الرئيسية » الهدهد » لِمَن حمل الأسير محمود العارضة “علبة عسل” أخرجها معه من “نفق الحرية”!؟

لِمَن حمل الأسير محمود العارضة “علبة عسل” أخرجها معه من “نفق الحرية”!؟

وطن- نشرت هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية، رسالة الأسير محمود العارضة لوالدته، وهو أحد الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع الاسرائيلي، وأعاد الاحتلال اعتقال 4 منهم هو أحدهم .

ونقل محامي الهيئة رسلان محاجنة رسالة الأسير محمود العارضة لوالدته، وجاء فيها: “بعد التحية والسلام حاولت المجيئ لأعانقك يا أمي قبل أن تغادري الدنيا لكن الله قدر لنا غير ذلك”.

الأسير محمود العارضة لوالدته: “كان في جعبتي علبة العسل هدية لك”

وتابع الأسير محمود العارضة: “أنت في القلب والوجدان وأبشرك بأني أكلت التين من طول البلاد، والصبر والرمان، وأكلت المعروف والسماق والزعتر البري، وأكلت الجوافة بعد حرمان ٢٥ عاما وكان في جعبتي علبة العسل هدية لك، سلامي لأخواتي العزيزات باسمة ربى ختام وسائدة وكل الأخوان فأنا مشتاق لهم كثيرا”.

وتابع: “تنسمت الحرية ورأينا أن الدنيا قد تغيرت، وصعدت جبال فلسطين لساعات طويلة، ومررنا بالسهول الواسعة، وعلمت أن سهل عرابة بلدي، قطعة صغيرة من سهول بيسان والناصرة”.

والدة الأسير محمود العارضة
والدة الأسير محمود العارضة

وقال الأسير محمود العارضة: “سلام الى كل الأهل والأصدقاء. سلامي إلى ابنة شقيقتي “افيهات” والتي لبست جرابينها وقطعت بها الجبال، سلام الى عبد الله وهديل ويوسف وزوجة رداد والاهل جميعا سارة رهف وغادة ومحمد والجميع سلام خاصة إلى هدى وأنا مشتاق إليها كثيرا وسأبعث لها كل القصة والحكاية”.

رسالة محمود العارضة
رسالة محمود العارضة

وبحسب المحامي، فقد حفر الأسير محمود فتحة الخروج إلى النفق، وكان هو “من نفذها بشكل منفرد، إذ قام بقصّ الحدي، مستعملا برغيا حديديا كان قد وجده وكان باستطاعة هذا البرغي الدخول بالحديد”.

وأضاف المحامي: “كان بحوزته شقفة (قطعة) حديد… ساعدته في قص الصاج المغطي لحفرة المجاري”.

وتابع المحامي: “بعد إنجاز الفتحة بدأوا بحفر النفق بأدوات صلبة كانت بحوزتهم، واشترك في الحفر مناضل انفيعات بشكل كبير ومحمد عارضة ويعقوب قادري وأيهم كممجي”.

وأضاف: “ما ساعدهم هو مواد البناء التي تركت أثناء بناء السجن من قضبان حديد، وأدوات صلبة وحبال، وهذا أراحهم في عملية استكمال حفر النفق”.

اعتقال محمود العارضة ويعقوب قادري في الناصرة

وكان الاحتلال الاسرائيلي، اعلن اعتقال الاسيرين محمود العارضة ويعقوب قادري في جبل القفزة قرب مدينة الناصرة شمال فلسطين المحتلة.

وذكرت قناة (كان) العبرية أن الأسيرين تجولا في أحد شوارع الناصرة باحثين عن طعام، وحاولا تغطية وجهيهما حتى لا يتم التعرف عليهما، ومن شاهدهم رفض مساعدتهم وأبلغ الشرطة، وبعد دقائق هرعت القوات للمكان وتم اعتقالهما.

وبعد ساعات على اعتقال العارضة وقادري، اعلن الاحتلال اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد العارضة، قرب بلدة الشبلي – أم الغنم في مرج ابن عامر، بعد 5 أيام من المطاردة إثر التحرر من سجن جلبوع عبر نفق الحرية الذي حفروه أسفل السجن .

‏وقالت وسائل اعلام اسرائيلية إنّ 3 قصاصي أثر من وحدة المشاة “مرعول” التي تم تشكيلها بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة في 2014 شمال الخليل، هم الذين حددوا موقع الزبيدي ومحمد في الساعة 5 صباحًا ، بعد تحليل واستعادة آخر طريق للهرب الليلة الماضية، من مكان اعتقدوا أنه كان يقيم فيه الأسرى.

قصاصو أثر وصلو لمكان زكريا الزبيدي ومحمد العارضة

وأشار التقرير إلى أن قصاصي الأثر الثلاثة توصلوا إلى مكان تواجد الزبيدي وعارضة بالاعتماد على “آثار أقدامهم وعلبة سجائر وعلبة شراب”، و”حددوا مكانهما في حقل زيتون ملاصق لموقف شاحنات في أم الغنم، بينما كانت عارضة نائما في شاحنة وكان الزبيدي يسير مرهقًا، واتصلوا على الفور بقوات الأمن التي نفذت عملية الاعتقال”.

من هو محمود العارضة؟

الأسير محمود عبد الله علي العارضة (46 عاما)، من مواليد 1/1/1975، من بلدة عرابة في جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)، معتقل بتاريخ 21/9/1996، ومحكوم بالسجن 99 عاما، واتهمه الاحتلال بتشكيل خلايا عسكرية، والتستر على الشهيد صالح طحاينة الذي استطاع الهرب من سجن النقب، وقتله جيش الاحتلال في تسعينيات القرن الماضي.

ويعتبر محمود العارضة من الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون، واعتقل أول مرة عام 1992 بتهمة تنفيذ عمليات عسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحكم عليه بالسجن 4 سنوات، أمضى منها 3 سنوات ونصف السنة، وأفرج عنه بعد اتفاق أوسلو عام 1994.

ويعدّ محمود العارضة من الأسرى المفكرين، فله مؤلفات في الأدب والثقافة والأمن، وحافظ للقرآن الكريم، وصنّفه الاحتلال من الأسرى الخطيرين في سجونه بعد محاولته الهرب، وقدرته على تشكيل خلايا عسكرية وهو داخل السجن.

وبعد اعتقال الاسرى الاربعة (محمود العارضة، محمد العارضة، زكريا الزبيدي، يعقوب قادري)، لا تزال الاجهزة الامنية الاسرائيلية تواصل اعمال البحث والتمشيط منذ عشرة ايام عن الاسيرين الاخرين (ايهم كممجي ومناضل انفيعات)، وسط ترجيحات اسرائيلية بتمكن واحد منهما من الوصول الى مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.