الرئيسية » تقارير » حسابات المغرب الزائفة في الاتفاق العسكري مع إسرائيل

حسابات المغرب الزائفة في الاتفاق العسكري مع إسرائيل

يبدو أن المخطط الاسرائيلي المغربي يتجاوز إبرام اتفاقيات التطبيع في خريف عام 2020. ذلك وأنه لم يستغرق البلدين وقتًا طويلاً لاستكمال خطوات عملية التقارب.

اتفاق علني غير مسبوق

فبعد أقل من عام زار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس المغرب ووقع كلا البلدين اتفاق عسكري وصفه غانتس بأنه “غير مسبوق”.

ووفقا لما نشره موقع “ecsaharaui”. وبحسب ما ترجمته “وطن”، كانت مصر أول دولة عربية تبدأ في التحرك نحو التطبيع بعد حرب يوم الغفران، في عام 1978.

حيث تم التوقيع آنذاك على اتفاقيات كامب ديفيد برعاية الولايات المتحدة. وأصبحت مصر أول دولة عربية تعترف رسميًا بدولة إسرائيل، بعد 30 عامًا من وجودها.

وكانت الدولة الثانية التي قامت بذات الخطوة، الأردن في عام 1994.

وقد كثف هذان البلدان العربيان علاقاتهما مع الدولة العبرية التي يتشاركان في الحدود معها. وتعاونا معها في مجال الأمن، لكن لم يطرأ أي اتفاق بينهما وإسرائيل فيما يتعلق بالمسائل الدفاعية.

وحتى ولو كانت هناك اتفاقيات، على الأقل لم يكن ذلك علنا مثلما فعل المغرب الآن.

سيادة الصحراء الغربية

ومن مفارقات السياسية الممزوجة بالكذب والخداع، ما لم تفعله اسرائيل مع مصر والأردن خلال 43 عامًا و 27 عامًا من العلاقات على التوالي. فإن إسرائيل قامت به مع المغرب بعد 11 شهرًا فقط من الاعتراف المتبادل. سيادة المغرب على الصحراء الغربية، والتطبيع.

اقرأ أيضا: ما هي الشركات والدول التي تستغل الثروات الطبيعية للصحراء الغربية؟

لطالما كرر الطرفان منذ ما يقارب من عام، أن علاقاتهما تعود إلى عقود مضت. والآن يقومان فقط بإضفاء الطابع الرسمي على الأمور.

لكن هذه السرعة التي لم تعد تغفر، زادت من تعقيد المسألة، لا سيما بعد التعاون العسكري، الذي أثار أسئلة مشروعة.

الجزائر عدو مشترك!

لسائل أن يسأل، لماذا يوجد بروتوكول، يشبه اتفاقية دفاع، مع المملكة المغربية البعيدة جغرافيا عن اسرائيل. وليس مع جيرانها الذين يمكن أن تشاركهم نفس المخاوف الأمنية فيما يتعلق بالجماعات الجهادية في الشرق الأوسط. أو مع الدول الأخرى التي أضفت طابعًا رسميًا على علاقاتها مع الكيان؟ وهل علاقة تل أبيب مع المغرب تشبه العلاقات التي تجمعها مع الإمارات والبحرين والسودان؟

في العلاقات الدولية، تفترض هذه الاتفاقيات وجود تهديد أو عدو مشترك.

لذلك، لا يمكن إنكار أن هذه البلدين ينظران إلى الجزائر على هذا النحو، ومن خلال هذه المرحلة، لم يحاول لا المغرب ولا إسرائيل إخفاء ذلك. ”

“نريد إرسال رسالة إلى الجزائر”

في أول زيارة له للمملكة منذ التطبيع في أغسطس الماضي. قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إنه يشارك نظرائه المغاربة نفس “المخاوف” بشأن “التقارب” المزعوم للجزائر مع إيران. العدو الأبدي للدولة العبرية.

وكان هذا التهديد الذي انطلق من الأراضي المغربية أحد “الأعمال العدائية” التي استنكرتها الجزائر. وتسببت في انهيار العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين في أغسطس الماضي.

في الجزائر العاصمة، تؤكد أصوات غير رسمية، خاصة المحللين، أن التقارب العسكري الإسرائيلي المغربي موجه مباشرة إلى الجزائر، أحد أكبر المدافعين عن القضايا الفلسطينية والصحراوية.

جبهة موحدة ضد إيران

وإذا كانت لا تزال هناك شكوك، فقد كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى من تل أبيب على أساسيات توقيع مذكرة التفاهم. وعن سبب هذه الاتفاقية.

وعلق قائلا: “أراد المغاربة إعطاء رسالة من خلال زيارة غانتس، على أن مكانتها “عالية المستوى”. وهذه عبارة على إشارة لكل من الولايات المتحدة والجزائر “.

ويصر المسؤول الإسرائيلي الذي نشر تصريحاته على لسان الموقع “ديجيتال المغربي” قائلا إن “رسالتنا في هذه الزيارة تعزز الاتفاقات الإبراهيمية وتبني جبهة موحدة في المنطقة ضد إيران”.

اقرأ أيضا: “خزي وعار” .. تبون في أقوى هجوم على المغرب: العين بالعين والسن بالسن

وعلى الرغم من أن كل ذلك تم في ظل إدارة دونالد ترامب. إلا أن الولايات المتحدة لا تزال الأب الروحي لاتفاقيات إبراهيم.

ناهيك أن الرئيس الجديد جو بايدن، لم يلغ حتى الآن اعتراف سلفه بالسيادة المغربية على الأراضي الصحراوية المحتلة.

وأكدت إدارة بايدن للتو في بيان رسمي دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية. إذن ما هي الرسالة التي أراد المغرب إيصالها بهذا الاتفاق؟

السؤال ينطبق أيضا على الجزائر. وسواء كان الحليفان الجديدان يتوقّعان أن تضعف الجزائر موقفها المبدئي بشأن قضية الصحراء الغربية، أو تسعى إلى ثنيها. فإن ذلك يظل حسابًا خاطئًا وسوء نية.

إسرائيل دولة إرهابية

إن المغاربة يعرفون أكثر من أي شخص آخر أن الجزائر، رغم تفوق جيشها، لا يمكن أن يكون لها مثل هذه النية.

ويتساءل المرء إذن، إذا لم يكن هناك خطأ جسيم أدى بالمغرب إلى إلقاء نفسه في أحضان تل أبيب، فما الذي يجبر الجزائر على شن حرب على المغرب؟

وختم الموقع بالقول، إذا كان البعض في المغرب فرحون بوصول حامية مثل إسرائيل لإبقاء جارهم الشرقي في مأزق، فينبغي عليهم أن يخجلوا من أنفسهم.

لا تزال إسرائيل دولة إرهابية منعزلة نادرا ما تتلقى زيارات من رؤساء دوليين، وترتكب بانتظام مذابح في غزة. وتحافظ على توتر حربي مع جيرانها اللبنانيين والسوريين.

 

(المصدر: ecsaharaui – ترجمة وتحرير وطن)

 

قد يعجبك أيضاً

5 رأي حول “حسابات المغرب الزائفة في الاتفاق العسكري مع إسرائيل”

      • بغض النظر من اين تُرجم المقال .. المغرب أصبح رهينة بيد اسرائيل منذ اللحظة الاولى التي وقع فيها اتفاق الذل والعار والخزي بالتطبيع .. هل تنكر ان اسرائيل لن تستهدف الجزائر من المغرب وتتامر عليهم لان الجزائر ترفض التطبيع وتدعم القضية الفلسطينية!؟؟

        رد
        • اكثر من ستين سنة والجزائر تتآمر على وحدة اراضي المملكة المغربية… بدعمها البوليساريو وفتح اراضيها لهم.. لمهاجمة المغرب. دعها اذن تشرب من نفس الكأس… والمغرب مستعد للذهاب الى ابعد من ذلك بدعم استقلال منطقة القبائل شمال الجزائر. والبادئ أظلم

          رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.