الرئيسية » حياتنا » هل تعلم أن الإفراط في العمل يقتلك تدريجيا ويسبب لك الأمراض المزمنة؟

هل تعلم أن الإفراط في العمل يقتلك تدريجيا ويسبب لك الأمراض المزمنة؟

يعتقد الكثير من الناس أن الإفراط في العمل لساعات طويلة هو مرادف للالتزام والمسؤولية، ولكن في الواقع هو عبء ثقيل، ومن بين أحد أهم العوامل الرئيسية التي تؤثر على صحتنا ورفَاهيتنا.

نشرت مجلة “فيدا سانا” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مشكلة الإدمان على العمل، الذي يمنعنا من مشاركة الوقت الثمين مع عائلاتنا وأصدقائنا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يبعدنا عن العالم الحقيقي و يقيدنا عاطفيا، كما أنه يجعلنا عرضة لأمراض مثل الاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض العصر الأخرى.

وفي التقرير الذي ترجمته صحيفة “وطن” أكدت المجلة أن جراء الساعات المفرطة من العمل، يمكن أن نصبح محبطين وحتى غير حساسين. علاوة على ذلك، لا يمكننا أن نتوقف عن العمل حتى عندما تتاح لنا الفرصة للقيام بذلك.

كما أن الإفراط فى العمل أو “Overworking” قد يستنزف ذهنك وصحتك النفسية والجسمانية تماما ويصيبك بالأمراض، وتشير الأبحاث إلى أن الإرهاق من كثرة العمل، قد يقتل أكثر من مرض الكلى أو مرض ألزهايمر، وقد يؤدى إلى وفاة أكثر من 120 ألف شخص سنويًا.

متى يمكن أن يكون شرب الماء أمرا خطيرا؟

 

لهذا السبب، استعرضت المجلة  ثلاثة أسباب تجعلنا نتذكر بأننا  نعمل لنعيش وليس العكس.

1. الإدمان على العمل

يصبح المدمنون على العمل مهووسين، كما يمكن أن يتلاعبوا بالمعلومات. بالإضافة إلى أنهم يعملون ساعات إضافية  في المنزل، يرغبون في العمل حتى أثناء المرض، وفي أوقات فراغهم لا يمكنهم التوقف عن التفكير في شيء آخر غير عملهم.

2. لن تجني شيئا من العمل المفرط

تعتبر اليابان من بين إحدى الدول التي تُمجَّد فيها ثقافة العمل. ومن هنا تنشأ متلازمة كاروشي، والتي تعني “الموت من الإرهاق”. في هذه الجزيرة، يموت الكثير من الناس بسبب نوبة قلبية أو يتم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم أو الإجهاد لفترات طويلة في سن مبكرة.

ساعات العمل الطويل
ساعات العمل الطويل

ينتهي العمل المفرط أيضًا بالتأثير، على أداء العامل في العمل لأنه ينتهي به الأمر إلى إضاعة الوقت، في القيام بمهام غير ضرورية أو يبدأ في مواجهة صعوبات خارج العمل، على غرار انخفاض جودة العلاقات وعدم الرضا خارج العمل، لأنه يتعود على مستوى معين من الأمور، التي ترضيه وربما يجد صعوبة في الاندماج بسبب ذلك، لأنه يعتبر نفسه مثاليا وينبغي أن يكون كل شيء كذلك.

3. على الأغلب ستنسَى من تحب

إن تصنيف العمل على أنه النقطة المركزية في الحياة يؤثر على السعادة والعلاقات الشخصية. وبالمثل فإنه يزيد من احتمال حدوث مشاكل نفسية على مستوى الأسرة (يبدأ الأطفال في الشعور بالقلق أو الاكتئاب)، ويبدأ الزوجان في الشعور بعدم الحب والتجاهل والوحدة والحاجة إلى الاهتمام.

ماهي الأمراض التي يمكن أن تصيبك بسبب الإفراط في العمل؟

مرض السكرى

العديد من العوامل المتعلقة بالإرهاق يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم، يميل الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الطعام إلى تناول الأطعمة التي تفتقر إلى المغذيات والتي تحفز طفرات السكر في الدم والالتهابات.

ووفقاً للدراسات فإن الإفراط في العمل، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكرى بنسبة 45 بالمئة. كما أن عسر الهضم واضطراب النوم يجعل الناس أكثر عرضة للاضطرابات الأيضية.

يؤثر على صحة القلب

إلى جانب الإجهاد وضعف الأكل وقلة النشاط البدني، فإن العمل أكثر من اللازم قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجد استطلاع أجرته جامعة كوليدج في لندن أن الموظفين الذين يعملون لمدة 55 ساعة في الأسبوع معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 33 بالمئة أكثر من أولئك الذين يعملون لمدة 35 إلى 40 ساعة في الأسبوع.

وجدت دراسة أخرى أن العمل بين 60 و 70 ساعة في الأسبوع يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 42 بالمئة والعمل بين 70 و 80 ساعة في الأسبوع يزيد من فرص بنسبة 63 بالمئة.

سوء الهضم

يشترك الدماغ والجهاز الهضمي في اتصال معقد، حيث يحتوي الجهاز الهضمي على خلايا عصبية أكثر من الحبل الشوكي وينتج 95 بالمئة من السيروتونين في الجسم.

هل يمكننا تعويض ساعات النوم المفقودة لفترة أطول قليلا في عطلات نهاية الأسبوع؟

 

يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى إطلاق الهرمونات، وتؤدي الزيادات الطويلة الأجل إلى اختلالات تسبب آلام في المعدة، وإسهال، ومتلازمة القولون العصبي، ارتداد الحمض، والغثيان.

الحرمان من النوم

وجد الباحثون أن الأفراد، الذين يعانون من مستويات عالية من الاجترار المرتبط بالعمل قد أبلغوا عن شكاوى الحرمان من النوم.

تؤكد الكثير من الأبحاث، أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأمراض مثل السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض التنكس العصبي.

ضعف المناعة

عدد لا يحصى من العوامل الخارجية والداخلية، يمكن أن تتراكم لجعل أعباء العمل ثقيلة للغاية، بحيث لا يمكن إدارتها بشكل صحي في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى إفراز الهرمونات مثل الكورتيزول، الذي يساعدنا في تحفيزنا على العمل. ومع ذلك، فإن المستويات المرتفعة باستمرار من هذه الهرمونات قد تحفز الالتهاب وتقلل خلايا الدم البيضاء التي تحمي من العدوى، مما يزيد من خطر الفيروسات، بما في ذلك قروح ونزلات البرد.

 ضعف الإدراك

النعاس والإرهاق الناتج عن العمل الزائد، يمكن أن يجعل العمال عرضة للإصابة بضعف الوظيفة الإدراكية، العمل دون توقف في كثير من الأحيان يقلل من قدرة الفرد على التركيز على المهام التي يقوم بها، ناهيك عن الأهداف العامة للحياة.

ويرى الباحثون أن الإفتقار إلى  الراحة، يجعل من الصعب على العمال إدارة ردود الفعل النفسية، وإجراء مكالمات صائبة، والتواصل والتحدث إلى الناس بفعالية.

وبهذا المعنى، من الصائب اللجوء إلى العلاج العائلي، الذي تشرح فيه للناس الأقرب إليك، ما هو المرض وتقدم لهم سلسلة من المبادئ التوجيهية لمساعدتهم على التغلب على الإدمان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.