الرئيسية » تقارير » “ناشيونال انترست”: هل تستطيع قطر إنهاء الأزمة الاقتصادية في لبنان؟!

“ناشيونال انترست”: هل تستطيع قطر إنهاء الأزمة الاقتصادية في لبنان؟!

نشرت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية مقالا للكاتب عدنان ناصر يتحدث فيه عن استعداد قطر للمساعدة على خروج لبنان من الأزمة الاقتصادية التي يعيشها.

حسب ترجمة “وطن”، نقلا عن الكاتب، وجد القادة اللبنانيون في قطر وأميرها شريكًا مستعدََا لمساعدتهم على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي يواجهها لبنان. بعد توقف الدعم السعودي، سيطلب لبنان من الدول الأخرى مساعدته لإخراجه من المستنقع الذي تردى فيه.

في زيارة قام بها مؤخراً إلى قطر، التقى الرئيس اللبناني ميشال عون بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. لمناقشة السبل الكفيلة بإخراج لبنان من أزمته الاقتصادية غير المسبوقة.

بادرة مشجعة

أعرب أمير قطر علنا ​​عن تضامنه مع لبنان. وهذا يمثل بادرة مشجعة، ولكن قد يكون هناك مبرر جيوسياسي آخر غير معلن.

وبالنظر إلى أن الدوحة والرياض في خلاف عميق حول النفوذ في العالم العربي. فإن دخول لبنان على الخط قد يكون امتدادًا لهذا التنافس السعودي القطري، بغض النظر عن جهود المصالحة السابقة بين الزعيمين في العلا بالمملكة العربية السعودية.

اقرأ أيضاً: التقارب الإجباري بين دول الخليج .. مصالحة حقيقية أم مجرد كسب للوقت؟!

كان اللقاء بين عون وتميم وديًا. فقد أشار عون إلى أن قطر قدمت تأكيدات لدعم لبنان في مجالات عديدة مثل الاستثمارات في مجال البنية التحتية للكهرباء.

كما ناقش الزعيمان جهود إعادة تأهيل ميناء بيروت عقب الانفجار الذي تعرض له في أغسطس 2020 والذي أودى بحياة مائتي شخص.

من جهته، قال أمير قطر تميم لرئيس لبنان عون إن بلاده دعمت الشعب اللبناني على الدوام وستستمر في الوقوف إلى جانبه.

مشيرََا إلى عمق العلاقة التاريخية بين البلدين موضحا استعداده لمد يد المساعدة للبنان خلال الضائقة المالية الصعبة التي يمر بها. كما أشاد أمير قطر بالمغتربين اللبنانيين – نحو 60 ألف لبناني – الذين يعيشون ويعملون في قطر.

في حين أنه من السهل افتراض أن العلاقات الأخوية والتضامن هما المحركان للتفاعل بين قطر ولبنان. فمن المحتمل أن تلعب المصالح الجيوسياسية كذاك دورًا في هذا التقارب بين البلدين.

أسباب توتر العلاقات السعودية اللبنانية

شكلت المملكة العربية السعودية تاريخياً الداعم المالي الأساسي للبنان في أوقات أزماته الاقتصادية. إلا أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وصلت إلى طريق مسدود مع سحب السعودية لسفيرها من لبنان في 29 أكتوبر / تشرين الأول.

وجاءت الخطوة بعد مقطع فيديو مسرب لتصريح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن حرب الرياض في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وقال فيه الوزير إن الحوثيين “يدافعون عن أنفسهم” مبينا أن هذا الصراع “لا طائل من ورائه”.

اقرأ أيضاً: حمزة تكين يتحدث لـِ”وطن” عن لقاء محمد بن زايد وأردوغان وانعكاس التقارب على المنطقة

جاءت تصريحات قرداحي قبل تعيينه في منصبه الحالي وزيرا للإعلام. لكن هذا لم يغير شيئا بالنسبة للسعوديين الذين اعتبروا آراء قرداحي “مهينة”. وفسرت الرياض انتقاداته على أنها إشارة إلى سيطرة حزب الله اللبناني الشيعي المؤيد للحوثيين على لبنان.

نتيجة لذلك، لم يعد السعوديون يرون مبررا يدفعهم للتعاون مع الحكومة اللبنانية. واستقال قرداحي من منصبه كوزير للإعلام يوم الجمعة 3 ديسمبر / كانون الأول، على أمل أن تتراجع الرياض عن قرارها.

ومع ذلك، دفعت هذه العزلة الدولة المتوسطية الشبه مفلسة إلى الارتماء في أحضان الدوحة. التي وعدت في وقت سابق من هذا العام بالاستثمار في لبنان شريطة أن تشكل حكومة جديدة.

لبنان والأزمة الإقتصادية

تشكلت حكومة جديدة في أيلول 2021 لكن اللبنانيين ما زالوا يعيشون في فقر. إذ خرج المواطنون اللبنانيون إلى الشوارع مرة أخرى في احتجاجات عمت أرجاء البلاد. وأحرقوا الإطارات المطاطية وأغلقوا الطرق مطالبين بحلول لمشاكلهم الاقتصادية.

لسوء الحظ وبغض النظر عما يقرر السياسيون القيام به، فإن أي استراتيجية للخروج من هذا الركود ستكون على الأرجح عملية طويلة الأمد.

من الواضح أنه لا توجد حلول سحرية للركود الاقتصادي في لبنان، والذي يقول عنه البنك الدولي إنه “مدبر”. رسمياً، تقدر قيمة العملة اللبنانية ب 1,515 ليرة بالنسبة للدولار. لكن القيمة الحقيقية في السوق السوداء هي 25000 ليرة مقابل دولار.

ربط المجتمع الدولي تقديم المساعدة المالية بإعتماد السياسيين اللبنانيين لخطة عملية توقف الفساد الممنهج – مصدر معظم وربما جميع مشاكل لبنان.

اقرأ أيضاً: تقرير: إسرائيل تهدف لجعل المغرب حجر الزاوية في شبكتها الأمنية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا

يريد القطريون نفس الالتزامات من بيروت – أي أن تقوم بيروت بإصلاحات اقتصادية وسياسية ملموسة قبل الحصول على استثمارات منقذة للبلد.

ومع ذلك، فإن هذا لن يمنع الدوحة من إرسال مساعدات للعائلات اللبنانية التي هي في أمس الحاجة إلى ذلك في إطار اتفاق محتمل بين صندوق النقد الدولي (IMF) مع لبنان.

ويقوم لبنان بمفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على برنامج مساعدات مالية بقيمة 10 مليارات دولار لإنعاش اقتصاده المتدهور.

ما المطلوب من لبنان للحصول على المساعدة المالية؟

من جهته، طالب صندوق النقد الدولي القادة اللبنانيين بالقيام بسلسلة من الإصلاحات السياسية لمعالجة الفساد في قطاعي الكهرباء والبنوك قبل أن يتمكن من تلقي المزيد من المساعدات.

إلا أن الشعب اللبناني لا يستطيع انتظار مثل هذا الاتفاق بين الحكومات والمؤسسات المالية الدولية ذلك فهو في حاجة أكيدة حاليا للمساعدة.

وكتعبير عن نواياه، قال أمير قطر إنه سيرسل وزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت في موعد غير محدد لمناقشة كافة التطورات لمساعدة لبنان.

تريد قطر أن تُظهر للبنانيين أن الأمل غير مفقود رغم المصاعب الطويلة التي تواجه بلدهم.

اقرأ أيضاً: التقارب الإيراني – الإماراتي يقلق اسرائيل والقصة كلها قد تتغير إلى الأسوأ

يبدو أنها هذه لحظة للتفاؤل بالنسبة للشعب اللبناني. ويمكن أن يحصل ذلك في وقت أفضل.

إن الاقتصاد اللبناني في حالة انهيار إلى درجة أن بعض الأشخاص اللبنانيين يفتشون في القمامة بحثا عن طعام.

قد يكون هذا بداية التحول في لبنان، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا عندما يعمل قادة البلد على وضع حلول دائمة اعتمادا على حوكمة رشيدة واحترام لسيادة القانون – وليس من خلال سرقة الشعب ثم طلب الصدقة.

(المصدر: ناشيونال انترست – ترجمة وطن) 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.