الرئيسية » تقارير » رغم عدم رغبتهما .. عوامل خطر اندلاع حرب بين المغرب والجزائر عام 2022

رغم عدم رغبتهما .. عوامل خطر اندلاع حرب بين المغرب والجزائر عام 2022

قد تتدهور الأوضاع أكثر بين الجزائر والمغرب، في حال أخطأ أي من الطرفين، على الرغم من أنهما حسب بعض المحللين السياسيين لا يريدان خوض صراع مَفتوح.

بحسب موقع “باكاجينغ نيوز أون لاين”، الأمريكي، اندلعت صراعات عديدة في الماضي بين الجارتين بسبب حوادث، يمكن القول عنها أنها لم تكن كافية لإشعال حرب دموية بين البلدين.

لكن مع استمرار غياب آلية حوار وهيئة وساطة بين الطرفين، -على الرغم من رفضها من الطرفين-، يبقى العداء والترصد مسيطر على المشهد العام للوضع السياسي بين الشقيقتين.

ولاشك في أن قطع الجزائر للعلاقات الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس الماضي، وأعقب ذلك حظر المجال الجوي الجزائري للرحلات الجوية المغربية. علما وأن الحدود مغلقة بين البلدين منذ عام 1994، ضاعف من شدة الوضع. وحرم الدولتين من إمكانية اتصال قيّمة، يمكن أن تخفف درجة العداء نوعا ما.

نقلا عن الموقع، نوهت “وطن”، أنه لا يوجد أي دور للتعاون الدولي بخصوص هذه المسألة المعقدة. وفوق كل شيء. أدت سياسة التجاهل بين البلدين، إلى تصاعد حملات التحقير المتبادل. التي ضخّمتها القيادات الاجتماعية.

اقرأ ايضا: المغرب والجزائر.. حرب قاب قوسين أو أدنى؟

يرى الموقع، أنه في مثل هذا المناخ الضار، من المرجح أن يتحول الخلاف المحلي إلى أزمة خطيرة. حتى لو لم ترغب الجزائر ولا الرباط في مواجهة جدية، ستكون على الأغلب كارثية من نواح كثيرة.

تحدي الصحراء الغربية

لقد أظهر المجتمع الدولي، منذ 1976، أنه غير قادر على حل قضية المستعمرة الإسبانية السابقة للصحراء الغربية. التي تزعم الرباط أنها “للمغرب” وتسيطر على 80 بالمئة من أراضيها، ضد ميليشيات البوليساريو المستقلة المدعومة من الجزائر.

حتى أن منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة ظل شاغرا بشأن هذه القضية لمدة عامين طويلين، تميزا أكثر شيء في نوفمبر 2020، بخرق وقف إطلاق النار الذي كان سائدا منذ عام 1991 بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وبصفة غير متوقعة. حصلت الرباط على اعتراف رسمي من إدارة ترامب، في ديسمبر 2020، يؤكد سيادته على الصحراء. مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، شجعت الإمارات العربية المتحدة، التي وقعت للتو معاهدة سلام “ساخنة” مع إسرائيل، موقف المغرب العدواني الآن. وفي حين أن الجزائر لديها حتى الآن أقوى ميزانية عسكرية في القارة الأفريقية. تقدر في عام 2020 بنحو 10 مليارات دولار، إلا أنه من الممكن أن يتجاوزها المغرب اعتبارًا من عام 2022 بمبلغ 12.8 مليار دولار.

اقرأ أيضا: المغرب يعزز ترسانته بنظام دفاع إسرائيلي في خضم الأزمة مع الجزائر

من جهة أخرى، رافقت زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للرباط الشهر الماضي توقيع اتفاق تعاون عسكري غير مسبوق. وتعتبر الجزائر هدفا مباشرا لهذا التقارب الاستراتيجي، بسبب دعمها لكل من البوليساريو والقضية الفلسطينية.

وفي “زيارة الدولة الفلسطينية” الأخيرة إلى الجزائر العاصمة، علق الرئيس الفلسطيني من خلال الصحافة المحلية. قائلا بأن “الجزائر ترد بالضرب، بينما تستعرض إسرائيل نفسها في الرباط”، ويتهم المغرب بـ “فتح نافذة على الكيان الصهيوني الذي يطمح إلى نقل الصراع من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا”.

في المقابل، يشكك القادة الجزائريون، في رضا الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن الرباط. كما لن يؤدي ذلك إلا إلى دفع الجزائر إلى أحضان روسيا، الشريك العسكري الأول.

الآراء التي تزيد من الطين بلة

يؤدي هذا الاستقطاب الجيوسياسي إلى تفاقم الهوة، التي يبدو أنها تتسع بلا هوادة بين الآراء العامة في البلدين. فطالب المجتمع المغربي، بضرورة انسحاب ممثلة بلادهم في مسابقة ملكة جمال الكون بسبب جدتها الجزائرية. ورفع لاعبي كرة القدم الجزائريون، العلم الفلسطيني بعد فوزهم على المغرب في كأس العرب.

إلى جانب هذه المسائل الثانوية، فإن سيادة “المغرب” على الصحراء يساندها الغالبية العظمى من المغاربة، حتى بين المعارضين للعرش الملكي (الملك محمد السادس)، بينما يشعر جزء كبير من الجزائريين، حتى داخل الاحتجاج، بقلق بالغ إزاء التقارب بين المغرب وإسرائيل. وحتى بسبب دعم الرباط “لتقرير مصير” منطقة القبائل.

وهكذا، فإن تبادل الأحكام المسبقة، التي يصرح عنها المغاربة والجزائريون تصل أحيانًا إلى ضراوة كبيرة على الشبكات الاجتماعية. وهي امتداد طبيعي لمثل هذه الانفجارات السياسية. يُخشى أن يكون لدى النظامين بالتالي ديناميكية الوحدة الوطنية في حالة حدوث صراع مع جارتهم (موريتانيا).

وختم الموقع بالقول، إن هذا الافتقار للحوار بين الجزائر العاصمة والرباط. هو أكبر تهديد تعيشه المنطقة في الوقت الراهن. وفي حالة عدم وجود حوار متبادل ومباشر، فإن أي نوع من الوساطة سيكون موضع ترحيب لتجنب التصعيد الذي لا يريده أحد أن يحدث بين دولتين وشعبين لديهما الكثير من القواسم المشتركة. كما نأمل أن يتم إطلاق مثل هذه المبادرة في عام 2022 في أقرب وقت ممكن.

(المصدر: موقع “باكاجينغ نيوز أون لاين”، الأمريكي – وطن)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.