الرئيسية » الهدهد » فرنسا تتلقى خسائر فادحة وصفعات متتالية .. ماكرون يعيش أزمات داخلية وخارجية متصاعدة

فرنسا تتلقى خسائر فادحة وصفعات متتالية .. ماكرون يعيش أزمات داخلية وخارجية متصاعدة

وطن- تعيش فرنسا اليوم فترة من أصعب فتراتها وسط خسائر فادحة تتعرض لها جراء سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون المتهورة والعدائية، وبات هو من يعيش أزمة حقيقية وليس الإسلام كما زعم في تصريحات له قبل أشهر تسببت في مقاطعة عنيفة للمنتجات الفرنسية حول العالم.

مقاطعة المنتجات الفرنسية مستمرة

وبينما لا تزال تداعيات مقاطعة المنتجات الفرنسية تتواصل، جاءت خطوة أستراليا بإلغاء صفقة الغواصات التي تُقدّر بـ 50 مليار دولار لتعمق أزمة باريس.

وأمس، الأحد، رفض رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الاتّهامات الفرنسيّة لبلاده بـ”الكذب” على خلفيّة إلغاء عقد لشراء غواصات فرنسية.

جاء ذلك بعد قرار أستراليا الانسحاب من اتفاق لشراء غواصات فرنسية لصالح أخرى أمريكية تستخدم الطاقة النووية.

وتمسكت أستراليا بموقفها، فيما اتهمتها فرنسا بالخيانة. وأصر موريسون على أنه سبق أن طرح مخاوف مع فرنسا حيال غوّاصاتها.

وقال موريسون لصحافيين في سيدني: “أعتقد أنّه كان لديهم كلّ الأسباب ليعرفوا أنّ مخاوف جدّية وعميقة راودتنا بأنّ الإمكانات التي تملكها غوّاصات من فئة “أتاك” لن تتوافق مع مصالحنا الاستراتيجيّة، وقد أوضحنا بشكل تامّ أننا سنتّخذ قراراً مبنيّاً على مصلحتنا الوطنيّة”.

أزمة الغواصات بين فرنسا مع إسبانيا

وأثارت هذه الخطوة غضب فرنسا، ما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى استدعاء سفيرَي بلاده من كانبيرا وواشنطن، في خطوة غير مسبوقة.

والأحد أُعلن عن إلغاء اجتماع كان مقرّراً عقده هذا الأسبوع بين وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورانس بارلي ونظيرها البريطاني الذي يشغل منصب وزير الدفاع بين والاس، بناءً على طلب باريس، وفق مصدر قريب من الوزارة الفرنسيّة.

وأشار المصدر إلى أنّ “الاجتماع الذي كان مقرّراً هذا الأسبوع في لندن لن يُعقد” بعدما قرّر الجانب الفرنسي إلغاءه.

وكان وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان خرج، السبت، عن الأعراف الدبلوماسيّة، في تصريحات موجّهة إلى كلّ من أستراليا والولايات المتحدة، وكذلك بريطانيا المنضوية في الاتّفاق الأمني الثلاثي الذي أعلِن الأربعاء وأدّى إلى نشوب الخلاف.

صفعة سويسرية على وجه ماكرون

ولم تنتهي الأزمة مع أسبانيا حتى وجهت سويسرا هي الأخرى صفعة لماكرون أثارت جنونه، بإلغاء صفقة مقاتلات رافال التي تُقدّر ب6 مليارات دولار.

وألغى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد، زيارة إلى سويسرا كان من المقرر أن تجري في نوفمبر المقبل، بسبب رفض الأخيرة شراء مقاتلات فرنسية واستبدالها بمقاتلات أخرى.

وبحسب ما نقلته صحيفة “لو ماتان” السّويسرية، فإن ماكرون أبلغ السفير الفرنسي لدى سويسرا، بإلغاء زيارته للقاء الرئيس السويسري، غاي بارملاند، المقررة في نوفمبر منذ ستة أشهر.

كما لوحظ، حظر الرئيس الفرنسي أيضا جميع الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى مع سويسرا حتى صيف عام 2022.

وتشير سويسرا إلى أن الاتصالات على مستوى العمليات ستستمر من خلال السفراء.

وأشارت وسائل الإعلام إلى أن قرار ماكرون يرجع إلى حقيقة أن سويسرا اختارت مقاتلات أمريكية من طراز “F-35” لتلبية احتياجات الجيش.

وبلغت قيمة الصفقة أكثر من 6 مليارات دولار.

ووفقًا لما نقلته وسائل الإعلام فإن الحوار مع فرنسا بشأن شراء مقاتلات “رافال” استمر حتى بعد أن اتخذت برن القرار النهائي بشأن الطائرة “F-35”.

وبحسب صحيفتي “سونتاغسزيتينغ” و”لو ديمونش ماتان”، فإن ما أغضب ماكرون هو أن وزارة الدفاع السويسرية واصلت المفاوضات للحصول على “رافال” وهي بالفعل اتخذت قرارها باختيار الطائرة القتالية الأمريكية.

ردود أفعال

وأثارت الأزمات التي تشهدها فرنسا حاليا ردود أفعال كثيرة على مواقع التواصل، وربط مفركون نشطاء بين تصريحات ماكرون قبل أشهر وزعمه أن الإسلام يعيش أزمة، وبين الأزمة الحقيقية التي يعيشها هو الآن بسبب سياساته العدائية والعنصرية المقيتة.

 

وكتب الإعلامي البارز ومقدم البرامج بقناة “الجزيرة” أحمد منصور:”الصفعات تتوالي علي فرنسا من الأصدقاء والحلفاء والجيران.”

وتابع في تغريدته التي رصدتها (وطن): “صفعة جديدة لفرنسا ورئيسها المأزوم ماكرون سويسرا تلغي صفقة طائرات فرنسية وتستبدلها بأمريكية. وماكرون يحتج ويلغي لقاء مع الرئيس السويسري، فقط تابعوا استمتعوا بالمشاهدة خرائط العالم تتشكل من جديد.”

وقال الكاتب السياسي خليل المقداد: “وتستمر الصفعات في وجه ماكرون! بعد إلغاء استراليا صفقة الغواصات الفرنسية واستبدالها بأمريكية، سويسرا تلغي صفقة طائرات راڤال الفرنسية وتقرر شراء 36 طائرا F-35A الأمريكية المتطورة إضافة إلى خمس وحدات دفاع جوي باتريوت. اللهم لا ترفع الذل عنه.”

ودون الناشط عادل دواد:”مسيو ماكرون قال {الإسلام في أزمة} فسلط الله عليه ظالما أظلم منه ليجعل له ألف أزمة لن تنتهي أزماته إلا بانهيار كيان دولته قريبا.”

واضاف:”فمن يعلن الحرب على الله وعلى الإسلام فإنما يعرض نفسه للهلاك فتتهيأ له أسباب السقوط من حيث لا يحتسب، وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم”,.

من جانبه قال الكاتب القطري جابر الحرمي: “ماكرون يعيش أزمات داخلية وخارجية متصاعدة، فبينما لازالت تداعيات مقاطعة المنتجات الفرنسية تتواصل، جاءت خطوة أستراليا بإلغاء صفقة الغواصات التي تُقدّر 50 مليار دولار، ثم عمّقت سويسرا إلغاء صفقة مقاتلات رافال التي تُقدّر ب6 مليارات دولار، المقاطعة توّسعت يا ماكرون.”

تحولات دولية كبرى

هذا وتكشف أزمة وقف استراليا لعقد الغواصات مع فرنسا عن مجموعة من التحولات الدولية الكبرى التي قد تتداعى مباشرة على خرائط الاصطفافات المقبلة.

أزمة الغواصات زادت الطين بلة لماكرون
أزمة الغواصات زادت الطين بلة لماكرون

فالمسألة خطيرة جريئة تتجاوز حدود نزاع تجاري بين دولتين، لتميط اللثام عن تشكّل تحالفات دولية قد تولد وراءها تحالفات جديدة وربما خارج سياق التقليدي والمعتاد.

وتشير هذه التحولات إلى عدة أمور أولها أن الولايات المتحدة في عهد إدارة جو بايدن تمدد السلوك الذي كان معتمدا في عهد إدارة سلفه دونالد ترامب من حيث تقديس شعار “أميركا أولا” ثم أولا ثم أولا، وهو أمر أشارت إليه باريس بصفته عيبا سبق لبايدن أن أدانه وخطأ وعد بإصلاحه.

الثاني، هو أن بريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي تؤكد انفصالها عن قواعد هذا التكتل وتحررها من قيوده، لكنها تؤكد أيضا عدم قدرتها على التحرر من هذه التبعية للولايات المتحدة والتي لطالما تبادل سياسيو لندن الاتهامات في شأن المسؤولية عن الخضوع لواشنطن والعجز عن استقلال البلد عن قرارها.

الثالث، هو أن هذه التحالف الانغلوسكسوني (البروتستنتي) ينهل من تراث “الكومنولث” ليشكّل رافعة خاصة ذات سمات تاريخية وثقافية ونفعية تختلف عن بقية واجهات المنظومة الغربية في بُعدها الأطلسي أو الأوروبي أو في ذلك المتجمع تحت سقف نادي “الدول الصناعية السبع”.

وهذا يعني أن أسئلة ستطرح حول نجاعة وتناغم المنظومة الغربية بصفتها وحدة لا تحتمل التباين وفق سرعات وديناميات متعددة.

الرابع، هو أن الولايات المتحدة التي أعلنت عن تحولها الاستراتيجي نحو آسيا منذ عهد باراك أوباما، تنتقل (مع بريطانيا وأستراليا) نحو مباشرة تموضع عسكري عدائي يتوعد الصين بمواجهة عسكرية محتملة.

الأمر يعني أن واشنطن تستنج بوجع هزيمتها الاقتصادية أمام العملاق الصيني، إلى درجة باتت تستدعي التلويح بالخيار العسكري والتعجيل بتحالفات تتشكل منها النواة الصلبة المركزية بعيدا عن فرنسا وأوروبا وبلدان الناتو.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.