الرئيسية » الهدهد » حملة لإنقاذ عبدالله الحويطي من الإعدام ووالدته اختفت عقب مناشدة أرسلتها للملك سلمان

حملة لإنقاذ عبدالله الحويطي من الإعدام ووالدته اختفت عقب مناشدة أرسلتها للملك سلمان

أطلق ناشطون سعوديون بمواقع التواصل حملة لإنقاذ الطفل عبد الله الحويطي، من حكم الإعدام بعد إصرار السلطات على تنفيذ حكم الإعدام به على الرغم من عدم وجود أدلة كافية ضده وانتزاع اعترافات بالإكراه منه.

https://twitter.com/Sandfg2/status/1450521026132119554

وأطلقت الحملة التي لاقت تفاعلا واسعا الناشطة السعودية المعارضة علياء أبوتايه الحويطي، ووصفتها عبر حسابها بتويتر بأنها حملة للدفاع عن عبدالله الحويطي. وقالت: “اجعلوها عالميه نبدأها اليوم.”

وأوضحت علياء أن عبدالله اعتقل وعمره 14 سنة من 2017 بتهمة باطلة لم يفعلها ومهدد بالقىٌل حداً.

عبد الله الحويطي

كما لفتت المعارضة السعودية المقيمة ببريطانيا أن والدة عبدالله الحويطي، كانت تنشر أدلة برائته بتويتر، فأغلق حسابها فجأة واختفت.

ويشار إلى أن نظام ابن سلمان يصر على إعدام الطفل الحويطي رغم توقيعها على اتفاقيات الأمم المتحدة لحقوق الطفل. والتي تحظر إعدام أشخاص ارتكبوا جرائم عندما كانوا دون سن 18 عاماً.

وهددت علياء الحويطي ولي العهد محمد بن سلمان، بأنه إذا لم يفرج عن عبدالله الحويطي “ويبين لنا مصير والدته المختفية والتي ألغوا لها. حسابين كانا صوتها الوحيد لتوصيل مظلمتها وهي تناشد بن سلمان وابوه وتتوسم بهم الخير وتترجاهم! فليستعد لموجة ثانية من فضيحة. عالمية ستتجاوز #عبدالرحيم_الحويطي و #خاشقجي.”

كيف بدأت مأساة عبدالله الحويطي؟

في العام 2017 دخل لص يرتدي عباءة سوداء وقناعاً لوجه، متجرا للمجوهرات متنكرا بزي امرأة وسيطر على المكان. بسحب مسدس وبندقية هجومية.

https://twitter.com/Sandfg2/status/1450508840848564231

حطم علبة زجاجية، وأطلق النار على اثنين من الموظفين وأصابهما وسرق أكثر من 200 ألف دولار من الذهب قبل إطلاق النار. على ضابط شرطة، تخلص من جثته بعيداً وسرق سيارة شرطة.

وفي مايو 2017 ، تم الإبلاغ عن عملية سطو في ضبا، على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، في لقطات للمراقبة. صدمت المملكة، ويجلس شاب الآن في سجن مُدان بتهمة ارتكاب جرائم.

اقرأ أيضاً: محمد بن سلمان في حالة “هيجان وجنون” .. علياء الحويطي تفضح خطة لخطفها وتصفيتها

لكن هناك معضلة. كان السجين عبد الله الحويطي يبلغ من العمر 14 سنة فقط وقت السرقة والقتل.

وأثارت مراجعة صحيفة “نيويورك تايمز” لوثائق المحكمة أسئلة أخرى حول القضية.

ورفضت المحكمة الأدلة على أن الحويطي، البالغ من العمر الآن 19 عاماً، كان موجوداً في مكان آخر وقت السرقة. متجاهلة ادعائه بأن اعترافه الأول تم بالإكراه.

ونشرت علياء الحويطي صورا تظهر اختفاء حسابات والدة عبدالله الحويطي بشكل مفاجئ من تويتر، وكذلك اختفائها كليا.

وأشارت المعارضة السعودية إلى أن محمد بن سلمان يتعمد الانتقام من قبيلة الحويطات بشكل عام، بسبب الأحداث المعروفة هناك. والتي انتهت بمقتل عبدالرحيم الحويطي على يد السلطات.

وأكدت أن إمارة تبوك ومحافظة ضبا، تفعل كل ما في وسعهم لإرهاب الحويطات وأسرة عبدالله، “بل وتتستر على الجاني. الحقيقي والذي اعترف بجرمه لكنهم عمداً عليه يتسترون.” حسب وصفها.

إعدام القصر في السعودية

وتستشهد الجماعات الحقوقية بالقضية كمثال على استمرار المملكة في إعدام أشخاص على جرائم ارتكبوها وهم قاصرون. على الرغم من المراجعات القانونية التي تهدف إلى الحد من الممارسات.

اقرأ أيضاً: لرفضه التفريط بدم أخيه وقبض الثمن.. ابن سلمان يعتقل شقيق عبدالرحيم الحويطي و”المنشار” جاهز

وفقًا لـ هيومن رايتس ووتش ، من بين 37 شخصاً أُعدموا في جرائم تتعلق بالإرهاب في الأول من عام 2019 . كان اثنان على الأقل دون سن 18 عاماً وقت ارتكاب الجريمة المتهمين بارتكابها.

وقد يكون الآخرون الذين تم إعدامهم أو المحكوم عليهم بالإعدام قد أدينوا أيضاً بجرائم ارتكبوها وهم قاصرون، لكن وثائق المحكمة لا تحدد العمر الذي حدثت فيه تلك الجرائم.

السعودية تتلاعب بالقوانين وحقوق الإنسان

يقول المسؤولون السعوديون إن محاكم المملكة تعمل جاهدة لتطبيق القانون. تنفي المملكة العربية السعودية الانتهاكات التي تعرض لها الحويطي. في بيان إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في فبراير معترفةً بموافقته الخاصة ودفاعاً عن إدانته.

وقال البيان إن “عقوبة الإعدام لا تُفرض إلا على أشد الجرائم خطورة وفي ظروف محدودة للغاية”.

ولطالما انتقدت جماعات حقوق الإنسان النظام القضائي السعودي.

أدلة براءة عبدالله الحويطي

وسبق أن راجعت “هيومن رايتس ووتش” وثائق المحكمة في محاكمة الرجال الستة، وإخطارَ استئناف مفصلا قدمه محامي الحويطي. إلى محكمة الاستئناف في نوفمبر 2020، ومقاطع من لقطات كاميرات المراقبة في مسرح الجريمة، ورسالة مكتوبة بخط يد الحويطي يصف فيها تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة أثناء الاستجواب.

وفي 8 مايو، بحسب رواية الحويطي للأحداث في رسالة بتاريخ 22 يناير 2019، نشرتها والدته على “تويتر”، داهم رجال أمن مقنعون منزل عائلته. في مدينة ضُباء واعتقلوه مع شقيقه وأخذوهما إلى مركز شرطة قريب، حيث اتهموا الحويطي بسرقة محل المجوهرات وقتل الشرطي.

اقرأ أيضاً: “أغاظهم تحرري؛ لكنني لستُ متحررة من ديني وقضايانا” .. علياء الحويطي تفضح “بن سلمان”: هكذا حاولوا شرائي

جاء في رسالة الحويطي ومذكرة دفاعه أن قوات الأمن احتجزته أربعة أشهر في “إدارة التحريات والبحث الجنائي” بتبوك مع معتقلين بالغين.

تعذيب عبدالله الحويطي

ليس واضحا سبب عدم احتجاز الحويطي في “دار الملاحظة الاجتماعية” التي تديرها وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث يُحتجز الفتيان . الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما أثناء التحقيق أو المحاكمة، أو المحتجزين لأسباب أخرى بأمر قضائي. ورد في مذكرة استئناف المحامي أن قوات الأمن استجوبت الحويطي دون حضور ولي أمره، أو محاميه، أو حتى أخصائي اجتماعي.

قال الحويطي في الرسالة وللمحكمة إن المحققين عذبوه وأساؤوا معاملته لإجباره على الاعتراف.

قال إنهم أجبروه على الوقوف لساعات كل مرة، وضربوه وصفعوه على وجهه، وجلدوه بكابل كهربائي على باطن قدميه وأجزاء مختلفة. من جسده حتى فقد وعيه، وأجبروه على إمساك قدمَي أخيه بينما كانوا يضربونه، وكذبوا عليهما بالقول إن والدته وشقيقاته محتجزات أيضا ولن يُفرج عنهن إلا بعد اعترافه.

وقّع الحويطي في النهاية على الاعتراف الذي أُعِّد له، وبعد ذلك نقلته السلطات إلى دار الملاحظة الاجتماعية في تبوك. قال لمحقق آخر هناك إن اعترافه انتُزع بالقوة. قال إنه نُقل بعد ذلك إلى زنزانة سجن، حيث وصل محققو التحقيقات الجنائية من تبوك بعد منتصف الليل، وعصبوا عينيه، وأعادوه إلى إدارة التحريات.

هدده محقق بنزع أظافره

هناك، كما قال الحويطي، هدده محقق بنزع أظافره، وتعليقه من إحدى يديه، وتعذيبه بطرق “لن يستطيع تخيلها”. دافعا الحويطي إلى وعده بأنه لن يخبر أي شخص آخر بتعرضه لسوء المعاملة.

كما قال متهم ثانٍ، سليمان العطوي، الذي كان عمره 16 عاما وقت القبض عليه، للمحكمة أثناء المحاكمة إن اعترافه انتُزع منه بالإكراه. قالت وثائق المحكمة: “عذبوني وضربوني وأرسلوني إلى المستشفى”.

كما قال المتهمون الأربعة الآخرون للمحكمة إن اعترافاتهم الموقعة كانت غير صحيحة وأُخِذت بالإكراه. قال أحدهم: “اعترفتُ لأنني تعرضتُ للتعذيب، كانوا يضربونني ويحرمونني من النوم ويضعونني في زنزانة انفرادية. لدي علامات تعذيب على قدمَيْ”. قال اثنان إنهما لا يعرفان الآخرين أو ليس لديهما أي صلة بهم.

قال كل من الحويطي والعطوي إنهما أثناء التحقيق، عندما طلب المحققون من كل منهما التعرف على أحد المتهمين الآخرين في القضية من بين مجموعة من عدة رجال. أطلعوهما على صورة للرجل الذي يريدونهما التعرف عليه وأمروهما بذلك.

إدعاءات الشرطة

أثناء المحاكمة، قدمت الشرطة أدلة على أن عينات الحمض النووي من الحويطي تطابقت مع تلك التي وجدت في سيارة الدورية. لكن هذا كان الدليل المادي الوحيد ضده وتناقضَ مع أدلة أخرى، كما تظهر وثائق المحكمة.

العميد وليد الحربي، محقق الشرطة الذي كان مسؤولا في البداية عن التحقيق والذي أُبعِد عن القضية لأسباب غير معلنة بعد أيام قليلة. قال للمحكمة بعد إعادة النظر في القضية بعد شهرين: “وبدراستي للقضية لم أجد أي دليل مادي سوى الحمض النووي المطابق لعبدالله سيد الحويطي، كما ظهر لي عدة أدلة تخالف ما أقر به المتهمين في اقراراتهم المصدقة شرعاً”.

كان على كورنيش ضُباء وقت الجريمة

أوضح العميد الحربي أن تحليل هاتف الحويطي خلص إلى أن الأخير كان على كورنيش ضُباء خلال الجريمة. قال أيضا إن مراجعة كاميرات المراقبة في ضُباء في ذلك اليوم أظهرت الحويطي وشقيقه على الكورنيش، وليس بالقرب من مسرح الجريمة وقت ارتكابها.

لا يوجد ما يشير في وثائق المحكمة إلى أن المحكمة أخذت بعين الاعتبار أو حققت في أي من هذه المزاعم، وبدلا من ذلك استندت في حكمها بالكامل تقريبا إلى الاعترافات القسرية

 

تابع آخر الأخبار عبر: « Google news»  

 

وشاهد كل جديد عبر قناتنا في « YOUTUBE» 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.