الرئيسية » تحرر الكلام » يقتلون القتيل ويمشون في جنازته!

يقتلون القتيل ويمشون في جنازته!

وطن- كلما حاول إقليم كردستان تطبيع الأوضاع مع بغداد وإيجاد حلول للمشاكل الكبيرة العالقة بينهما وفق الدستور، يأتي من يدق الاسفين بينهما ويعيد العلاقة المتدهورة الى مربعها الأول!  ربما حكومة بغداد والميليشيات التي تحكمها هي التي تحاول عرقلة عجلة المصالحة وإبقاء الازمات على حالها دون حل!

هكذا هو الحال مع الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2005  ، ما ان يتقدم الإقليم بخطوة الى الامام ويكاد يصل الى حل نهائي حتى يتراجع خطوات الى الوراء بفعل الدسائس والمؤامرات التي تحيكها دول الإقليم واذيالها داخل العراق حتى غدت الزيارات  الكثيرة التي تقوم بها الوفود الكردية  الى بغداد نوع من العبث واهدار الوقت!

ولاشك ان ثمة ايادي خفية وغير خفية إقليمية ودولية يعرفها العراقيون تعبث بمصير العراق ومقدراته ولا تريد له ان يتعافى ويستقر ويزدهر ويعيد ترتيب بيته من جديد!

وسط كل الازمات “المتلتلة” التي تعاني منها الشعوب العراقية من فقر وفساد وقتل واغتيالات وتناحر طائفي وقومي وسوء إدارة و… تبعية للخارج ، تأتي اثارة التطبيع مع إسرائيل  لتضيف ازمة جديدة تلهي العراقيين وتدغدغ عواطفهم لتبعدهم عن اصل القضية المتعلقة بالحكم” الفاسد” والسلطة “الغاشمة” التي يرزحون تحت وطئتها منذ 2003 .

مؤتمر أربيل في العراق

ففي الوقت الذي يتوجه الشعب الى صناديق الانتخابات لاحداث تغيير في الوجوه السياسية الكالحة التي دمرت البلاد والعباد وعاثت في الأرض الفساد ، نراهم يعقدون مؤتمرا موسعا في أربيل عاصمة إقليم كردستان تحت عنوان “السلام والاسترداد” والذي حضره 300 مشارك من السنة والشيعة من ست محافظات عراقية  لاقامة سلام مع إسرائيل!  ورغم ان مقررات المؤتمر لم تخرق دستور البلاد ولكنها قوبلت بضجة سياسية وإعلامية كبيرة “مفتعلة” في بغداد وطالبت الأحزاب الشيعية بمعاقبة المؤتمرين وعدم التساهل معهم ، واستجابت وزارة الثقافة العراقية للامر وقامت بعزل احدى موظفيها تلتها مذكرة قبض صادرة من مجلس القضاء الأعلى على خلفية مشاركتها في المؤتمر ، وطالت العقوبات مشاركين آخرين.

كما وهاجموا إقليم كردستان بشدة لسماحه بعقد المؤتمر في أربيل وحملوها المسؤولية ، رغم صدور بيان من رئاسة الإقليم ينفي فيه علمه “.. بالاجتماع ومضامين مواضيعه، وأن ما صدر عنه ليس تعبيرا عن رأي أو سياسة أو موقف الإقليم”. وأضاف البيان أن “أي موضوع أو موقف أو توجه مرتبط بالسياسة الخارجية هو من صلاحيات الحكومة الاتحادية وفقا للدستور، وأن إقليم كردستان ملتزم في هذا تمام الالتزام بالسياسة الخارجية العراقية”.

ولكن الطائفيون وجدوا فرصة ذهبية لخلق ازمة جديدة مع الإقليم لمنع ارسال حصته من الموازنة وإعادة الحصار الجائر من جديد.

ولم يكن توقيت موعد انعقاد المؤتمر المشبوه (24/9 /2021)عفويا بل جاء عن سابق التخطيط والتصميم ، حيث توافق مع تاريخ اجراء عملية استفتاء إقليم كردستان(25/9/2017) التي لم تحظى بموافقة المجتمع الدولي رغم ان غالبية الشعب الكردي(93%) صوتت عليها وايدتها ، بينما رفضتها بغداد والدول الإقليمية واتهموا الكرد بسعيهم لإقامة إسرائيل الثانية في المنطقة.

العراق وإسرائيل

ورغم ان الكثير من المراقبين يشيرون الى ان بغداد متلهفة لاقامة علاقة صداقة مع اليهود ، وبحسب كلامهم فانها  أرسلت حتى الان ” ثلاثة وفود الى “تل أبيب”، بشكل سري وقد رفعت الأخيرة اسم العراق من قائمة الأعداء ‏وأجازت التبادل التجاري معه”.‎‏

‎‏وقد اكد “بهاءالاعرجي“” نائب رئيس الوزراء في حكومة العبادي..‎‏ ‏ورئيس اللجنة القانونية ورئيس لجنة النزاهة خلال الدورات السابقة للبرلمان العراقي” هذه الحقيقة منذ فترة والقى قنبلة من الوزن الثقيل بوجوه أصحاب الوطنيات الزائفة ، حيث صرح ” ان العراق مهيّأ للتطبيع مع اسرائيل، وقد يصدر القرار من النجف وليس من بغداد‎.!” أي يصدر قرار التطبيع من المرجعية الدينية التي لاذت بالصمت و”لم تُصدر بياناً تستنكر فيه تصريحات الأعرجي” لغاية اليوم!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.