الرئيسية » حياتنا » دراسة: 30 % ممن ماتوا بسبب كوفيد-19 كانوا مرضى السكري

دراسة: 30 % ممن ماتوا بسبب كوفيد-19 كانوا مرضى السكري

وطن – أظهرت دراسة طبية أن 30 بالمئة من حالات وفيات فيروس كورونا المعروف باسم كوفيد-19، تعود لمرضى السكري. وفق ما نشرت مجلة ” The Lancet ” الطبية.

وقالت المجلة الطبية وفق ما نشر موقع ” سابير فيفير ” الاسباني فإن داء السكري من النوع 2 له تأثير سلبي على العدوى أكثر من النوع 1، ولكن ليس بسبب المرض  تحدث الوفيات، وإنما المضاعفات التي يصاب بها الشخص المريض تزيد من حدة الحالة الصحية.

في بداية الوباء، لم يكن مرض السكري يعتبر عامل  مصاحب لكوفيد-19، أي أن المرض لا يزيد من خطر الوفاة في حالة الإصابة بالفيروس. لكن بمرور الوقت، رأى الأطباء أن مرض السكري عامل شديد الضراوة في مرض كوفيد -19.

وما كان الأطباء في المستشفيات يراقبونه تأكد الآن، من خلال تقرير نُشر في The Lancet Diabetes & Endocrinology، حيث أن 30 بالمئة من الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 حدثت لمرضى السكري.

السكري في اسبانيا

إسبانيا هي خامس دولة أوروبية من حيث عدد المصابين بمرض السكر، بما أنه حوالي 6 ملايين بالغ تتراوح أعمارهم بين 20 و 79 يعانون من هذا المرض. و    40 بالمئة منهم أشخاص أكبر من 70 سنة. يمثل مرض السكري من النوع الأول، حوالي حالة من كل عشر حالات من مرض السكري في إسبانيا.

اقرأ أيضاً: علماء يكشفون عن عوامل تسبب سرطان الرئة لغير المدخنين

 

كما أن داء السكري من النوع الثاني هو الأكثر شيوعًا، حيث أن 90 بالمئة من الحالات التي تم تشخيصها في إسبانيا، تمثل السبب الرئيسي للعمى وغسيل الكلى أو زرع الكلى والبتر غير الرضحي. كما أنه عامل خطير جدا، لأمراض القلب والأوعية الدموية.

جدير بالذكر أن هذه المشكلة آخذة في الازدياد: حوالي 386 ألف حالة جديدة من مرض السكري تظهر بين السكان البالغين كل عام.

مرض السكري والوفيات

من المعروف أن مرض السكري يعرضك للإصابة بالعدوى بشكل عام، حيث يُضعف ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وظيفة الجهاز المناعي، ويعرّضك للإصابة بأي عدوى. ولكن بالنسبة لكوفيد-19، فإن مريض السكري لديه مخاطر أكبر للإصابة به، وفي أخطر صوره أيضا، لأن هذا المرض يعزز من الالتهاب المفرط، مما يسبب عاصفة السيتوكين الشهيرة التي تزيد من تفاقم الحالة الصحية لمَريض كوفيد-19.

وبالمثل، فقد لوحظ أن العلاقة بين مرض كوفيد-19 والسكري يمكن أن تكون ثنائية الاتجاه، لأن الفيروس يمكن أن يساعد في تطور مرض السكري لدى الأشخاص الأصحاء أو يؤدي إلى تفاقمه لدى أولئك الذين يعانون منه بالفعل.

كوفيد-19 يؤثر أكثر على مرضى السكري من النوع 2

في الحقيقة، كان تأثير كوفيد-19، أسوأ بكثير على مرضى السكري من النوع 2 مقارنة بمرضى السكري من النوع 1. لكن السبب ليس المرض نفسه، بل كيفية معالجة الحالة الصحية للسيطرة على المضاعفات، التي ستؤدي بدورها إلى الوفاة.

فيروس كورونا
فيروس كورونا

تجدر الإشارة إلى أن مرضى السكري من النوع 1، (مرض يمكن أن يبدأ في الطفولة) يعرفون  المرض بشكل أفضل،  ويتمتعون بطريقة تحكم جيدة. وهذا أمر أساسي في مرض السكري لأنه إذا تمت السيطرة على المرض بشكل صحيح، فإن المضاعفات الضارة التي يسببها تقل بشكل كبير.

 دراسة حديثة: كمية فيروس كورونا في الرئتين السبب الرئيسي لوفاة المصابين

 

في المقابل، يظهر مرض السكري من النوع 2 في مرحلة البلوغ، وأحيانًا في وقت لاحق من الحياة، ويكون المريض أقل خبرة في إدارة المرض. وهذه مشكلة حقيقية. وهذا هو السبب في أن مؤلفي الدراسة، طلبوا بشكل صريح من خلال تقريرهِم بضرورة “استعادة السيطرة على المرض”.

من الضروري السيطرة على مرض السكري من النوع 2

إن الافتقار إلى السيطرة على المرض، عند مرضى السكري من النوع 2، في طريقه إلى أن يصبح مشكلة صحية كبيرة في إسبانيا. ناهيك “أن الافتقار إلى الحملات التثقيفية والتوعية، بشأن مرض السكري، يزيد من معدلات الاعتلال والوفيات، لما يقرب من 6 ملايين شخص مصاب بمرض السكري من النوع 2 في إسبانيا، ويُثقل كاهل الهيئة الصحية ماديا”.

ونتيجة لذلك، تم التحذير بخصوص هذا الأمر، من قبل الاتحاد الإسباني للسكري (FEDE) والجمعية الإسبانية للسكري (SED) من خلال حملة “لا تدر ظهرك لمرض السكري”

يستنكر FEDE عدم وجود برامج تعليمية تساعد المرضى على إدارة مرضهم.

وكما يوضح خوان فرانسيسكو بيران رئيس FEDE: “في إسبانيا يموت حوالي 25 ألف شخص سنويًا بسبب مرض السكري ومضاعفاته. ومن بين هؤلاء، يموت ما بين 50 بالمئة و 80 بالمئة بسبب أمراض القلب وحوادث القلب والأوعية الدموية”.

ويخلص إلى أن “80 بالمئة من هذه الحالات يمكن تجنبها من خلال الترويج لنمط حياة صحي، لكن نصف المرضى الذين تم تشخيصهم لا يتلقون أي معلومات. في الواقع، تسعة من كل عشرة أشخاص يعانون من مرض السكري من النوع 2 ، ويعانون في ذات الوقت من زيادة الوزن أو السمنة”. ناهيك أن نقص الحملات التوعوية، تمثل مشكلة خطيرة في السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني.

ويخلص الدكتور أنطونيو بيريز، رئيس SED، إلى أن “مرض السكري من النوع 2، يتطلب السيطرة اليومية على المرض، على الرغم من  أن الأخصائي الصحي لا يُشخص مثل هذه الحالات إلا بضع مرات في السنة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.