الرئيسية » حياتنا » كم عدد ساعات النوم التي تحتاجها للحفاظ على صحة عقلك؟

كم عدد ساعات النوم التي تحتاجها للحفاظ على صحة عقلك؟

بحسب ما نشرته مجلة “سابير فيفير” الإسبانية، فإن النوم لساعات قصيرة جدًا أو طويلة، يمكن أن يؤدي إلى تدهور وظائفنا الإدراكية. هكذا تقول دراسة جديدة حددت المقدار الأمثل من الوقت الذي يحتاجه البالغون للنوم كل ليلة للحفاظ على صحة عقولهم لفترة أطول.

لذلك، فإن الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة، أمر ضروري للحفاظ على صحة الدماغ. لكن لا يعني ذلك بالضرورة النوم لساعات طويلة.

من جهتها، لفتت “وطن” من خلال ترجمتها، أن النوم لساعات كثيرة أو قليلة، له آثار سلبية على أدمغتنا على المدى الطويل. وتم تأكيد ذلك من خلال دراسة جديدة حددت نطاق الساعات المثلى لتجنب التدهور المعرفي.

ساعات من النوم والضعف الإدراكي

تشير الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس (الولايات المتحدة) على البالغين، إلى أن الأشخاص الذين ينامون لساعات طويلة والذين ينامون قليلا يعانون من تدهور إدراكي أكبر من أولئك الذين يفعلون ذلك بطريقة “معتدلة”. ناهيك أن الإدراك المعرفي، هو دليل على المراحل الأولى من مرض الزهايمر.

علاوة على ذلك، يرتبط كل من قلة النوم ومرض الزهايمر بالتدهور المعرفي. وفي الواقع، مرض الزهايمر هو السبب الرئيسي للتّدهور المعرفي لدى كبار السن، وهو مسؤول عن 70 بالمئة من حالات الخرف.

اقرأ ايضا: مشروب غير متوقع وفي متناول الجميع يساعدك على النوم العميق!

كما أنه من المعروف أن قلة النوم من الأعراض الشائعة لهذا المرض ويمكن أن تسرّع من تطوره.

كيف تحققت الدراسة؟

إن فصل آثار النوم السيء وآثار الزهايمر عن العجز الإدراكي يشكل تحديا. ولهذا السبب قامت هذه الدراسة الجديدة بتقييم الوظيفة الإدراكية لمجموعة كبيرة من البالغين على مدى عدة سنوات. وقد تناقضت حالتهم بشكل ما فيما يتعلق بمرض الزهايمر ونشاط دماغهم أثناء النوم.

قام الباحثون بتحليل بيانات المتطوعين المشاركين في دراسة مرض الزهايمر. التي تقودها جامعة واشنطن في سانت لويس، وخضعوا كل عام لتقييم سريري ومعرفي واختبار الدم للكشف عن المتغير الجيني APOE4، الذي يشير إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.

في هذه الدراسة الجديدة، تم أخذ عينات من السائل النخاعي لقياس مستويات البروتينات المرتبطة بمرض ألزهايمر، وتم مراقبة نشاط الدماغ أثناء النوم باستخدام جهاز مراقبة تخطيط كهربية الدماغ (EEG).

اقرأ أيضا: صورة مرعبة تُظهر ما يمكن أن يحدث إذا تركت هاتفك يشحن على السرير أثناء النوم

وفي المجموع، حصل الباحثون على بيانات عن النوم ومرض الزهايمر من 100 شخص وكانت كالآتي:

الغالبية أي (88 شخصا) لم يكن لديهم ضعف إدراكي، و11 منهم كان لديهم ضعف خفيف للغاية، وواحد يعاني من ضعف إدراكي خفيف. علما وأنه كان متوسط ​​أعمارهم 75 سنة.

النوم بين 5.5 و 7.5 ساعة

بالإضافة إلى ذلك، يشير تحليل البيانات إلى أن أولئك الذين ينامون أقل من 4.5 ساعات أو أكثر من 6.5 ساعة في الليلة (بناءً على جهاز مراقبة تخطيط القلب). ساء إدراكهم المعرفي بمرور الوقت. حتى بعد التحكم في عوامل مثل العمر أو الجنس أو مرض الزهايمر.

على العكس من ذلك، فعند أولئك الذين ناموا ما بين 4.5 و 6.5 ساعة، ظلت النتائج المعرفية لديهم مستقرة بمرور الوقت.

يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن تقديرات النوم التي تقدمها أجهزة تخطيط كهربية القلب، عادة ما تكون أقل بساعة واحدة من تلك التي أبلغ عنها المرضى. لذا فإن هذه التقديرات تتوافق مع ما بين 5.5 و 7.5 ساعة من النوم.

من جانبه، يقول الدكتور ديفيد هولتزمان، أستاذ علم الأعصاب وأحد مؤلفي الدراسة: “من المثير للاهتمام بشكل خاص أن نرى أنه ليس فقط أولئك الذين ينامون قليلاً. ولكن أيضًا أولئك الذين ينامون كثيرًا، يعانون من تدهور إدراكي أكثر. وهذا يشير إلى أن نوعية النوم قد تكون أساسية، على عكس النوم لساعات كافية”.

عالج مشاكل النوم

تختلف احتياجات النوم وتنخفض مع تقدمنا ​​في السن. في حين أن الأطفال قد يحتاجون إلى النوم لمدة تصل إلى 16 ساعة في اليوم، وبدءًا من سن 18 عامًا. يُعتقد أن حوالي 7 ساعات في الليلة كافية، وهو أمر ليس من السهل تحقيقه دائمًا لأن مشاكل النوم تزداد مع تقدم العمر.

من جانبهم، أوضح المؤلفون أن أولئك الذين يشعرون بالراحة عند الاستيقاظ ليسوا مضطرين لتغيير عاداتهم. ومع ذلك، يجب أن يعرف أولئك الذين يعانون من مشاكل في النوم أن هناك العديد من الأشياء. التي يمكن القيام بها لتحسين النوم من التغييرات الصغيرة في العادات إلى العلاج بالعقاقير في الحالات الشديدة.

كما يقول المؤلف المشارك للدراسة الدكتور آنثيش بو. م، يجب على الأطباء الذين يعالجون المرضى، الذين يعانون من مشاكل في الإدراك أن يسألوهم عن نوعية نومهم.

وختاما، تشير نتائج الدراسة إلى أن تشخيص اضطرابات النوم وعلاجها. “قد يكون له تأثير مثبت على الإدراك في مرض الزهايمر قبل السريري (قبل ظهور الأعراض) أو مع أعراض المرحلة المبكرة”.

(المصدر: سابير فيفير – ترجمة وطن )

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.