الرئيسية » الهدهد » عودة العلاقات بين السعودية وإيران وإعادة فتح السفارات قريبا.. تفاصيل الاتفاق النهائي لطي صفحة الماضي

عودة العلاقات بين السعودية وإيران وإعادة فتح السفارات قريبا.. تفاصيل الاتفاق النهائي لطي صفحة الماضي

وطن- أواخر سبتمبر الماضي وفي تحول جذري للموقف السعودي من إيران، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن “إيران دولة جارة”، معربا عن أمله أن تؤدي المحادثات الأولية بين البلدين إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في علاقات تعاون.

اتفاق بين الرياض وطهران لعودة العلاقات

ويبدو أن هذه التصريحات قد تحولت لواقع فعلي وتم الاتفاق بين الرياض وطهران على عودة كاملة للعلاقات، بعد صياغة اتفاق مرضي للطرفين حوى شروطا من طهران وأخرى من الرياض.

وفي هذا السياق كشفت مصادر خاصة تفاصيل الاتفاقات والتفاهمات بين الجانبين الإيراني والسعودي، والتي كان من بينها وقف الدعم السعودي للمعارضة والاستثمارات السعودية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى مقترحات بإنشاء طريق دولي يربط مدن مشهد الإيرانية وكربلاء العراقية ومكة السعودية.

هذا ولفتت المصادر التي نقل عنها موقع “عربي بوست” إلى أن إعادة فتح سفارة البلدين في كل من طهران والرياض، كان هذا أحد أبرز ما أسفرت عنه اللقاءات بين مسؤولي الدولتين في العاصمة العراقية بغداد خلال الفترة السابقة.

وجاء ذلك بعد سلسلة من الجولات التي عُقدت بين الجانبين في العاصمة العراقية بغداد، حيث أعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في وقت سابق أن الرياض عقدت جولة رابعة من المفاوضات المباشرة مع إيران، في 21 سبتمبر الماضي.

الاجتماع كان “إيجابياً للغاية”

مصدر دبلوماسي عراقي، مطلع على الاجتماع الأخير بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين، كشف أيضا أن الجولة الأخيرة من الحوار بين طهران والرياض تمت داخل مطار بغداد الدولي.

ووصف المصدر الاجتماع بأنه كان “إيجابياً للغاية”، مضيفاً “كان هناك خوف بعد توقف جولات الحوار بسبب انتقال السلطة في طهران، من فشل هذه المحادثات، لكن اللقاء الأخير الذي حضره علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وعادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، ينذر بمزيد من التفاهمات، فيبدو أن كلا الجانبين مصمم على إعادة العلاقات”.

وتعد هذه الجولة من المفاوضات هي الأولى منذ أن تسلم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منصبه في أغسطس الماضي.

بغداد تحتضن الاجتماعات

وكانت وكالة ” أسوشيتيد برس “، كشفت تفاصيل اجتماع حضره ممثلو السعودية وإيران في العاصمة العراقية بغداد بهدف استمرار الحوار بين البلدين بعدما انقطعت بينهما رسميا منذ عام 2016.

ويأتي هذا الاجتماع على خطى قمة التقارب بين السعودية وإيران، التي عقدت في بغداد في آب الماضي.

إلى جانب مشاركة السلطات من كل من البلدين، حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

السعودية وإيران

وبحسب وكالة أسوشيتيد برس، فقد ناقشا خلال الاجتماع القضايا العالقة بين البلدين، وفقًا لخارطة الطريق المتفق عليها مسبقًا. إضافة إلى ذلك، أبلغ مسؤول عراقي الوكالة أن السلطات السعودية والإيرانية ناقشت أيضا التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.

ربما ستكون إعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، علامة فارقة في السياسة الخارجية للقوتين، فضلاً عن تداعياتها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وفق التقرير الذي نشره موقع ” atalayar ” الإسباني.

نمر باقر النمر
نمر باقر النمر

خاصة بعد أن تم إعدام رجل الدين الشيعي المعارض نمر باقر النمر في السعودية، آنذاك اقتحم مئات الأشخاص وأضرَموا النار، في السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد لا يُنسى في يناير 2016.

وردت الرياض على الأحداث بقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني. لذلك، فإن حقيقة تناول الطرفين للمسألة الدبلوماسية هي خطوة كبيرة في عملية التقارب. وفق ترجمة “وطن”.

كما أكد المصدر العراقي لوكالة أسوشيتد برس، أن الاجتماع لم يكن على مستوى وزاري، حيث كانت المحادثات إيجابية ورسمية أكثر.

تجهيزات لإعادة فتح سفارات البلدين

مصادر إيرانية خاصة رفيعة المستوى، رفضت الكشف عن اسمها، أكدت للموقع أنّ هناك هيئات أمنية سعودية وصلت إلى إيران للعمل على ترميم السفارة السعودية للترتيب لإعادة فتح سفارة السعودية بطهران، والقنصلية السعودية في مشهد بعد اقتحام متظاهرين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران والقنصلية في مدينة مشهد عام 2016، عقب إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر.

وتؤكد تلك المصادر أنّ الوفد الأمني السعودي عمل على تحديث المنظومة الأمنية والتقنية داخل السفارة والقنصلية السعودية، والتأكد من عدم تعرضهما لأي اختراقات قبل إعادة فتحها من جديد.

في المقابل، وصل وفد إيراني أمني لإعادة ترتيب فتح السفارة الإيرانية في الرياض والقنصلية في جدة، بحسب تأكيدات المصدر الأمني المطلع، والتي ستعمل بدورها على إعادة تجهيز فتح السفارة والقنصلية الإيرانية في كل من الرياض وجدة.

قيس قريشي
قيس قريشي

من جانبه، أشار المحلل السياسي الإيراني المقرب من الخارجية الإيرانية، قيس قريشي، أن فتح السفارات في البلدين يعد بادرة حسن نية وبداية لحلحلة الكثير من الملفات بين الطرفين.

ويشير قريشي في تصريحات خاصة لـ”عربي بوست”، أن إيران تفضّل تقسيم الملفات كل على حدة، وأن تتم مناقشة كل ملف بمفرده وليس مناقشتها دفعة واحدة، منوهاً إلى أنّ طهران أكدت للرياض عبر المفاوضات التي أجريت على ضرورة فتح السفارات في بداية الأمر قبل التوصل لأي تسوية أو اتفاق متعلق بالملف اليمني أو السوري.

وذكر قريشي أنّ الجانب الإيراني أبلغ نظيره السعودي أنّه بعد عودة فتح السفارات فإنّ المفاوضات ستصبح علنية، وسيرتفع التمثيل الدبلوماسي بالمفاوضات التالية.

طريق من مشهد إلى مكة

قال مصدر مقرّب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن الأخير اقترح على الجانبين السعودي والإيراني إنشاء طريق دولي سريع يربط بين مدينة مشهد الإيرانية ومكة المكرمة، ويمر من خلال مدينة كربلاء العراقية.

وأضاف “هذا الطريق له دلالة كبيرة على عمق العلاقات”، فمدينة مشهد تعتبر واحدة من أهم المدن الدينية المقدسة لدى المسلمين الشيعة داخل إيران وخارجها، فهي تضم الكثير من الأضرحة الشيعية، مثلها مثل مدينة كربلاء العراقية.

وبحسب المصدر السابق فان كلا الجانبين الإيراني والسعودي أبديا حماسة تجاه هذا الاقتراح، يقول مصدر أمني إيراني “الفكرة جيدة للغاية، وأتمنى أن تنفذ، ولن تمانع القيادة العليا في طهران تنفيذ هذا الاقتراح”.

بحسب المسؤولين والدبلوماسيين العراقيين والإيرانيين، فإن الوفد الإيراني طلب من نظيره السعودي عدم التضييق على الأقلية الشيعية في المملكة العربية السعودية، والسماح لهم بأداء شعائر الحج في مدينة مشهد الإيرانية، دون تعرضهم للمضايقات الأمنية.

وقف دعم المعارضة المسلحة

جرى في جولات المفاوضات استعراض الأدوار السياسية التي يقوم بها الطرفان في المنطقة، بحسب ما ذكرته مصادر رفيعة المستوى، والتي أوضحت أن إيران اشترطت على السعودية قبل إعادة فتح السفارات والعلاقات الدبلوماسية، التوقف عن دعم المعارضة وتقديم أي دعم سياسي أو إعلامي أو مالي لها.

وعلى رأس هذه الشروط وقف دعم السعودية لـ”جيش العدل”، ومقره في بلوشستان، جنوب شرق إيران، ويمثل المعارضة السنية بالمنطقة، ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وفصائل المعارضة الأحوازية؛ إذ تتهم طهران الرياض بتقديم دعم وتمويل لهجمات الجماعة المسلحة التي كانت تنفذ بحق جهات أمنية وعسكرية تابعة للنظام الإيراني.

وقف التراشق الإعلامي

وبحسب المصدر الدبلوماسي العراقي، كان من ضمن القضايا التي ناقشها الطرفان مسألة الحملات الإعلامية التي يشنها الجانبان ضد بعضهما البعض.

فيقول لـ”عربي بوست”، “طلبت إيران من السعودية وقف عمل القنوات والمواقع الاخبارية الناطقة بالفارسية، التي تمولها السعودية مباشرة، والتي تثير الأخبار الكاذبة وتنشر صورة عدائية للجمهورية الإسلامية”، على حد تعبيره.

يذكر أن أشهر هذه القنوات الناطقة بالفارسية الممولة سعودياً هي قناة إيران إنترناشونال، التي تتبنّى خطاباً مناهضا للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

إيران والسعودية
إيران والسعودية

وبحسب المصدر ذاته، فإن إيران طلبت من الجانب السعودي أيضاً وقف تمويل الصحفيين الأحوازيين المعارضين للجمهورية الإسلامية، والمقيمين خارج إيران.

ويقول مصدر أمني إيراني، كان من ضمن الحاضرين لهذا الاجتماع، “لا يمكن المضي قدماً في أي علاقة إيجابية بالرياض، قبل أن تتوقف عن دعمها للمجموعات والأشخاص الذين يعملون على الدعاية السلبية ضد الجمهورية الإسلامية”.

الملف اليمني

وحظيت الحرب في اليمن أيضا باهتمام كبير على طاولة المفاوضات بين طهران والرياض. فالوفد الإيراني ذكر أنّهم ليس لديهم أي مانع من إيجاد تسوية في الملف اليمني.

مؤكدين لهم أنّ على الرياض أن تمضي في عقد اتفاقية وتسوية سياسية تجمع كلاً من الحكومة الشرعية في اليمن من جانب وجماعة “أنصار الله” من جانب آخر، وتكون بحضور ورعاية سعودية-إيرانية.

في هذا الصدد يقول مصدر عراقي، مقرب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي كان حاضراً هذه الجولة من المفاوضات، لـ”عربي بوست”، إن القضية الأهم والأكبر في الاجتماع الأخير كانت كيفية إنهاء الحرب باليمن، وتقاسم السلطة.

وفي نفس السياق، قال مصدر أمني إيراني، كان حاضراً ضمن الوفد الإيراني برئاسة على شمخاني، إن القيادة العليا في طهران أطلعت الحوثيين على رغبة الرياض في إنهاء الحرب، والتفاوض مع القادة الحوثيين، الذين أبدوا استعدادهم الكامل لحل هذه المسألة، ومن المتوقع أن يكونوا طرفاً في المفاوضات الإيرانية السعودية في المستقبل القريب”.

ولم توضح المصادر العراقية والإيرانية الخطوات المحددة التي ناقشها الجانبان لحل أزمة اليمن، مكتفين بالقول إن هذه الخطوات بالتفصيل سيتم مناقشتها في الجولة القادمة من الحوار الإيراني السعودي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.