الرئيسية » حياتنا » مركبة فضائية تكشف علامات “محيرة” لوجود حياة على المريخ

مركبة فضائية تكشف علامات “محيرة” لوجود حياة على المريخ

نشر موقع “livescience” تقريرا تحدث فيه عن المسبار “كيوريوسيتي” التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) الذي اكتشف بعض المركبات العضوية على الكوكب الأحمر. والتي يمكن أن تكون علامات على وجود حياة قديمة على المريخ. إلا أن الأمر سيستغرق الكثير من العمل لاختبار هذه الفرضية.

أفاد باحثون في دراسة جديدة أن بعض عينات الصخور المسحوقة التي جمعها المسبار المتجول كيوريوسيتي على مر السنين. تحتوي على مواد عضوية غنية بنوع من الكربون يرتبط هنا على الأرض بالحياة.

كوكب المريخ

لكن المريخ مختلف تمامًا عن كوكبنا، ولا تزال العديد من العمليات التي تحدث على المريخ غامضة لذلك من السابق لأوانه معرفة سبب إنتاج المواد الكيميائية المثيرة للاهتمام حسب ما أكده فريق الدراسة.

وفي بيان، قال بول ماهافي، الذي عمل كمحقق رئيسي لتحليل العينات في مختبر الكيمياء بالمريخ على متن مركبة كيوريوسيتي”نجد أشياء مثيرة للاهتمام على سطح المريخ. لكننا نحتاج حقًا إلى مزيد من الأدلة لنقول إننا وجدنا حياة هناك”.

اقرأ أيضا: اكتشاف جديد لـِ”ناسا” على المريخ .. ماذا وجد المسبار “كيوريوسيتي”؟ (فيديو)

قرابة عقد من تحليل العينات

هبطت المسبار المتجول كيوريوسيتي داخل فوهة غيل كريتر في المريخ البالغ عرضها 96 ميلًا (154 كيلومترًا) في أغسطس 2012 في مهمة لتحديد ما إذا كان يمكن للمنطقة أن تدعم الحياة الميكروبية.

وسرعان ما كشف فريق كيوريوسيتي أن فوهة غيل كانت بيئة محتملة للحياة منذ مليارات السنين.

في هذه الدراسة الجديدة، نظر فريق البحث في عشرين عينة من مسحوق الصخور التي جمعتها المسبار المتجول كيوريوسيتي باستخدام جهاز للثقب في مجموعة متنوعة من المواقع بين أغسطس 2012 ويوليو 2021. كما فحصت العينات في مختبر صغير على المسبار نفسه. والذي يمكنه تحديد وتمييز المواد العضوية – الجزيئات المحتوية على الكربون والتي تشكل اللبنات الأساسية للحياة على الأرض.

نتائج الدراسة

وجد العلماء أن ما يقرب من نصف هذه العينات كانت غنية بالكربون -12، وهو أخف نظيرين للكربون المستقرين، مقارنة بالقياسات السابقة للنيازك المريخية والغلاف الجوي للمريخ. (النظائر هي نسخ لعنصر تحتوي على أعداد مختلفة من النيوترونات في نواتها الذرية. يحتوي الكربون 12 على ستة نيوترونات، والكربون 13 وهو الأقل وفرة يحتوي على سبعة نيوترونات.)

تم الحصول على هذه العينات عالية الكربون 12 من خمسة مواقع مختلفة داخل فوهة غيل. وكلها تضمنت أسطحًا قديمة تم حفظها جيدًا على مر العصور.

على الأرض، تستخدم الكائنات الحية الكربون -12 في عمليات التمثيل الغذائي. وفي هذا السياق، قال أعضاء فريق الدراسة إن دورات الكربون على المريخ لم يتم فهمها جيدًا بما يكفي لعمل افتراضات مماثلة على الكوكب الأحمر.

تفسيرات لاكتشاف الكربون

بعد تحليل العينات، توصل الباحثون إلى ثلاثة تفسيرات محتملة لإشارة الكربون .الأول يتضمن ميكروبات مريخية تنتج غاز الميثان، والذي تم تحويله بعد ذلك إلى جزيئات عضوية أكثر تعقيدًا بعد التفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية (UV) في هواء الكوكب الأحمر. ثم سقطت هذه المواد العضوية الكبيرة مرة أخرى على سطح الأرض التي جمعها المسبار المتجول كيوريوسيتي كعينات.

لكن التفاعلات المماثلة التي تضم ضوء الأشعة فوق البنفسجية وثاني أكسيد الكربون غير البيولوجي. الذي يشكل كمية كبيرة من الغلاف الجوي لكوكب المرّيخ، يمكن أن تكون قد حققت النتيجة أيضًا. قال الباحثون إنه من الممكن أيضًا أن يكون النظام الشمسي قد عبر خلال سحابة جزيئية عملاقة غنية بالكربون 12 منذ فترة طويلة.

في البيان نفسه، قال مؤلف الدراسة والجيولوجي كريستوفر هاوس من جامعة ولاية بنسلفانيا: “جميع التفسيرات الثلاثة تتلاءم مع البيانات بالاضافة الى ذلك نحن ببساطة بحاجة إلى مزيد من البيانات لفهم المسألة أكثر.”

حاجة إلى المزيد من البيانات

إن هذا الاكتشاف الجديد يعد مثيرا للاهتمام لأن العينات غنية بالكربون 12. لكن المسبار المتجول “كيوريوسيتي” اكتشف مركبات عضوية على المريخ من قبل.

على سبيل المثال، أبلغ فريق المهمة سابقًا عن اكتشاف مواد عضوية في عينات مسحوق الصخور.

كما قامت المركبة المتجولة كذلك ذو العجلات الست باكتشاف أعمدة الميثان، وهو أبسط جزيء عضوي، في مناسبات متعددة.

كما أنه ليس من الواضح ما الذي ينتج الميثان في الغلاف الجوي للمريخ، أو كم عمره. على سبيل المثال، قد ينتج المركب عن طريق الميكروبات التي تقوم بعملية التمثيل الغذائي بنشاط تحت سطح المريخ المتجمد اليوم.

ولكن بدلاََ من ذلك يمكن أن ينتج عن طريق تفاعلات تحت الأرض بين الصخور والمياه الساخنة، مع عدم وجود حياة.

كما يرغب فريق كيوريوسيتي في جعل المركبة تتحرك عبر عمود ميثان آخر وتحديد محتواه من الكربون -12، واستكشاف أصول هذه المواد العضوية بشكل أكبر.

لكن ذلك يتطلب الكثير من الحظ. نظرًا لأن الباحثين لا يستطيعون التنبؤ متى وأين ستظهر مثل هذه الأعمدة.

مركبة “بيرسيفيرانس”

يمكن أيضًا الحصول على المزيد من البيانات المفيدة من مسبار آخر على كوكب المريخ – بيرسيفيرانس، وهي مركبة فضائية أخرى تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”. والتي هبطت داخل فوهة مختلفة على الكوكب الأحمر في فبراير 2021.

كما أن هذه المركبة تبحث عن علامات وجود الحياة على سطح المريخ وتجمع عشرات العينات التي ستُعاد إلى الأرض لتحليلها، ربما في مطلع عام 2031.

(المصدر: livescience – ترجمة وطن)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.