الرئيسية » الهدهد » الصحفي السوري عامر مطر: لم أتخيل أن جزءاً بسيطاً من محاكمة جلادي سيتحقق في المنفى

الصحفي السوري عامر مطر: لم أتخيل أن جزءاً بسيطاً من محاكمة جلادي سيتحقق في المنفى

تنفس المعتقل السوري السابق “عامر مطر” الصعداء بعد الحكم بالمؤبد على رئيس فرع الخطيب “أنور رسلان” الذي كان جلاده في دمشق قبل 11 عاماً. وقال مطر معلقاً على هذا الحكم “حلمت بمحاكمة السجانين حين كنت في المنفردة في آذار ونيسان 2011، لم أتخيل أن جزءاً بسيطاً من هذا الحلم سيتحقق في المنفى”.

اعتقال عامر مطر

وكان مطر قد اعتقل من منزله في دمشق نهاية آذار عام 2011. واقتيد إلى فرع المخابرات (أمن الدولة – فرع الخطيب) أو ما يسمى بالإدارة العامة 285.

اقرأ أيضا: أنور رسلان مُعذّب وقاتل الآلآف .. السجن مدى الحياة لضابط نظام “الأسد” في ألمانيا

وقام رسلان بالتحقيق معه وتعذيبه حينها كما روى لـ”وطن”. مشيراً إلى أن عناصر الأمن قاموا بتفتيش منزله حينها ومصادرة الكتب والكمبيوتر الذي كان بحوزته. وتم اقتياده إلى فرع الخطيب التابع لأمن الدولة على خلفية نشاطه في تغطية أخبار الثورة والمظاهرات ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم أن اعتقاله لم يستمر لأكثر من 16 يوماً إلا أنه كان -حسب قوله- تجربة سيئة للغاية. تعرض خلالها للتعذيب والإذلال.

وأشار مطر إلى أن العقيد “أنور رسلان” كان مديرا للفرع أثناء اعتقاله. وأردف أنه رأى رسلان أثناء إحدى جلسات التحقيق والتعذيب بعد أن نزع العصابة عن عينيه.

وتعرض أثناء اعتقاله لتعذيب شديد منعه من الحركة والمشي لأيام بعد ذلك. لافتاً إلى أن وجه رسلان وشكله لا يزالان ماثلين في ذاكرته منذ ذلك الحين.

وشهد داخل فرع الخطيب حالات تعذيب للكثير من المعتقلين، ومن بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاماً تعرضوا لتعذيب قاسِ. وأشخاص عراقيين وأردنيين تم اعتقالهم لمجرد وجودهم في الشوارع.

يقول مطر: “كانت جلسات المحكمة خلال يومين، قضيت لحظات عصيبة لتذكر جلسات التعذيب، وكان أنور رسلان يجلس على بعد أمتار مني، ينظر إلى وجهي حين كنت أشرح للمحكمة عن أنواع التعذيب”.

ملاحقة أنور رسلان

وكانت ملاحقة “أنور رسلان” وعنصرين معه في فرع الخطيب قد بدأت منذ أشهر في ألمانيا من قبل الناشط الحقوقي المحامي “أنور البني”. وهو للمصادفة المحامي الذي دافع عن مطر -كما يقول- أثناء سجنه في المرة الثانية.

وبدأ “البني” بالتواصل مع مطر وغيره من الناشطين ممن كانوا معتقلين بفرع الخطيب. وكشف مطر أنه قدم شهادته أمام مجموعة من المحامين الألمان الذين يعملون على ملف المحاكمة، ثم أمام الشرطة الإتحادية الالمانية. وتحدث فيها عن أدوات التعذيب وشكله وكل تفاصيل الاعتقال.

وسُئل بعد فترة –كما يقول- إن كان يرغب بأن يكون شاهداً أم مدعياً شخصياً فقدم نفسه مدعياً شخصياً. كما سُئل إن كان يرغب بتمويه وجهه وشخصيته، ولكنه أصر على إظهارهما، فلم يعد هناك ما يدعو للخوف-حسب قوله-.

اقرأ ايضا: الغارديان: محاكمة أنور رسلان أمل الناجين السوريين لنهاية إفلات النظام من العقاب

ووجهت لرسلان تهمة المشاركة في تعذيب 4 آلاف معتقل، 58 حالة منهم قضوا تحت التعذيب من نيسان 2011 إلى أيلول 2012 فيما أتُهم “زياد الغريب” بالمشاركة في تعذيب 30 حالة.

وعبّر مطر عن شعوره بالسعادة لأن جزءاً من العدالة قد تحقق وهناك الآلاف من المجرمين لا زالوا طلقاء إلى اليوم. مشيراً إلى أن هذه المحاكمة رسالة واضحة لهم بأن موعد محاكمتهم ليس ببعيد وستتم محاسبتهم على الجرائم التي اقترفوها يوماً ما. رغم شعوره فيما مضى بأنه لا أمل في تحقيق العدالة.

وختم مطر أن مشاعره حيال الحكم العادل بحق رسلان ومن معه كانت مزيجاً من الاضطراب الممزوج بالفرح والأمل. وكان يتمنى لو كانت هذه المحاكمة في سوريا الخالية والمحررة من نظام الأسد وأمام محاكم عادلة.

وكان عامر مطر قد درس الصحافة في دمشق وعمل في هذا المجال في عدة صحف وجهات إعلامية عربية. وتم اعتقاله على خلفية هذا النشاط، وبعد خروجه من المعتقل حصل على منحة من نادي القلم الألماني في ميونخ عام 2012 ويعيش في ألمانيا منذ ذلك الحين.

(المصدر: خاص وطن)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.