الرئيسية » الهدهد » “بوبليكو ” الإسبانية: صحة أردوغان السيئة تضع مستقبل تركيا كله على المحك

“بوبليكو ” الإسبانية: صحة أردوغان السيئة تضع مستقبل تركيا كله على المحك

وطن- تضاعفت الشائعات مؤخراً، حول الحالة الصحية، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتشير التقارير إلى أن سياسات أنقرة كانت على مدى العقدين الماضيين، بمثابة خروجًا جذريا عن السياسات السابقة داخل وخارج البلاد، اذ واجه أردوغان علنا الغرب وإسرائيل وحلفائهم، وأدخل تغييرات يصعب استمرارها، إذا اضطر الرئيس التركي رسميا إلى التخلي عن الحياة السياسية.

في هذا الشأن قالت صحيفة “بوبليكو ” الإسبانية، إن رجب طيب أردوغان، قاد تركيا على طول مسارات جديدة معقدة على مدى السنوات الـ 18 الماضية، حيث حدد سياسات مبتكرة وغير معروفة لهذا البلد المهم، الذي يمتد عبر الشرق الأوسط وأوروبا.

رجب طيب أردوغان

وزيادة على ذلك، لتطبيق قراراته لم يتردد رجب طيب أردوغان، في مواجهة معارضة داخلية أو قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل. لقد عززت قراراته الاقتصاد بشكل كبير وكان لها تأثير كبير في المنطقة.

ولكن تم نشر مقاطع فيديو في الأسابيع الأخيرة تظهر ضعفا جسديا كبيرًا للرئيس التركي.

وفي أحد مقاطع الفيديو، ظهر وكأنه غلبه النعاس لبضع ثوانٍ أثناء مقابلة. وفي مكان آخر كان متواجدا مع حارس شخصي. وفي صورة أخرى شوهد وهو يتكئ على زوجته لينزل بعض السلالم. في حالات أخرى، شوهد يمشي بصعوبة في الاحتفالات الرسمية.

فيديوهات وصور أردوغان توحي انه ليس بخير

أثارت كل هذه الصور تعليقات لا نهاية لها، ويصعب إخفاءها لدرجة أنه حتى التلفزيون الرسمي نفسه كان عليه أن يفسرها، مؤكدا أن صحة أردوغان جيدة. وفي المقابل، نشر مكتبه صورًا له وهو يلعب كرة السلة، لكن الصور التي ظهر فيها أردوغان علنا، لم تبدد الشائعات التي تفيد بأن صحته تتدهور بسرعة، ربما بسبب السرطان.

فيديو مسرب يظهر أردوغان يؤم أسرته ومسؤولين مقربين منه في الصلاة
فيديو مسرب يظهر أردوغان يؤم أسرته ومسؤولين مقربين منه في الصلاة

المعارضة التركية تشك في قدرة أردوغان الجسدية

في هذا السياق، تشكك المعارضة في أن أردوغان قادر جسديًا على الحكم، وفوق كل شيء يستبعدون القيام بالانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2023، والتي تطمح المعارضة إلى عقدها في وقت سابق. وكل هذا يتسبب في ضعف سياسي أكبر للرئيس.

ولمواجهة الشائعات، شارك أردوغان في لقاء مع شباب ناقشوا الشعر بشكل غير رسمي وبعيدا عن التشريفات.

و تلا الرئيس الآيات وغنى الأغاني وتجاذب أطراف الحديث مع الشباب. ولدى سؤاله عما إذا كان قد كتب قصائد مخصصة لزوجته، أجاب: “أحب قراءة الشعر ولكن لا أكتبه، كما لم أكتب لها (زوجته) قصائد، لكننا نعيش حياة شبيهة بالشعر”.

تجدر الإشارة، الى أن إحدى القضايا التي أثارتها الشائعات، تتعلق بمستقبل تركيا، حيث أنه ربما يضطر الرئيس التركي  إلى ترك الحياة العامة رسميا. ليس هناك شك في أن طريقته الشخصية في إدارة السياسة لا يمكن تكرارها وأنه سيكون من المستحيل على أي من السياسيين أن يحل محله، تاركا نفس الأثر الذي تركه في السنوات الأخيرة.

أردوغان بدأ حياته رئيسياً لبلدية اسطنبول

بدأ أردوغان حياته المهنية منذ ما يقارب من 30 عامًا كرئيس لبلدية اسطنبول.

وفي عام 2003، أصبح رئيسًا للوزراء، عندما فاز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مريحة في البرلمان. أما في عام 2014، تقلد منصب رئيس الجمهورية، وعزز سلطاته في هذا  المنصب في عام 2018، عندما اكتمل الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي. الآن تظهر نيته علنا، للملأ، حيث يريد الفوز بانتخابات عام 2023.

لقد ولد أردوغان قبل 67 عامًا، ولطالما أظهر حيوية يُحسد عليها، نقلها ديناميكيًا إلى الحياة السياسية في تركيا، وشارك بانتظام في العديد من الأنشطة اليومية. نظرًا لعمره، فهو يعتبر شاب نسبيًا، لكن مقاطع الفيديو الأخيرة تشكك في حالته الصحي، على الرغم من أنه لم يتحدث قط عن أمراض معينة، ولا يُظهر سجله الطبي حالات دخول مشبوهة إلى المستشفى.

وتصر المعارضة على أن الفيديوهات تؤكد تدهور حالته الصحية، مشيرة إلى أنه لن يكون قادرا على الصمود في وجه حملة انتخابية مكثفة أخرى في تركيا. في الماضي، خلال الحملات، كان الرئيس، يحيي حوالي خمسة أحداث يومية، مشحونة دائمًا بالطاقة، وتيرة محمومة قد لا يكون مستعدًا الآن للحفاظ عليها. ناهيك أن المعارضة تشك أيضًا في قدرة أردوغان على الاستجابة للوعود الانتخابية.

في سياق متصل، يتمثل السؤال المركزي، فيما إذا كانت السياسة التركية ستتغير إذا اختفى أردوغان، لكن الإجابة الفورية جاهزة، تؤكد أن تأثيره وطريقته في إدارة الأمور لن تتكرر. هذه الطريقة الغريبة في التعامل مع المشاكل أكسبته عددا كبيرا من الأعداء، لكنه سلك دائمًا المسارات التي اعتبرها الأفضل لتركيا، رغم كل الصعاب.

أكبر أخطاء أردوغان

في الحقيقة، من بين أكبر الأخطاء التي ارتكبتها تركيا على  عهده، التدخل في سوريا والتدخل في ليبيا، وهما قضيتان يرفض فيهما الاستسلام على الرغم من أن نتائجها عكسية. ومع ذلك، فإن هذا التدخل لم يتسبب له في الإجهاد السياسي، بل على العكس من ذلك، فقد تمكن أردوغان من التعامل مع القضايا بسلاسة وهدوء تام، وبحس سليم.

يُذكر أنه من بين أهم اللحظات، التي عاشها النظام التركي، محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016. واتهمت سلطات أنقرة الإمارات العربية المتحدة بتدبير هذه المحاولة، التي قادها عسكريين أتراك رفيعي المستوى، لكن سرعان ما تم تم السيطرة على الوضع. من الصعب تصديق أن الإمارات تحركت من تلقاء نفسها ولم تكن وراءها دول غربية أو إسرائيل.

وتقول الصحيفة إن الإسلام السياسي الذي قدمه أردوغان للمؤسسات التركية على مدى ما يقارب عقدين من الزمن يثير استياء الغرب، وخاصة إسرائيل والبلدان العربية المتحالفة معها.

ومن المؤكد أن اختفاء أردوغان افتراضيا من شأنه أن يضر بالإسلام السياسي ليس فقط في تركيا، بل في المنطقة ككل، ومن شأنه أن يرضي الغرب وحلفائه.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.