الرئيسية » حياتنا » كيف يتسبب “تيك توك” في التشنجات اللاإرادية بين المراهقين؟

كيف يتسبب “تيك توك” في التشنجات اللاإرادية بين المراهقين؟

في الوقت الراهن، هناك زيادة في عدد المراهقين الذين يعانون من الاضطرابات العقلية والتي تتسبب فيها  نقطة واحدة مشتركة. وهي  مشاهدة أشرطة الفيديو المؤثرة التي ينتج عنها متلازمة توريت.

وأوضحت مجلة “سابير فيفير” الإسبانية في تقرير ترجمته “وطن”. إن متلازمة توريت، عبارة على اضطراب يشتمل على حركات تكرارية أو أصوات غير مرغوب بها (حركات لا إرادية) لا يمكن السيطرة عليها بسهولة.

على سبيل المثال، يمكن أن ترمش بشكل متكرر، أو ترفع كتفيك، أو تُخرج أصواتًا غير اعتيادية أو كلمات مسيئة.

ويمثل تطبيق تيك توك اليوم، وغيرها من الشبكات الاجتماعية، سبب لظهور هذا النوع من الاضطراب لدى الأطفال والمراهقين على حد سواء.

صوت إنذار

ربما لا نرى جميعنا أنه أمر مقلق بشكل مفرط، لكن المجتمع الطبي أطلق بالفعل صوت إنذار:

منذ بداية الوباء، ظهر على المراهقين في كامل أنحاء العالم بعد تشخيص الأطباء، اضطرابات على غرار، حركات لا إرادية، أو عدم السيطرة على الحركات والكلمات.

في هذا السياق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، بعد شهور من دراسة حالات المرضى، عن خبراء من مستشفيات الأطفال من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة، أن الجميع لديهم شيء مشترك: متابعة تطبيق تيك توك.

حركات غير طوعية

أكد الأطباء أن الأطفال مغرمون بمشاهدة المؤثرين على هذه الشبكة الاجتماعية، الأمر الذي تسبب في ظهور متلازمة توريت. مما يؤدي إلى تغيير نمط الجهاز العصبي الذي يسبب بدوره حركات أو أصوات متكررة وغير طوعية.

اقرأ أيضا: 1 من كل 8 مستخدمين مدمنون على فيسبوك .. وباحثون يحذرون من الأضرار

في إسبانيا، أبلغت مراكز مثل “Hospital maternoinfantil Sant Joan de Déu” في برشلونة، عن عشرة حالات من هذا النوع منذ بداية الوباء.

متلازمة توريت

تتميز هذه المتلازمة، بالحركات المتكررة أو الأصوات غير الطوعية، والتي تعرف باسم TICS، والتي لا يمكن التحكم فيها بسهولة.

إن متوسط ​​ظهور هذه المتلازمة، يكون عادة في سن  السادسة، على الرغم من أنه يمكن أن تبرز أيضا من سن الثانية 2 إلى 15 سنة. ناهيك أن الذكور أكثر عرضة لتطويرها.

علاوة على ذلك، ليس لهذه المتلازمة علاج ولكن في كثير من الحالات لا يكون العلاج ضروري.

زيادة على ذلك، تساهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من تعزيز عوامل ظهورها في سن العاشرة.

من غير المعروف بالضبط السبب الذي يجعلها تظهر، ولكن يعتقد أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئية التي تؤدي إلى اضطراب الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين التي تنقل النبضات العصبية.

متلازمة توريت العصبية

متلازمة توريت هو مرض عصبي غالبًا يظهر في مرحلة الطفولة، تصدر عن المصاب بهذه المتلازمة عرات صوتية (Vocal tics)، أو عرّات جسدية (Motor tics) لاإرادية ولا سيطرة له عليها.

لا تنجم كل العرّات عن الإصابة بالمتلازمة فقط، إذ هناك أطفال لديهم عُرّات صوتية وحركية، لكنهم غير مصابين بمتلازمة توريت.

تبدأ العرّات الحركية بالظهور عادةً في سن 2 – 8 سنوات، فيما يُمكن أن تبدأ العرّات الصوتية بالظهور في سن سنتين. مع إنها تظهر في العادة بعد سنوات من بدء ظهور العرّات الحركية. وتبلغ العرّات ذروتها في سن 12 عاما.

تخفّ هذه العرّات بصورة حادة، أو تختفي عند غالبية الأطفال في سن البلوغ، لكن ثمة حالات تبقى تظهر فيها هذه العرّات حتى بعد سن البلوغ.

يختلف تأثير هذه العرّات من ولد إلى آخر، بعض الأولاد لديهم عرّات خفيفة ذات تأثير طفيف على حياتهم.

ولكن حتى العرّات الخفيفة، أو تلك التي تظهر في فترات متباعدة من الممكن أن تُؤثر على التقييم الذاتي للولد وعلى علاقته مع أصدقائه وعائلته.

العرّات الحادة والمتقاربة تتطلب أحيانًا العلاج بما في ذلك العلاج الدوائي والاستشارة. وحتى في الحالات التي تبدو فيها العرّات خفيفة قد يكون لها تأثير جدي على قدرة الولد على التعلم مما قد يسبب له الحرج.

“تيك” ليست دائما متلازمة توريت

إن  بروز علامات أو أعراض “تيك” عند الطفل لا يعني أنه يعاني من متلازمة توريت. في هذه الحالة سيكون هناك  أخصائيا يحدد التشخيص.

صحيح أن عدد المراهقين، الذين يتابعون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تضاعفوا بشكل كبير خلال الوباء وكان الكثير منهم يشتركون في رؤية مقاطع فيديو في تطبيق تيك توك، التي تسبب أعراض شبيهة جدا بأعراض هذه المتلازمة.

منذ 2020 مارس، أبلغ مستشفى تكساس للأطفال عن رؤية حوالي 60 شخصا من المراهقين بهذه الأعراض. اما قبل الوباء، كانت هناك حالة واحدة أو حالتين سنويا فقط.

بالإضافة إلى ذلك، اكتشف مركز متلازمة توريت بجامعة جونز هوبكنز، أن بين 10 و20 بالمئة ممن يعانون من أعراض تيك هم من الأطفال. قبل الوباء، عاين المركز  2 أو 3 بالمئة فقط من الحالات.

هل من الضروري منع الأطفال من مشاهدة التيك توك؟

اليوم من المستحيل تأكيد هذا المشكل الصحي، لأن الدراسات في هذا الشأن تكاد تكون منعدمة.

في الواقع، كان لدَى العديد من المراهقين الذين تم تشخيصهم بشَغفهم بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أثناء الوباء، تاريخ من القلق أو الاكتئاب، والإجهاد والانعزال أثناء الوباء. مما أكد أنه من الممكن أن يكون قد تأثروا بشكل غير معقول .

اقرأ أيضا: لماذا يستمر فيسبوك وإنستغرام في الانهيار ..مصادفة أم مشكلة خطيرة!

ولذلك، ليس هناك شك في أن التعرض لمحتوى معين في الشبكات الاجتماعية لفترة طويلة من الوقت. وكيف يؤثر هذا التعرض على الصحة العقلية لأطفالنا، ظاهرة ينبغي على المتخصصين تحليلها.

تطوير التشنجات اللاإرادية

عادة ما يكون هناك قاعدة وراثية عندما يتعلق الأمر بمتلازمة توريت، ولكن أيضا للعوامل البيئية تأثير.

على الرغم من هذه الاختبارات، يفضل الأطباء أن يكونوا حذرين.

هناك أطفال يتابعون الشبكات الاجتماعية ومعرضين لتطوير التشنجات اللاإرادية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يصرون على أن العوامل مثل القلق والتوتر والاكتئاب تؤثر بشكل كبير على تطوير التشنجات اللاإرادية.

«شاهد كل جديد عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.