوات .. هل يتغير موقف القاهرة من المغرب؟

تبون في ضيافة السيسي بأول زيارة لرئيس جزائري لمصر منذ سنوات .. هل يتغير موقف القاهرة من المغرب؟

وطن – في أول زيارة لرئيس جزائري إلى مصر منذ ما يقرب من 14 عاما وصل الاثنين، الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، إلى القاهرة في زيارة رسمية تستغرق يومين.

عبدالمجيد تبون في مصر للقاء السيسي

وكانت آخر زيارة رئاسية إلى مصر حدثت من قبل الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة عام 2008، بينما زار السيسي الجزائر عام 2014 في أول زيارة رسمية خارجية له بعد توليه السلطة في نفس العام.

ويشار إلى أن زيارة تبون للقاهرة تأتي بعد حوالي أسبوع من استقبال السيسي، لوزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة.

هذا ونشر حساب الرئاسة الجزائرية بتويتر صورا من استقبال رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، لنظيره الجزائري في مطار القاهرة الدولي.

ودفعت هذه الزيارة المفاجئة المحللين للتساؤل عن سببها وأهداف تبون من ورائها. خاصة في ظل الأزمة الدبلوماسية الحادة التي تعيشها الجزائر مع جارتها المغرب. والتي وصلت إلى درجة قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وسحب السفراء.

واللافت أيضا أن سفير مصر لدى المغرب ياسر مصطفى كمال عثمان، أصدر تصريحات أثارت جدلا واسعا تزامنا مع زيارة الرئيس الجزائري لمصر.

مصر قطعت الطريق على تبون ودعمت المغرب

حيث أكد السفير المصري بالرباط في حوار له كع صحيفة “هسبريس” المغربية، أن مصر تدعم بقوة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وأن القاهرة لا تعترف بما تسمى جبهة “البوليساريو” ولا تقيم أي علاقات معها.

https://twitter.com/HassaneMeknes3/status/1485685716990545922

الأمر الذي فسره ناشطون مغاربة بأن مصر قطعت الطريق على تبون قبل الزيارة. وحددت موقفها من الأزمة بدعمها للمغرب.

ولفت البعض إلى أن هذه التصريحات تدل على أن زيارة تبون للقاهرة ستكون كعدمها. إذا كان هدف الرئيس الجزائري من ورائها هو كسب دعم مصر ضد المغرب.

وكان السفير ياسر مصطفى أشار في حواره أيضا إلى أن القاهرة ترفض أي تدخل في شؤون المغرب الداخلية. مشيرا أن مصر كانت قد شاركت في المؤتمر الدولي الذي نظمته المغرب وأمريكا لدعم خطة الحكم الذاتي في يناير 2021.

الخلاف بين المغرب ومصر تم طيه

وفي حوار لصحيفة “هسبريس” المغربية أكد السفير المصري لدى المغرب أيضا، أن الخلاف الأخير بين المغرب ومصر بشأن التبادل التجاري جرى طيه بعد مشاورات بين مسؤولين من البلدين.

كما كشف عثمان أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، يستعد للقيام بزيارة إلى المغرب. بدعوة من نظيره المغربي ناصر بوريطة.

مضيفا أن ذلك يأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية.

وبشأن العلاقات المغربية المصرية قال “عثمان” في حديثه لـ”هسبريس” إن العلاقات بين الرباط والقاهرة متجذرة وتاريخية وقديمة. وقامت على مشتركات بين الشعبين والبلدين حتى منذ قبل الإسلام”.

وتابع:”بخصوص التعاون بين البلدين أستطيع أن أقول بكل أريحية إن العلاقات متينة. ولا يوجد خلاف بينهما في أي موضوع وأي ملف.”

أهداف زيارة تبون المعلنة

وبحسب وسائل إعلام جزائرية فإنه من المنتظر أن يناقش تبون مع السيسي عدة ملفات إقليمية أهمها الوضع في ليبيا.

وخاصة بعد فشل إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد مسبقاً الشهر الماضي، بالإضافة إلى الشأن التونسي والقضية الفلسطينية.

كذلك أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس الجزائري ونظيره المصري، سيجريان مباحثات حول إمكانية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

تبون يلتقي بالجالية الجزائرية في مصر

من جانبها ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التقى مساء الاثنين، بمقر إقامته في قصر القبة بالقاهرة، بممثلين عن الجالية الوطنية بمصر. و ذلك بمناسبة زيارة العمل والاخوة التي يقوم بها للقاهرة.

هذا ويرافق الرئيس الجزائري في هذه الزيارة، وفد وزاري يتكون من وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة. ووزير التعليم العالي و البحث العلمي عبد الباقي بن زيان.

بالإضافة إلى الوزير المنتدب لدى الوزير الاول المكلف باقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة ياسين المهدي وليد. ووزيرة الثقافة وفاء شعلال.

تأجيل القمة العربية في الجزائر بسبب الأزمة مع المغرب

وكان مسؤول رفيع في الجامعة العربية أعلن أنه تم تأجيل القمة المزمع عقدها بالجزائر بسبب أزمة كورونا. لكن مراقبين ألمحوا إلى أن أسبابا سياسية قد تكون وراء التأجيل. وتحديدا الصراع الحالي بين المغرب والجزائر.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في تصريحات متلفزة، الجمعة، إنه بالتشاور مع دولة الاستضافة وهي الجزائر، كان لديهم تفضيل أيضا لتأجيل القمة. لأن هذه الفترة تشهد ارتباكا بسبب وضع كورونا.

إلغاء القمة أو نقلها إلى دولة أخرى

من جانبه نقل موقع “le360″ المغربي عن مصدر وصفه بالمطلع من القاهرة، أن اجتماعا وزاريا سيعقد في مارس بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة”.

لافتا إلى أنه خلال هذا الاجتماع، سيتعين على الجزائر أن تقدم قائمة الالتزامات البروتوكولية والإدارية على حد سواء.

وإذا لم تكن ترغب في رؤية التأجيل إلى أجل غير مسمى يتحول إلى إلغاء القمة أو نقلها إلى دولة أخرى، وفق ما ذكر الموقع.

وأضاف الموقع أن “قائمة التزامات هذه القمة تحدد من قبل الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وليس الدولة المضيفة”.

أزمة الجزائر والمغرب

وكانت الجزائر قطعت علاقاتها مع المغرب للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، على خلفية الخلاف حول ملف الصحراء الغربية. واتهام الجزائر بدعم جبهة “البوليساريو”.

وتم لاحقا إعادة العلاقات في الثمانينيات، لتعود وتتدهور مع إغلاق الحدود بين البلدين عام 1994.

وفي أغسطس الماضي، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب.

وفي أكتوبر، أعلن عبدالمجيد تبون “عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب”.

كما ساهمت اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل بتوتير العلاقات مع الجزائر.

وفي نوفمبر الماضي، اعتبر رئيس مجلس الأمة الجزائري، صلاح قوجيل أن بلاده “هي المستهدفة” بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتس” للمغرب. حيث وقع البلدان اتفاقا للتعاون الأمني.

جبهة البوليساريو أساس الأزمة

ويشار إلى أن الجزائر تقدم الدعم والمساندة لجبهة “البوليساريو” التي تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء منذ 1976.

حيث تريد هذه الجبهة الاستقلال التام عن المغرب، بينما يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه.

وقدم المغرب مشروعا للحكم الذاتي لإقليم الصحراء تحت السيادة المغربية. لكن الجزائر و”البوليساريو” رفضتاه.

وقررت الجزائر في 24 أغسطس الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط.

ثم أعلنت بعد ذلك بشهر إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

(المصدر: وطن – مواقع الكترونية)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.